أخذت الأمور منحى آخر تتصاعد ضد المسيرات التي تجري كل يوم (( جمعه )) حتى ان التلفزيون الرسمي احضر عدد من النواب لتحليل الوضع وكان النواب المشاركون (( الثلاثة )) يدلون برأيهم المشترك ذا اللون الواحد بأنهم ضد تلك المسيرات وهم النواب – مازن القاضي – الدعجة – وجميل النمري - وينوهون بأن الرسالة قد وصلت وتناسوا نوابنا الكرام بأن ذلك حق منحهم لهم الدستور ولا يجوز التعدي على هذا الحق مهما كان .. وكان حريا بالتلفزيون الرسمي أن يكون ضمن اللقاء من تلك الأحزاب حتى تكون المناقشات عادلة ونضعها في ميزانها الصحيح .

اصبح التجييش اللاعلامي من قبل البعض نحو المطالبة (( بقمع )) تلك المسيرات ظاهرة ملفتة للنظر بمن يطالب بمثل هذا الاجراء التصعيدي وهي ضد رغبة قئة قد تمثل شريحة مقبولة من المجتمع الأردني وفي الحقيقة لا تمثل الشعب كله – لكن يبقى لها هذا الحق قائما ولا يجوز لأي احد الانتقاص منه مهما كانت مرتبته ومسؤوليته .

النائب – محمد الكوز – الذي شن هجمة غير مسبوقة على تلك المسيرات وكأنه من قام بحل معضلة كبيرة كانت ستسير الى المسجد الحسيني الكبير وناشد رئيس الوزراء بوقف مثل تلك المسيرات وكأن مفاتيح العملية بيد رئيس الوزراء ,,, ونقول لحضرة النائب ليس من الأصول وليس من حقك ان يتم القمع بهذه الطريقة او التهديد او التلويح بالعصا الغليظة - فلكنا اردنيون نتفيأ تحت الراية الهاشمية الذي لا يختلف عليها أثنان ’,, ولكن لماذا لا يتم تسيير مثل تلك المسيرا في مناطق اخرى حول المدينة الرياضية مثلا ,,, لماذا نختار التصادم مع هذه القوى الوطنية ,,,!! وكأنه لم يبقى من الوطن الا ساحة المسجد الحسيني الكبير .

لا يجب ان تكون جهة واحدة تحرص على الوطن وتدعي حرصها الشديد على ذلك - فكلنا حريصون كل الحرص على الوطن بمختلف انتمائاتنا وعلى الجميع ادراك ذلك ,,, فالمسار الآخر لوقف المسيرات هو استخدام القوة التي لا نغرب بها وأن نصبح كغيرنا ممن يطلبون اراقة دماء ابناء الوطن وهذا ما نرفضه جميعا ..

نعم تستطيع كل شريحة من شرائح المجتمع الأردني أن تسير مسيرة كيفما تراها مناسبة وكلنا وتدين بالولاء والانتماء لتراب هذا الوطن . في كل مناطق المملكة أو حجز ساحة المسجد الحسيني باكرا بالتنسيق مع الجهات المعنية مع ان مساحات الوطن شاسعة وتتحمل الجميع وكل الفئات التي ترغب بالمشاركة والتعبير عن رايها دون تهديد ووعيد من أي شخص كان ...

التجييش الاعلامي – ضد المسيرات – لا يجب ان يقدم عليه اي عاقل ومن حق الجميع أن يسير المظاهرة التي تناسبه ,,, ولكن طريقة الطرح بتلك الطريقة هي نوع من قمع الحريات للآخرين وطريقة مبطنه بالتهديد والوعيد الذي لا يجب ان ينجر وراءه اعلامنا وبعض الأقلام الرمادية في مواقفها أو طرروحاتها ازاء ذلك ,, والتي تدعي حرصها على الوطن بينما تريد جر الوطن الى فتنة غير مقبولة ,!!

الوطن للجميع اولا ونحن نؤمن بهذا النهج الذي يتبعه جلالة الملك في الاصلاحات المطلوبة والتي طال انتظارها بسبب البعض الذي كان يعارض ذلك ويخشى على مصالحه وهو اليوم قد تغير وأصبح يقف مع اجراء تلك الاصلاحات الضرورية ,,, وكما يقال أن تصل متأخرا خيرا من ان لا تصل ,,, وعلى اعلامنا أن يكون منصفا ومحايدا ولا ينجر وراء مثل تلك الدسائس لهضم مثل هذا الحق فالحقوق لا تقمعها أدوات الاعلام وان كانت الرسالة قد وصلت فحريا بنا أن نعمل على سرعة الانجاز وعدم اضاعة الوقت والمماطلة فقد لوى عصر التسويف المماطلة ولا بد من أن يلمس الأردنييون واقعا متغيرا تأتينا بحكومات (( شعبية )) ذات مصداقية عالية ,,, لنرى وجوها جديدة يؤمن بها الشارع لا وجوها تفرض عليه ويمتعض صباح مساء من رؤيتها ...

dolat19@yahoo.com