غوار الطوشة ممثل سوري تافه


استطاع هذا (الكراكوز)، أن يستخف بعقل المواطن العربي ردحاً طويلاً من الزمن، ذلك لأنه كان، وربما لا زال موجهاً لتنفيذ مخطط تدمير العقل العربي، أو لأنه وجد ضالته في جمهور متعب، من السهل الاستخفاف بمشاعره، والاستهزاء بعقله، إذ يتقبل أي عمل مهما كان صغيراً للهروب من الواقع المؤلم، جمهور يتقبل أي شيء يفرضه عليه غوار الطوشة وفرقته المدربة، أو ما تفرضه السياسة العربية من نصوص تتحكم بالممثل، وتفرض عليه أن يكون تافهاً لأن المتلقي أقل شأناً، وعقلاً من أن يرتقي الى مستويات أرفع من هذا الممثل.
يمكنني أن أشبه غوار الطوشة، بسيد الملاح المونولوجست المصري الذي كان يقلد، ويغني، ويعزف أحياناً على الإيقاع أو على الكمنجة، أو على العود، وهو متعدد المواهب، لكنه يبقى صاحب اسكتشات خفيفة، مسلية لا تلبث أن تزول من ذهن المشاهد بزوال الأسباب.
غوار، لم يكن مدرباً مثل سيد الملاح على استخدام بعض الآلات الموسيقية باحتراف، إنما كان يوهم المتلقي بأنه عازف محترف على البُزق، والعود، والجيتار، وهو لم يكن كذلك، وبلغت التفاهة بغوار وأسرة مسلسل عودة غوار أن يخدع الذين أساءوا له وسرقوه، وقتلوا زوجته، وتسببوا في حبسه؛ عن طريق تركيب ذقن مزيف، ونظارات، وملابس عربية، وصوت بدوي مكشوف...
غوار الطوشة صاحب بعض الإسكتشات الطريفة المضحكة، لكنه لا يمكن أن يقوم بعمل كامل متوازن، يترك بصمة تُسجل له في تاريخ الأعمال الكوميدية أو الدرامية، كما فعل نجيب الريحاني (مثلاً)، عندما دخل أحد أفلامه السبعة ضمن أفضل مائة عمل في تاريخ السينما المصرية، وبالرغم من أن الريحاني مُقل في الإنتاج السينمائي والمسرحي، إلا أنه ترك بصمة لا يمكن أن تُمحى من ذهن المشاهد العربي؛ الذواق لأهم الأعمال الفنية المصرية والعربية عموماً.
بدأت حديثي عن غوار الطوشة ولم أكتب دريد لحام، لأن الناس عرفت دريد باسم غوار، وقد طغى الإسم على الشخصية مما جعله يتقوقع داخل نكتة تافهة إسمها غوار، وتلتصق به، وأذكر أن كثير من الشركات، ولكي تستغل شخصية دريد التي ذابت وتلاشت في شخصية غوار، عملت على صناعة قباقيب من الحلوى، ونظارات، وطرابيش، وملابس لغوار الطوشة، وبقي غوار يحمل ذات الصورة التي تعتمد على (خفة الدم)، والمقالب السريعة التي لا تلبث أن تنكشف بسهولة.
غوار صاحب شخصية اقنعت المشاهد بأن صح النوم عمل عظيم لا يقل عن مسلسلات داينستي، ودالاس، وبولد آند ذا بيوتيفول، وريتيرن تو إيدن، وأنذر لايف... الى آخر المسلسلات الأجنبية المتعوب عليها من ناحية النصوص، والإنتاج، والإخراج، (والكراكترز).
صح النوم، ملح وسكر، كاسك يا وطن، الدغري، أبو الهنا، عودة غوار والعديد من الأعمال التلفزيونية، والمسرحية، والسينمائية؛ كانت كلها بالونات اختبار من قبل بعض الأنظمة، لقياس ارتفاع وانخفاض ضغط الدم العربي في سوريا، وربما في غيرها من الدول، وفقاعات تطير وتنفجر في الهواء، لقياس مستوى عقل المواطن العربي، والى أي مدى يمكن أن يصل تفكيره.
للأسف ضحكت، واستهزأت، واستخفت كثير من الأنظمة، بتفكير المواطن العربي، وساقت عليه أفلاماً من الرعب الاجتماعي، والكوميديا السطحية، ووضعت أمام اندفاع حركة الحصان عدداً من المخبرين أمثال غوار، وابو عنتر، والبورزان، وبقوش، وحيص بيص، وأبو رياح.
أما أبو كلبشة، وأبو فهمي، وما كان يميزهما، أنهما مثلا دور الأنظمة العربية القمعية في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وكيف كان العقاب يشمل الصالح قبل الطالح.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات