العراق على أبواب التغيير


جراسا -

بات واضحا أن الأزمة الراهنة في العراق تزداد تعقيدا، وأصبح التساؤل الحائر داخل الشارع السياسي العراقي: إلى أين تتجه الأزمة؟ بعد أن طالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بتغيير شامل للعملية السياسية في العراق، يبدأ بتغيير الدستور لإقرار نظام رئاسي بدلا من النظام البرلماني، وحل مجلس النواب العراقي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة جديدة، ومطالب الصدر لاقت تجاوبا شعبيا، بينما يرفض الإطار التنسيقي، الذي يضم تكتلا شيعيا، مطالب تغيير العملية السياسية، ويصّرعلى أن الانتخابات المبكرة مستبعدة في ظل حكومة تصريف أعمال لا تملك قرار الدعوة لحل البرلمان أو الدعوة لانتخابات برلمانية مقبلة.

ويؤكد قيادي في التيار الصدري، أن حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باقية للفترة المقبلة وهي من ستجري الانتخابات النيابية المبكرة الجديدة. التي دعا اليها زعيم التيار مقتدى الصدر.

حكومة تصريف الأعمال تستطيع اجراء الانتخابات النيابية
ومن جهة أخرى.. يؤكد الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، أن حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وهي حكومة تصريف الأعمال اليومية، تستطيع اجراء الانتخابات النيابية الجديدة ولا يوجد مانع قانوني او دستوري لذلك.

وأوضح التميمي، أن حل مجلس النواب يكون من خلال طريقتين: الأولى، أن يقدم طلبا من قبل ثلث أعضاء البرلمان ويكون التصويت عليه بالأغلبية المطلقة.. والطريقة الثانية أن يكون هناك طلب من رئيس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية وايضاً يصوت عليه البرلمان، ولكن حكومة تصريف الأعمال اليومية لا تستطيع تقديم هكذا طلب لكونها لم تنتخب من ذات البرلمان وبالتالي فان الطريقة الأولى هي الطريقة الوحيدة المتوفرة لحل مجلس النواب.

وعقبة مهمة أخرى قد تقف أمام حلّ البرلمان، وهي أن نصف نواب البرلمان هم نواب جدد يدخلون المعترك السياسي لأول مرة ويريدون ممارسة التجربة السياسية والتمتع بمزايا السلطة والحصول على امتيازات كأخذ مكانة اجتماعية، كما يشرح المحلل السياسي العراقي علي البيدر.
هل يتجه العراق نحو انتخابات جديدة؟
ويواصل الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر الضغط على خصومه السياسيين، ووصل إلى حدّ المطالبة بانتخابات مبكرة، ليزيد من تعقيد المشهد السياسي المتأزم أصلاً في العراق.. وبدعوته لانتخابات مبكرة، يعتقد الصدر أنه سيحقق رصيداً كبيراً، أي مقاعد أكثر من السابق. أما من جانبه، فيؤكد رئيس البرلمان العراقين محمد الحلبوسي، أنه لا يمكن بأي حال إغفال إرادة الجماهير في انتخابات مبكرة دعا إليها سماحة السيد مقتدى الصدر.

ولكن.. هل يعني ذلك أن البلاد سوف تتجه فعلاً نحو انتخابات جديدة؟ أم أن مخرجاً من الأزمة يتمّ التفاوض عليه بين الأطراف المتصادمة كما جرت العادة، ما زال أمراً ممكناً؟






العملية السياسية الهشة وصلت إلى الطريق المسدود

ويرى مراقبون وسياسيون في بغداد، أن العملية السياسية الهشة، والصراع السياسي بين الأحزاب الطائفية الحاكمة، وصلت إلى الطريق المسدود، بحسب تعبير المحلل السياسي العراقي، جمعة عبد الله، وقد أصبح مستقبل هذه الأحزاب الطائفية في مهب الريح، أمام التذمر الشعبي العارم والغليان المتصاعد الذي يهدد بالانفجار البركاني، وقد يقلع هذه الأحزاب الطائفية في أية لحظة.

بوادر انتفاضة شعبية عارمة

ويشير المحلل السياسي، إلى أن نظام الحكم الطائفي، لم يجلب للعراق على مدى 19 عاماً مضت سوى الخراب والأزمات، وسيطرت الفساد السياسي والمالي على الدولة، والآن أصبح يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتلوح في الأفق بوادر انتفاضة شعبية عارمة، أقوى من انتفاضة اكتوبر/ تشرين 2019 ، التي صدّعت جدران الحكم الطائفي ، وأصبح آيل الى السقوط .. ويتوقع «جمعة عبد الله»، أن تعود اليوم الى الواجهة بوادر الهبة البركانية العارمة، في الشوارع والساحات، لأن الوضع والظروف لم تعد أن تطاق، وأن البركان الشعبي قد ينفجر ويغير المعادلة كلياً.

المشهد العام في العراق، عبر عنه المحلل السياسي رئيس تحرير الطبعة الدولية لصحيفة الزمان العراقية، فاتح عبد السلام، بأن ما يجري هو اجتياح لغضب الفقراء في معظم بغداد تحت قيادة التيار الصدري، تحديداً ضد طبقة سياسية احتكرت السلطة والمال والامتيازات والمناصب، لكن هؤلاء الغاضبين المظلومين هم نموذج ظاهر في المجتمع العراقي، ولا تقول قيادتهم ما هو برنامجهم للوصول الى تحقيق الأهداف التي أفصح عنها زعيم التيار الصدري لاحقا بمطلب حل البرلمان وقيام انتخابات مبكرة، وهذا المطلب قد تلتقي معه القوى السياسية التي يرفض الصدر الحوار معها ليأسه من جدوى الحوار استنادا إلى تجارب سابقة كما ذكر .

هل يتم التوافق خلف الأبواب المغلقة؟
ويقال أن السياسة العراقية غالباً ما تصل إلى نقطة اللاعودة قبل أن تقرر الأطراف المعنية حلّ خلافاتها خلف الأبواب المغلقة، بحسب تعبير أستاذ العلوم السياسية، فنر الحداد، وهو لا يستبعد اتفاقاً بين المعسكرين، معتبراً أن تكليف «رئيس وزراء توافقي، لا يزال السيناريو الأكثر إمكانية للتحقق».

ولذلك فإن الكرة الآن أصبحت في ملعب خصوم الصدر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات