أوروبا لم تعد تتحمل .. العالم على حافة انتفاضات شعبية


جراسا -

حذرت الدوائر السياسية في برلين وباريس، من تداعيات المواقف الغربية إزاء «الحرب في أوكرانيا» والتي لم تستند إلى «تقديرات حساب» صحيحة، وتسببت في أزمات طاقة ومعدلات تضخم غير مسبوقة، حتى أن «أوروبا لم تعد تحتمل».

جرس الإنذار الحقيقي والأكبر
يرى محللون، أن جرس الإنذار الحقيقي والأكبر، جاء خلال الانتفاضة الشعبية الحاشدة التي شهدتها العاصمة التشيكية «براج»، وشارك فيها نحو 70 ألف مواطن، رفعوا شعارات تطلب من الحكومة أن تكون أولوية اهتمامها ما يعانيه الشعب التشيكي قبل الاهتمام بأوكرانيا. وتزامنت الاحتجاجات الشعبية في العاصمة التشيكية مع تظاهرات في إسبانيا وألمانيا (برلين ومدينة لايبزيج) ضد سياسة الحكومة الألمانية في مجال الكهرباء وأسعار الطاقة. وخرج الآلاف من المحتجين، مؤكدين على أن أسعار الطاقة والتضخم خارج السيطرة، وأن تكلفة التدفئة تضاعفت ثلاث مرات، وبدلاً من الحد من أسعار الغاز، ترفع الحكومة الفيدرالية الأسعار بموجب القانون!

وعلى سبيل المثال، نُظمت مظاهرة في كولونيا لدعم روسيا وضد إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
مخاطر أكثر تعقيدا في بريطانيا
وكشفت وثيقة بريطانية مسربة عن أن هناك مخاطر أكثر تعقيدا ولا يمكن التنبؤ بها، تحمل فرصة أكبر للاضطراب المدني، حيث يواجه سكان بريطانيا تكاليف المعيشة المرتفعة. وتنص الوثيقة التي اطلعت عليها «صنداي تايمز» على أن المسئولين يشعرون بقلق من أن الضغط الاقتصادى الطويل والمؤلم سيؤدى على زيادة فى النشاط الإجرامي.

وتزداد احتمالية الاضطراب فى أنحاء أوروبا التى تستعد لشتاء طويل من تعطيل الطاقة بسبب الحرب فى أوكرانيا، حيث تشعل ارتفاعات الأسعار للسلع الأساسية المخاوف من أزمة غذاء عالمية. ومن المتوقع أن يزداد التهديد فى الأشهر القادمة بحسب دراسة ألمانية، وأشارت الدراسة أنه يمكن أن يحدث الاضطراب المدنى فى شكل مظاهرات وإضرابات عمالية مع احتمالية تمزيق النسيج الاجتماعي في بعض الدول.




اللعبة أصبحت خطرة.. واحتجاجات «براج» مجرد بداية
تخشى أوروبا أن تكون احتجاجات «براج» مجرد بداية، فالحقيقة أن العبء ثقيل، وسياسة العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا ربما كانت نتائجها أسوأ على أوروبا.. روسيا – رغم قسوة العقوبات – حققت فائضا فى موازنتها خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام بأكثر من 180 مليار دولار بسبب ارتفاع أسعار الغاز والبترول. بينما أوروبا ستطفيء الأنوار وتخفض ساعات العمل بالمصانع لتعبر الشتاء القاسي، وتتحسب كل حكوماتها لتأثير الارتفاعات الهائلة فى الأسعار.

اللعبة أصبحت خطرة.. ما زالت غالبية شعوب أوروبا ضد الحرب ـ ومع دعم أوكرانيا ـ لكنها تريد حلاً سريعاً ينهى القتال وينهى أيضا معاناتها، وتخشى من التوجه الأمريكى نحو حرب طويلة تستنزف روسيا لكنها أيضا تستنزف أوروبا بأكثر مما تتحمل.

مظاهرات «التشيك» تدق بقوة أجراس الإنذار، وهى بالتأكيد لن تكون الأخيرة.
العالم على أبواب اضطراب مدني
وبحسب ما ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية، فإن العالم على أبواب انتفاضات شعبية (احتجاجية)، وذكرت الوكالة، أن بحثا أجرته شركة الاستخبارات فيرسك مابليكرفت، تعقب 198 دولة على مؤشر الاضطراب المدنى، وجد أن 101 دول قد أظهرت مخاطر متزايدة فى الربع الثالث من عام 2022. وتعد هذه الزيادة على الأكبر منذ بدء المؤشر عام 2016

وفى الوقت الذى يعانى فيه كثير من سكان دول العالم من موجة تضخم غير مسبوقة منذ عقود، والتي فاقمت من آثارها أزمة حرب أوكرانيا، فإن خبراء يحذرون من اضطرابات مدنية وارتفاع فى معدل الجرائم فى بعض الدول الأكثر تضررا بالأزمة الاقتصادية.




الشرطة البريطانية تستعد لزيادة معدلات الجريمة
وتبدو بريطانيا التي تعانى من أزمة اقتصادية فادحة أبرز مظاهرها ارتفاع تكلفة الطاقة نموذجا لذلك، حيث قالت صحيفة صنداى تايمز إن الشرطة البريطانية تستعد لزيادة معدل الجريمة وانهيار النظام العام، خلال الشتاء المقبل، مع وضع مقترحات طوارئ للتعامل مع أزمة تكلفة المعيشة..ويجرى التخطيط للطوارئ بين قادة الشرطة للتعامل مع التداعيات التي يمكن أن تنجم عن مواجهة ملايين من الأسر صعوبات مالية.

وتأتي مخاوف الشرطة بعدما رفعت السلطات سقف أسعار فواتير الطاقة للمنازل بنسبة 80% بدءا من الشهر الماضى، مما ترك نحو 88% من الأسر فى بريطانيا قلقين بشأن تكاليف الكهرباء والطاقة.


الشتاء له دور كبير في اشتعال الاحتجاجات
ومن المرجح أن يستمر التضخم العالمى لأشهر مع عدم وجود احتمال للعودة إلى مستوياته قبل الصدمات المزدوجة لوباء كورونا والحرب فى أوكرانيا، وأن الحل الوحيد المرجح لمواجهة احتمالية الاضطراب هى الخفض الكبير في أسعار الطاقة والغذاء. إلا أن الطقس أيضا له تأثير كبير، خاصة فى أوروبا، حيث سيفاقم موسم البرد والتدفئة من أزمة الطاقة فى البلاد. وسيدفع لانفجار انتفاضات شعبية.

ويقول خبراء الأرصاد، إن أوروبا تخشى شتاء كارثيا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات