شلل الأطفال .. تحدٍ جديد يواجهه العالم


جراسا -

مع عودة شلل الأطفال وانتشاره في دول عديدة في العالم بشكل غير متوقع كالولايات المتحدة وبريطانيا، يبدو أن هذا الخطر عاد يهدد العالم ومنها مجتمعاتنا العربية. وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية أن 33 بلداً شهدت تفشي فيروسات شلل الأطفال ما يمكن أن يسبب ظهور المرض ومنها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفلسطين المحتلة وملاوي. أما في اليمن والصومال فيتواصل انتقال الفيروس بين الأطفال. انطلاقاً من ذلك، أوصت السلطات الصحية بتلقيح الأطفال من عمر سنة إلى 9 سنوات في لندن في مواجهة المرض بجرعة إضافية. كما أوصت السلطات الأميركية بتطعيم كافة الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح سابقاً من عمر شهرين وما فوق والحوامل وكل من لم يكمل جرعات لقاح شلل الأطفال سابقاً. ويعتبر شلل الأطفال من التحديات الجديدة التي يواجهها العالم، وقد أكدت رئيسة الجمعية اللبنانية لطب الأطفال الدكتورة ماريان مجدلاني على أهمية التلقيح على نطاق واسع لمواجهة هذا التحدي الجديد.

ما هي الأسباب التي أدت إلى عودة شلل الأطفال بعد السيطرة عليه في معظم دول العالم؟

تجدر الإشارة إلى أن العالم لم يتمكن من السيطرة التامة على شلل الأطفال. فقد بقيت هناك دولتان هما أفغانستان وباكستان حيث بقيت حالات شلل الأطفال تظهر ولم يكن من الممكن السيطرة عليها. كما بقيت أفريقيا تشهد ظهور إصابات جديدة في العام الماضي. انطلاقاً من ذلك، تؤكد مجدلاني أنه طالما هناك دول لم تتمكن من السيطرة على المرض وهناك سفر منها وإليها، يبقى هناك احتمال بانتقال المرض إلى بلاد أخرى.

من جهة أخرى، في ظل الجائحة وظروف الحجر المنزلي، تراجعت معدلات التلقيح في معظم دول العالم ويعتبر هذا أيضاً من العوامل التي ساهمت في عودة ظهور المرض بمعدلات أعلى. مع الإشارة إلى أن شلل الأطفال غير قابل للمعالجة فيما يمكن الوقاية منه باللقاح.

هل يمكن الوقاية من المرض على صعيد عالمي باللقاح وحده؟

يمكن أن تساعد حملات التلقيح المكثفة، كتلك التي بدأت في دول عديدة في العالم على مواجهة المرض بفاعلية عالية. إلا أن التصدي للمرض يقتضي تلقي اللقاح وكافة الجرعات التذكيرية من دون استثناء في عمر الشهرين ثم الأربعة اشهر والستة أشهر ثم في عمر السنة ونصف السنة وبعدها في عمر الأربع سنوات. أما بغير ذلك، فلا تكون الوقاية فاعلة بمعدلات كافية. أما طريقة تلقي اللقاح فإما بالحقنة أو بالفم وثمة دول دمجت بين الاثنين. أما في الحملات فيعطى غالباً بالفم وهو يعطى مجاناً سواء في لبنان أو في دول أخرى. علماً أن لقاح شلل الأطفال لم ينقطع يوماً في ظل الأزمة وبقي متوافراً وهو من ضمن اللقاحات الإلزامية في الرزنامة الوطنية للقاحات.

كيف تنتقل عدوى شلل الأطفال؟

الفيروس موجود في الجهاز الهضمي وفي البلعوم وهو ينتقل عبر الاتصال المباشر بلمس بقايا البراز لشخص يحمله مثلاً أو بمعدل أقل من طريق وسيلة مشتركة بين من يحمل الفيروس وغيره من الأشخاص، فيما ينتقل نادراً جداً بالعطس أو السعال. وتجدر الإشارة إلى أن شلل الأطفال يؤدي فعلياً إلى الشلل في أقل من نسبة 1 في المئة من الحالات ويمكن أن يؤدي الى الوفاة في حال تعرض البعض لمضاعفات. إلا أن هذا لا يعني أنه يمكن الاستخفاف به لاعتباره قابلاً للانتقال بالعدوى ويمكن أن ينتشر مجدداً في العالم ويؤدي إلى هذا النوع من الإصابات كالشلل بشكل يتطلب المكوث على جهاز التنفس طوال الحياة بسبب تضرر الجهاز العصبي والدماغ، والوفيات التي من الممكن الوقاية منها بمجرد تلقي اللقاح. في المقابل في نسبة 72 في المئة من الحالات لا تظهر أعراض للمرض ويمكن نشر الفيروس من دون إدراك ذلك، وفي نسبة 25 في المئة من الحالات يمكن أن يسبب ارتفاعاً في الحرارة وألم في البلعوم وفي الرأس مع غثيان وتقيؤ. في هذه الحالة أيضاً قد تتشابه أعراضه مع أعراض الإنفلونزا أو مشكلات صحية أخرى فيما تنتقل العدوى إلى الآخرين بكل سهولة. هذا، ويعتبر الأطفال أكثر عرضة للخطر ويصيب بمعدلات كبرى الأطفال دون سن الخمس سنوات، إنما يمكن للراشدين أيضاً أن يصابوا أو على الأقل يمكن أن ينقلوا العدوى أيضاً بغياب الأعراض التي تظهر لديهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات