الفراغ الرئاسي في لبنان .. مؤامرة أم صراع ؟


جراسا -

بات واضحا أن هناك حالة من اليأس، تخيم على الشارع اللبناني ـ على الصعيدين الشعبي والسياسي ـ بسبب تعقيدات حالة الفراغ في مقام رئاسة الجمهورية.. ولا يستطيع أحد أن يطرح توقعاته بموعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي، ولكن الغالب هو طرح التساؤلات حول من يقف وراء حالة «الستاتيكو» وتجميد الوضع على ما هو عليه قائما من الفراغ الرئاسي؟ وهل هناك مؤامرة تحاك ضد لبنان، أم صراع «قبائل سياسية طائفية» يقيد الحركة باتجاه انتخاب رئيس بمواصفات لبنانية وطنية ؟!

مخطط خلق الفراغ !!


التساؤلات الحائرة والقلقة، اقترب منها البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة اليوم الأحد، محذرا من أن اطالة «الشغور الرئاسي» سيتبعه بعد مدة شغور في كبريات المؤسسات الدستوية والمالية والعسكرية.

وحذر البطريرك الراعي، من مخطط قيد التحضير لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية لينتزعوها بالامر الواقع !!
البحث عن رئيس «عينه شبعانة»
وحرص على تكرار استنكاره وإدانته لـ «الممارسة السيئة من قبل المسؤولين الذين أوصلوا بلدنا إلى هذا الدرء من الفقر المدقع والانهيار الكامل للقطاعات الاساسية والمؤسسات وإلى هذه الحالة من الفساد والتهريب والتزوير».

وقال: إننا نطالب «الكتل النيابية الكف عن هدم المؤسسات وندعوهم لانتخاب رئيس وفقا للدستور رئيس عينه شبعانه».


ووفقا لتحذير البطريرك الراعي من مخطط خلق الفراغ في كبريات المؤسسات الدستوية والمالية والعسكرية.. يرى الباحث السياسي اللبناني، بسام ضو، أنه لا يَحُقْ لأيٍ كان وتحت أية ذريعة أنْ يعطِّل عمل المؤسسات نحن أمام أمر واقع مبني على قاعدتين جوهريتين:

الأولى..من الطبيعي أننا أصبحنا في حالة فراغ رئاسي ونحن أمام حكومة تصريف أعمال وممارستها مهام تصريف الأعمال تفرضه المادة 64 من الدستور بتوجبه ضرورة إستمرارية سير المرفق العام في الدولة ودونما إبطاء وذلك ضمن الصلاحيات المعطاة لها علماً أنّ الفراغ في المؤسسات الدستورية يتعارض والغاية التي وجد من أجلها الدستور ويضع البلاد في المجهول.
أما القاعدة الثانية.. على المجلس النيابي ضرورة الإلتئام لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية وإلاّ سقطت الوكالة المعطاة للسادة النوّاب من قبل الشعب.
وهكذا.. أكثر ما يُقلِقُ في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان، هذا الكّمْ من الفوضى في ممارسة العمل السياسي وما تشهده الساحة اللبنانية حالياً من إنتشار لمفردات غير معهودة في مبادئ العلوم السياسية، خصوصاً ما يحصل من نقاشات عقيمة مرفقة بسجالات سياسية، أضفْ إلى ذلك الأمر الرديء عدم وجود بصيص أمــل لإيجاد مخارج لائقة للأزمة اللبنانية أو إضفاء طابع ما إيجابي من شأنه تبريد الأجواء ريثما تتم المعالجات سواء أكانتْ عربية أو دولية.



ولا يزال التشاؤم سائدا..وتكاد تجزم مصادر سياسية لبنانية، بأن لا تسوية داخلية في الأشهر القليلة المقبلة، بحسب الموقع الإخباري اللبناني «لبنان 24»، وترد هذه المصادر تشاؤمها إلى عدة أسباب:

أولا: إن التسوية الداخلية غالبا ما تتقاطع مع حراك خارجي جدي لحل الازمة اللبنانية، وهذا الأمر لا يمكن التعويل عليه لغياب المبادرات الخارجية المرجوة.
ثانيا: الخلاف الداخلي بين المكونات الداخلية والذي تتحكم به اصطفافات تهيمن عليها الرعاية الخارجية لكل محور.
ثالثا: العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله والتي تقترب من نهايتها، اذا لم يجر الطرفان مراجعة سريعة لتفاهمها. وبحسب المعلومات فإن الخلاف بينهما يكاد يتعمق أكثر في ظل قرار الحزب المشاركة في جلسة مجلس الوزراء المرتقبة الاسبوع المقبل، ولا لقاء قريب بين رئيس التيار جبران باسيل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا.
وبقي الاستحقاق الرئاسي رهن تعقيدات كثيرة، وتقيده خيوط متشابكة أكثر تعقيدا، ليس أيسرها «المزاج السياسي» للطبقة السياسية!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات