لا ترموا حجارة بالبئر الذي نشرب منه


انها جريمة كبرى، ان تتطاول ايادي غاشمة لا تؤمن بالرحمة و الإنسانية على البنية التحتية لبلادنا...ان تتطاول على الإنسان و تهدد حياته بالخطر...ان تدمر عواميد الإنارة و ان تقطع الكهرباء عن المريض بالمنزل و الأم المرضعة و العائلات المسالمة و الشائب الضعيف و الطاعن بالسن....ان يتسلل قَطًاعين الطرق و المجرمين و الأَثَمَةُ الى المظاهرات السلمية التي حللها دستورنا الأردني العريق و يغلقوا الشوارع بوجه الذاهبين للإسترزاق و سيارات الإسعاف و باصات المدارس لأولادنا، ان تُحَوِلْ قطعان من الهمج و الخارجين عن القانون بلادنا المسالمة الحبيبة الى جبهات حرب مع شرطتنا الأردنية و الدرك...الذين هم اساسا ابناؤنا و اولاد عشائرنا، اردننا واحة السلام و الإستقرار شهد موجات من العنف و الإجرام و الخراب لم نعهدها من قبل...و السبب....ارتفع المحروقات الذي اساسا نحن لا مَلَكَةٌ لنا على سعره حيث نشتريه من مصادر خارجية...

بعد احداث بلادنا المؤسفة التي شهدناها على مدى يومين، اريد ان اقول للذي تطاول على سلام بلادنا...للذي خَرًبَ الشوارع و دمر مؤسسات حكومية و كسر انارات الشارع التي اساسا بنيت من نقودنا...نقود ضرائبنا التي دُفِعَتْ للدولة...هل حللتم مسئلة عدم استقرار اسعار النفط عالميا؟ الا تعلموا ان هناك عشرات الدول تشكي من هذا الأمر بعد حرب روسيا و أوكرانيا؟ هل زاد دخل مواطننا الأردني بالبلطجة و اعمال العنف؟ هل حللتم مسألة اضراب اصحاب شاحنات النقل؟ هل حللنا مشاكل شح المياه في بلادنا؟ هل حللنا مشكلة ارتفاع غلاء المعيشة؟ لم نفعل شيئ سوى تدمير البنية التحنتية لبلادنا؟ اريد لأحد ان يقول لي ماذا فعلنا لنطرح حلول لمشاكل بلادنا؟ مشاكل بلادنا تحل بالنقاش و طرح الحلول لا بالبلطجة و العنف و الصراعات الفارغة من اي جواهر...لم تفعلوا شيئ سوى تدمير بنية تحتية نستعملها جميعا...فقد رميتم الأحجار بالبئر الذي نشرب منه جميعا...لذلك من حقي ان اتدخل و اقول لا...حينما تتصرفون تصرفات مؤذية بحق كل الأردنيين سأقول لكم ما تفعلوه تهور كبير،

بلادنا بحاجة ماسة للإستقرار، فالإستقرار سيؤمن لبلادنا ديمومة على سبيل المثال لا الحصر تدفق السياح اليها، سواء كانت محلية او عربية او اجنبية السياحة لا تزال قطاع حوية في الإقتصاد الأردني، فكثرة اعمال الشغب و التخريب و العنف ستجلب الدعاية السيئة لبلادنا بالإعلام العربي و الأجنبي...السائح بمجيئة لبلادنا يجلب معه نقوده الذي يصرفها في بلادنا، فالفندق الذي ينزل به يحصل على المداخيل الذي من خلالها يدفع اجور عمالها و التزاماته لمؤسسات الدولة، المطاعم الذي يزورها تستفيد من نقوده فعن طريقها وعن طريق دخل زبائنه يدفع رواتب العاملين به و يدفع التزاماته للدولة، الحافلات التي تتحرك لنقل السياح كلها تُمَوًلْ من قبل نقود السياحة، المحلات التجارية التي يزورها السياح تعمل و تبيع بضاعتها، فحركة السياح تساهم بدوران العملة بالسوق المحلي او ما يسمى بالcash flow، العملات التي يتم تحويلها الى الدينار الأردني ليست بقليلة و تساهم بحركة عملات اجنبية بالأسواق، هنالك آلآف يعملون بالقطاع السياحي من عمالة محلية فهذا الدخل من مئات الآلوف من السياح يؤمن لقطاع السيحة مداخيل جبارة فهذا يساهم بإستقرار القوة الشرائية عند المواطن، و هذا عنصر هام لإستقرار حركة الشراء و الحركة التجارية بالأسواق،

الأستقرار سيديم علينا الإستثمارات الحالية بالمملكة و سيجلب المزيد منها بالمستقبل بإذن الله، فالمملكة تتمتع بقوانين تشجيع استثمار ممتتازة مما ساعد صناعات كثيرة بالعمل ببلادنا عبر العقود الماضية، و لعل هذا العنصر فاعل ليؤمن لبلادنا عدة امور سنمر عليها سريعا، فديمومة فرص العمل للعمال ابسطها، و ديمومة الرواتب لإستقرار القوة الشرائية للمواطن ايضا ابسطها، و لكن يجب ان ننوه على نقطة هامة جدا، الإستقرار عنصر هام لأي مستثمر لكي يستمر بإستثماره في بلادنا، ديمومة الإستثمارات هامة جدا، و هو امر مهم ليقنع اي مستثمر جديد بالإستثمار في بلادنا، فاذا ذهب عامل الإستقرار من بلانا لا سمح الله سنفقد الإستثمارات الحالية و اي منها في المستقبل، فالمشاكل و النزاعات المحلية ستجعل الشركات و المصانع و الفنادق و غيرها من المؤسسات بما فيها المحلية تنسحب من اسواقنا، وهذا فورا سيؤدي الى خسارة ارصدتها من بنوكنا المحلية و الى زيادة البطالة في سوق العمل، كما سيضعف من القوة الشرائية عند شريحة واسعة من ابناء الوطن و سيقتل اية تعاملات تجارية بين قطاع البنوك و الشركات، كما سيؤدي الى ركود ضخم بالحركة التجارية بالمملكة، انسحاب الشركات من السوق الأردني قد يفقدنا قطاع البنوك و هذه كارثة كبيرة تحدق بنا ايضا،

تخيلوا ان كل هذا قد يحدث في شهرين فقط اذا استمرت اعمال الشغب و التخريب بالأردن، نحن مهددون بفقدان اقتصاد بلادنا بالكامل من الشمال الى الجنوب و من الشرق الى الغرب بشهرين اذا استمرت هذه الأفعال الآثمة في شوارعنا، مما سيجعل الكارثة تَحُلْ في بلادنا فحتى الذين يقومون بأعمال التخريب لن يتسطيعوا الأسترزاق ببلادنا بسبب ما اقترفته ايادهم، حتى الذين يقومون بالإضراب لأجل اقناع الدولة بتخفيض اسعار الوقود لن يستطيعوا الأسترزاق بسبب انعدام الحركة التجارية بالمملكة، فماذا تفعلون بالأردن؟ هذه ليست بلادكم وحدكم لتنشروا الفوضى و الخراب فيها و الدمار، هذه البلاد بلاد كل الأردنيين و لنا الحق بالعيش فيها بسلام، فالكل يسترزق بهذا البلد و الكل من حقه ان يسكن به بسلام و الكل من حقه الإستفادة مما يوفر من خدمات سواء كانت طبية او اكاديمية او غيرها، الكل من حقه الإستقرار بربوعه الغالية، ماذا تفعلون بالأردن فلا احد يرمي حجر بالبئر الذي يشرب به فلا ترموه بحجارتكم القذرة فمن يرش بلادي بالماء ارشه بدمي فهذا بلد يجب ان يستقر ليهنئ الكل به بآمان، انه ليس لكم لتخربوه بل هو بيت الكل، لنا برلمان و قنوات رسمية متحضرة لتمثل ارادتنا كشعب فالنستغلها بصورة وافية حفاظا على بلادنا،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات