كيف تصعّد حكومة نتنياهو مخططاتها الاستيطانية؟


جراسا -

بدأ المستوطنون، وخصوصا شبيبة التلال ومنظمات الإرهاب الإسرائيلية التي تتخذ من البؤر الاستيطانية ملاذا آمنا بحماية جيش الاحتلال، في وضع الحكومة أمام استحقاقات برنامجها الائتلافي.

فإلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، أقامت مجموعة من المستوطنين ليلة الخميس – الجمعة الماضية «بؤرة استيطانية» على أراضي قرية جوريش بمناسبة مرور 30 يوما على وفاة الزعيم الروحي لتيار الصهيونية الدينية في إسرائيل، الحاخام حاييم دروكمان.

ومع إقامة البؤرة الاستيطانية، ذكر التقرير الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بمنظمة التحرير الفلسطينية، أن 5 عائلات استيطانية انتقلت للعيش فيها، واختاروا موقعها المهم بهدف قطع التتابع والتواصل الجغرافي للأراضي الفلسطينية – على حد قولهم – كما انتقل للسكن في البؤرة الاستيطانية العديد من زعران التلال الذين ساعدوا في إنشائها.

منع الترابط الفلسطيني
ويعتبر الموقع الذي أقيمت عليه البؤرة الاستيطانية مهما للغاية، لأنه يطل على الطريق العابر لمنطقة شمال الضفة المحتلة الذي يربط الأغوار عبر ما يسمى عابر السامرة في اتجاه كفر قاسم، وصولا إلى تل أبيب، وهي تهدف لمنع الترابط الجغرافي للأراضي التابعة للفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأوضح تقرير مقاومة الاستيطان، أن هذه هي أول بؤرة استيطانية يتم إنشاؤها بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

ونقلت وسائل إعلام عن المستوطنين الذين شاركوا في إقامتها أن فكرة إقامة البؤرة الاستيطانية تولدت لديهم مع وفاة حاخام «الصهيونية الدينية»، دروكمان، مؤكدين أن أفضل طريقة لإحياء ذكراه هي إقامة مستوطنة جديدة.

على صعيد آخر، ما زالت القدس بمركزها وأحيائها وضواحيها تئن تحت ضغط المخططات والمشاريع الاستيطانية والتهويدية، نظرا لأنها تقع في بؤرة اهتمام وتركيز هذه المخططات والمشاريع، التي من المتوقع أن تشهد ارتفاعا واتساعا، في سياق السياسة العلنية بالاتفاقيات الائتلافية بين أطراف حكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفا وعدوانية وعنصرية في تاريخ الاحتلال.

المشاريع التهويدية
وأشار التقرير إلى أن مناورات هذه الحكومة لن تخدع أحدا، فهي تحاول كسب الوقت لتسويق نفسها في علاقاتها مع دول العالم والمجتمع الدولي، وبما يسمح لها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين أطرافها على صعيد الاستيطان والمشاريع التهويدية.

فقد كان من المقرر أن تبحث ما تسمى لجنة التخطيط المحلية الإسرائيلية توسيع مستوطنة «نوف تسيون» على أراضي بلدة جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة، وتصادق اللجنة اللوائية الإسرائيلية على إقامة قاعدة عسكرية ضخمة على أطراف البلدة، خلال الأسبوع الماضي.

وأوضح التقرير الفلسطيني، أنه تم تأجيل ذلك مرات عدة خلال الفترة الأخيرة، ويعرف هذا المخطط باسم «نوف زهاف»، وتنص خطته على بناء 100 وحدة استيطانية جديدة و275 غرفة فندقية، وإذا تمت الموافقة على الخطة، فإنها سوف تحول «نوف تسيون» من جيب معزول للمستوطنين إلى امتداد مبني متجاور للمستوطنة الإسرائيلية المجاورة إلى الشرق من تلبيوت.

وبحسب تقرير مقاومة الاستيطان، تتكون «نوف تسيون» حاليا من 95 وحدة سكنية استيطانية مع حوالى 200 وحدة إضافية قيد الإنشاء، ومن المقرر أن تصبح أكبر مستوطنة في قلب حي فلسطيني في القدس الشرقية بسعة 400 وحدة سكنية استيطانية.

جبل المكبر
يشار إلى أن جبل المكبر كان من بين الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية التي شهدت أعلى نسبة هدم للمنازل على امتداد السنوات الماضية.

وذكر لتقرير الفلسطيني أنه على ما يبدو اتخذت سلطات الاحتلال قرار التأجيل عشية زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان لإسرائيل، وعلى خلفية توتر سياسي مع المجتمع الدولي بسبب استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي.

ولا تستثني سلطات وبلدية الاحتلال الأراضي الوقفية المسيحية في مدينة القدس، بالعمل على تنفيذ مشروع يشمل نحو 3500 وحدة سكنية وفنادق ومركز تجاري على مساحة تتراوح بين 90 و140 دونما، في منطقة تمتد على طول طريق الخليل جنوبي مدينة القدس المحتلة.

وتكشف وثائق خطة البناء أن الأرض مملوكة للبطريركية الأرثوذكسية اليونانية، ويعتبر المشروع نسخة جديدة من المشروع الاستيطاني «غفعات همتوس د» الذي يأتي في إطار المساعي لفصل القدس عن بيت لحم والخليل.

وحذر الاتحاد الأوروبي من أن يؤدي البناء في هذه المنطقة إلى الإضرار بالاستمرارية الجغرافية للمناطق الفلسطينية في منطقة القدس، وعزل بيت صفافا عن سائر الأحياء الفلسطينية في القدس وبيت لحم، في ظل الشبهات التي تحوم حول تسريب أراضي تابعة للبطريركية لجمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات