الانتفاضة الثالثة على أبواب فلسطين


جراسا -

بات واضحا، أن هناك حالة من القلق داخل دولة الاحتلال من التهديدات المحتملة التي تشكلها حكومة نتنياهو الجديدة، وهي «حكومة مجنونة، وليست حدثا طبيعيا، وهم يضرون بمستقبل البلد ومستقبل أبنائنا»، بحسب تعبير يائير لابيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، والذي سبق له أن دعا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ـ في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي ـ إلى «حل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين».

حل الدولتين مات.. ولكنه لم يدفن بعد

وبينما يرى المحلل السياسي الفرنسي، جان دومينيك مارشيه، في صحيفة لوبينيون، أن حل الدولتين في الشرق الأوسط مات ولكنه لم يدفن بعد.. وأضاف: إن عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة، وتشكيل حكومة إسرائيلية متطرفة تهدد آفاق السلام التي يدافع عنها الغربيون.و يتساءل «دومينيك مارشيه»: ما هو البديل في هذه الحالة؟ وكيف سيتصرف الفلسطينيون؟

وأوضح، أن الإسرائيليين يؤيدون الوضع الراهن، أي استمرار الاحتلال في الضفة الغربية ومواصلة فرض الخصار على قطاع غزة، وهو ما سيكلف جميع الأطراف خسائر فادحة، أما احتمال قيام دولة ثنائية القومية فهو الخيار الأنسب والأقرب للمنطق حسب المحلل السياسي الفرنسي.


نقطة الغليان


وهواجس القلق داخل دولة الاحتلال وخارجها من الحكومة الإسرائيلية الجديدة، يتزامن مع «الواقع الدموي» الذي يحاصر الفلسطينيين، وقد وصلت الأزمة مرة أخرى إلى «نقطة الغليان»، بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، فقد بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، رقما غير مسبوق، وهو الأسوأ منذ عام 2006.

وتضيف الصحيفة البريطانية: قبل أيام، كان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، قد «فُزع» من إطلاق النار المميت على رجل فلسطيني أعزل خلال مشاجرة مع ضابط شرطة حرس الحدود الإسرائيلي.. وأظهر مقطع الفيديو المروع لعملية القتل أنه كان محقا في الشعور بالذعر.

ومع ذلك، بدلا من توبيخ الضابط لإعدام علني، أشاد به وزير الأمن القومي الجديد، إيتمار بن غفير، من حزب «العظمة اليهودية» اليميني المتطرف، باعتباره بطلا!


الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ليست بعيدة
وتخلص الصحيفة إلى أن هذه الاتجاهات يجب أن تقلق إسرائيل. فمنذ عام 1967، أعطت الدولة نفسها إنكارا لتعميق الاحتلال غير القانوني في الضفة الغربية من خلال الادعاء بأن المنطقة كانت تخضع لنظام قانوني غير سياسي يديره الجيش ويحترم القانون الدولي..وقالت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إن هذا كان حلا مؤقتا إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين!!

وقالت «الجارديان»، إن «الكتلة الصهيونية الدينية، بقيادة بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، هي الآن ثالث أكبر مجموعة في الكنيست. لقد كانت الرابح الأكبر في انتخابات الشهر الماضي، وسموتريتش يؤيد ضم الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات، وهدم منازل الفلسطينيين؟ وبينما يخطط بن جفير للقيام بـ «زيارة» وزارية استفزازية إلى الحرم الشريف، بحجة أن اليهود الإسرائيليين يكافحون من أجل حقوقهم الدينية.

وإذا تحولت هذه الأقوال إلى أفعال، فلن تكون الانتفاضة الفلسطينية – الانتفاضة الثالثة – بعيدة.


الخطر الأكبر


بينما يرى ياكوف كاتس، رئيس تحرير صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، أن لديه سبب وجيه لتسمية بن جفير «النسخة الإسرائيلية الحديثة من أمريكي أبيض متعصب وفاشي أوروبي»..وبن جفير، الذي أدين بالتحريض العنصري ودعم الإرهاب، لديه بالفعل علاقات متوترة مع الأقلية العربية في إسرائيل. ولأنه تعهد مرارا وتكرارا بـ «نقل البدو والمواطنين الإسرائيليين الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة،»، فقد يكون الأسوأ بكثير في انتظارهم.



الحكومة الإسرائيلية الجديدة..هي الأكثر تطرفا
وتتفق الدوائر السياسية في بريطانيا، على أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، هي الأكثر تطرفا، وتضم أحزابا تعرف باليمينية واليمينية المتطرفة، وهي: حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو الذي حصل على 32 مقعدا في الكنيست، وحزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب عوتسماه يهوديت بقيادة ايتمار بن غفير، وحزب نوعم بقيادة آفي ماعوز، وهي ثلاثة أحزاب خاضت الانتخابات في تحالف تقني وانفصلت بعد ذلك.

وتوصف الأحزاب الثلاثة بالمتطرفة بمواقفها تجاه الفلسطينيين، وهي تعكس التيار الديني الصهيوني المتطرف الذي يشدد على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، بالإضافة إلى تعزيز دخول جماعات يهودية الى باحات المسجد الأقصى.


تحذير حاخامات أمريكيين من عواقب تطرف الحكومة


وقد وقع أكثر من 300 حاخام أمريكي على رسالة تحذر من أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة يمكن أن تسبب «ضررا لا يمكن إصلاحه» للعلاقات الإسرائيلية مع اليهود في الشتات..ووصف الموقعون بعض سياسات الإدارة الجديدة بأنها «لعنة على مبادئ الديمقراطية»..واتهموا الحكومة بالتخطيط لتقويض حقوق النساء، وضم الضفة الغربية المحتلة، وجعل المحكمة الإسرائيلية العليا تابعة للبرلمان.

وتعهد الموقعون بعدم دعوة المسؤولين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين والمتشددين إلى فعاليات في الولايات المتحدة.


ركوب الموجة الراديكالية
واللافت أن نتنياهو يعد تشكيل الحكومة، يسعى إلى ركوب الموجة الراديكالية التي اجتاحت المجتمع الإسرائيلي اليهودي، حيث 60٪ من الناخبين يعتبرون أنفسهم يمينيين، بينما كانت النسبة 46٪ في عام 2019. وتصل نسبة تأييد الموجة الراديكالية بين الشباب الإسرائيليين إلى 70٪ ، مما تسبب في صعود أحزاب تيار الصهيونية الدينية والتي تمثل أقصى اليمين الإسرائيلي، وتحولها للقوة الثالثة في الكنيست الإسرائيلي والثانية في الحكومة الجديدة.

وتضم الحكومة أيضا حزبين متدينين متشددين وهما يهودت هتوراة وشاس، بعد حصولهما على مجموع 18 مقعدا في الكنيست، إذ تعتبر يهدوت هتوراه تحالفا لمجموعة من الأحزاب الدينية من الأصول الأوروبية ذوي توجهات متشددة ومتزمتة في ممارساتهم الدينية..ويمثل حزب شاس اليهود الشرقيين من المجتمع اليهودي المتدين والحريديم الذين قدمت عائلاتهم من دول عربية في بداية الخمسينيات، وترى هذه الأحزاب المتدينة نفسها تمثيلا لمصالح جمهورها المتدين الحريدي اليومية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات