يبدوا بأن عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية في طريقه لإعتلاء كرسي الرئاسة في مصر خلفا لمبارك , بعد ان تسلم ثمنه من البيت الابيض بإيجاده ذريعة عربية تمهد له الطريق لغزو ليبيا للسيطرة على نفطها كبديل مؤقت لنفط الخليج العربي , فتبنى لإنجاح هذه الغاية قرارا عربيا يقضي بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا يسبق الغزو البري المنتظر للسيطرة المطلقة على آبار النفط الليبية .
ليست هذه المرة الاولى التي ينحاز بها عمرو موسى الى ثورة شعب على نظام, فقد سبقها الانحياز الواضح لثورة الارقام المصرية الممغنطة , التي أطلق شرارتها الاولى طالب مجهول الهوية تتلمذ على اليد الامريكية لمثل هذه الغاية , فانتشرت ثورته بسرعة البرق للتخلص من مبارك, بعد ان تم تحييد الجيش المصري عن الصراع اثناء زيارة رئيس هيئة اركان الجيش المصري الفريق سامي عنان لامريكا قبيل اندلاع الثورة بيوم واحد .
فأ مريكا تبنت في استراتيجيتها هذه المرة لإقتلاع شخوص مسرحياتها المنتهية صلاحيتهم حسب قانون ديوان الخدمة المدنية الامريكي طريقة اخرى غير الغزو العسكري المباشر , فاختارت غزو البلاد العربية بواسطة المسيرات والمظاهرات , لتنصيب رجالها الجدد في الحكم بعد ان انتهت فترة إعدادهم في المطبخ الامريكي .
فمسألة البترول لا زالت القضية الاولى التي تؤرق الامريكان , فاستبدلت الغزو المباشر للدول المنتجة له بلعبة المسيرات الشعبية عبر الانترنت, فنجحت في تونس ومصر بسهولة , وإن كانت هاتين الدولتين لا يعنيان الكثير بالنسبة لمخطط امريكا السري, ولكن التغيير بهاتين الدولتين كان ضروريا للغاية لتسهيل غزوها لليبيا للسيطرة على نفطه الخام الذي يعتبر الاجود عالميا من جهة ,ولقربه من موانئها من جهة اخرى , لتقليل الاعتماد على نفط الخليج العربي المكلف ماليا والبعيد عنها جغرافيا .
فيا ترى من المستفيد من تعثر الدول العربية والغزو القادم لليبيا ؟ هل هو الاقتصاد العربي والشعب الليبي ؟, ام الاقتصاد الامريكي ودولة بني صهيون؟.
فإن كانت الاجابة على هذه الاسئلة من وجهة نظر المتخصصون في ايجاد المبررات والمسوغات لكل خطوة تخطوها امريكا واسرائيل في الخاصرة العربية هي الانسانية والحرية العربية والديمقراطية , فمن حقنا ان نوجه لهم التساؤلات التالية : اين كانت الانسانية الامريكية عندما أبادت الشعب العراقي وقتلت اطفاله في ملجأ العامرية وشتت شمل 6 ملايين منهم؟, واين كانت الانسانية وجثث اطفال فلسطين في غزة تتناثر عشرات الامتار على مرأى من عيون امهاتهم ؟ , واين كانت الانسانية الامريكية والقنابل تتراقص على جثث الافغان؟, واين كانت الانسانية الامريكية إبان مذابح صبرا وشاتيلا ؟, واين كانت الانسانية الامريكية في مذبحة قانا ؟, ولماذا لم تتحرك امريكا وانسانيتها قبل المظاهرات الحالية وتطالب حكامها التي نصبتهم بإجراء التغيير بصورة سلمية دون اراقة الدماء وتخريب الممتلكات وضياع المقدرات العربية ؟ , ولماذا تمنع امريكا العرب من زراعة القمح في اراضيهم ؟,ولماذا لا تتدخل امريكا فيما يجري في كوبا وهاييتي وفنزويلا وساحل العاج وغالبية دول امريكا الجنوبية والافريقية , رغم ان ما يجري فيها للانسان اخطر بعشرا المرات مما يجري للمواطن العربي ؟.
فليستفيق العرب من كابوس الحرية وثوب الانسانية , وليتمعن جيدا بالسكين الامريكية التي تَجّز بها رقابهم وهم يصفقون ويطبلون ويزمرون للجزار والجلاد.
استفيقوا يا عرب من حلم الحرية التي تريد امريكا تصديره لكم عبر حكام جدد اختارتهم بعناية فائقة من الذين صفقتم لهم بالماضي وستصفقون لهم طويلا في المستقبل, الى درجة ستتمنون بها الى الحنين للعودة الى ايام الانظمة السابقة رغم قسوتها كما جرى في العراق وافغانستان .
وقفة للتأمل : " إنتبهوا ايها الاردنيون الاحرار , فقد احتدم الصراع على صفحات الانترنت , وفي المحافل والمنتديات , فبرز الاشتراكيون بماديتهم , والقوميون بعلمانيتهم , والاقليميون بإقليميتهم , والمتدينون بتطرفهم وتعصبهم , فضاق المجال أمامكم إن لم تدركوا خطورة مسيرات الحرية الخادعة وخطورة المروجين لها".
Quraan1964@yahoo.com