الى الأغلى والأعز


ثمان سنوات مرَت على الفراق ...ثمان سنوات هي الأطول في عمري ...لم أسمع خلالها كلمة ( الله يرضى عليك ) أو دعوة صادقه ، نصيحة مخلصة لمسة دافئه،ضحكة صافية، أو نظرة حانية .تضيق بي الحياة وانا أغادر منزلي فلا أجد وجهة اتجه اليها وأنا الذي كنت أزورك يوميا فتعاتبيني على طول الغياب ، كنت بالنسبة الينا جميعا ( الأخوة والأخوات ) الجامع المشترك الأعظم ، تجمعينا ولا تفرقينا ، ولن أنسى كيف كانت مواقفك عندما ألتجأ اليك شاكيا من أحد إخواني فتعنفيني وتشعريني أن موقفي هو الخطأ بعينه وترشديني الى ضرورة الإعتذار منه وعندما يحضر هو اليك تقومي بنفس الدور تماما حتى إذا ما التقينا بادر كل منا الى الإعتذار من الآخر .


يا والدتي الحنون ، ايتها الفاضلة التي كانت دائمة الإتصال بخالقها ، المؤدية لفروضها والمبالغة في أداء سننها أحببت الآخرة ولقاء الخالق ولم تنسي نصيبك من الدنيا فكنت متميزة بأخلاقك ، سخيَة بعطائك ، لم تنهري سائلا يوما ولم تقهري يتيما بل كنت حنونة صادقة مخلصة ، حظيت بحب الجميع وتقديرهم الأقرباء منهم وحتى الغرباء ، يكفينا أن الجميع يثني عليك بكل الخير وانك لم تحملي حقدا أو ضغينة على أحد ، فيك إجتمعت كل صفات المؤمنين الأبرار الذين نبتهل الى الله ان تكوني معهم ، يا من صبرت على قساوة الحياة وشظف العيش وقهر المرض ، ايتها الإنسانة التي همست بإذن ابنها وهي تستفيه بأنها تريد سؤال ربها أن يخلصها من الآلآم المبرحة التي لازمتها أواخر أيامها وترغب بتعجيل لقاءه وتخاف من أن ذلك قد لا يكون مباحا .

يا والدتي ، بأي كلمات أنعيك وأنت والله برأيي أعظم من كل الكلمات وبأي مواقف أذكرك وانت سيدة المواقف ، ذكرك الطيب لم يغب عن جلساتنا يوما لأننا يا أعز الناس وأغلاهم تشربنا الحب من صفاتك والوحدة والإجتماع من إرشاداتك .

أمي الحنون ، ها انا على مشارف الستين ولكن حاجتي اليك كحاجة الطفل الرضيع الى والدته ، أشعر بالغربة وبالوحدة لا بل أشعر بالضياع ، عزاءنا فيك ذكرك الطيب الجاري على ألسنة الجميع .

أكتب هذه الكلمات وعيد الأم يقترب منا كثيرا ولن أنسى كيف كنت ترفضين هذا المعنى وتقولي بأن الأم لا عيد لها في يوم واحد ولكن عيدها كلما احتضنت إبنا حاضرا أو سمعت صوت إبن غائب ، عيدها في إجتماع أسرتها حولها يوميا وليس زيارتها او تقديم هدية لها في عيد الأم فقط ، وأخيرا أود أن أتوجه الى كل من لا تزال والدته على قيد الحياة بلزوم قدميها فثمة الجنة ، إحرصوا على رضاها وإعلموا انه مهما طال عمرها فلا بد مفارقه ويومها لن ينفع الندم على التقصير في حقوقها ويبقى عذاب الضمير هو المسيطر .

اسأل الله أن يغفر لك ويدخلك جنات وعدها ربنا لعباده المؤمنين المخلصين الذين نحتسبك عند الله منهم



تعليقات القراء

nafedsabri@y
رحم الله والدتك يا أخ حسين،ورحم والدي ورحم جميع أموت المسلمين،اللهم آمين.....نافد صبري
13-03-2011 12:24 PM
منذر العلاونة
الى روحها وروح اموات المسلمين الفاتحه .يا اخ حسين وبارك الله لتذكير الجميع بعيد الام لنتلي الفاتحه على امهاتنا .(وصدق المثل الذ قال يا اخي حسين (الام بتلم .الاخوه والاحبه وما في مثل الام الحنونه .
13-03-2011 01:40 PM
الغزال
اللهم اجعلها ممن تقول لها النار" اعبري فان نورك أطفأ ناري وتقول لها الجنة اقبلي فقد اشتقت اليك قبل أن أراك" اللهم آمين ، اللهم ارحم امهاتنا وامهات المسلمين جميعاً والله يجزيك الخير يا ابو محمد المقالة كتير رائعة وخلتني احس بغصة وبوحدة فظيعة جدا.
13-03-2011 02:49 PM
إلى منذر
يا أخي قول نتلو الفاتحة وليس نتلي.....نافد صبري
13-03-2011 06:12 PM
الى نافذ ..
رب العلمين يقبل من صاحب النيه الحسنه ..؟
13-03-2011 06:29 PM
الى فاقد ونافذ .؟
انت تعمل في جرسا اليس كذالك .
13-03-2011 06:41 PM
عبد السلام
ماذاأهديك يازهرةالبستان*يا حبًا ًتغلغل في عمق وجداني
يامن إختارك الله لي أمًا * تمضي الليالي الساهرة ترعاني
رجاءًياأمي أخبريني عن هدية * تليق بما بادرت به
من تفان
محبوبةأنت بين النساءجميعًا * فكلماتك نوريسري في كياني
أسمعهامنك بقلبي وكل مشاعري*ليس كما يسمع الناس بالآذان
لوكنت أملك الدنياومافيها*لكانت تلك هديتي بكل امتنان
لكني لاأملك سوىقلب بسيط*يحمل لك كثيرًامن العرفان
أهديه إليك في يومك الحالي*نابضًابالصدق مع أحلى الأماني
14-03-2011 10:35 AM
يتيم
يا أخ حسين
لقد فتحت مواجعنا وادمعت عيوننا واقول انك صادق بمشاعرك عن واللدتك وكأنك تكتب باسمنا جميعا وصدق رسول الله عندما اوصى بالوالده ثلاثا وذكر ان الجنة تحت اقدامها ، جزاك الله خيرا واقول وكأني بك تود ووالدتك ان تذكرنا بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ورائهم ) وهذه هي احتفالات عيد الأم قد بدأت ونحن نسير ورائهم
14-03-2011 06:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات