كلمات النواب بين الهم والغم الوطني


الإنتماء حالة وطنية لا شعورية تغذى بالتربية ويبدو أن قسما من السادة النواب لم يتغذوا بطريقة سوية الأمر الذي أفقدهم صوابهم هتافات المواطنيين في المسيرات، وتجرأ قسما منهم على اتهام المواطنـين (وقد يكونوا أحد ناخبيهم) بكلمات جارحة ليست في مستوى السادة الأفاضل.

إن التطاول على ابناء الوطن لا يمكن له أن يكون إلا في سياق إتهام الآخر بإنه ليس منتمٍ ولا تنطبق عليه صفات المواطنة، والأمر المؤكد أنه لا يمكن نزع هذه الصفة أي الإنتماء إلا في حالة الخيانة الوطنية، وهذا ما لا ينطبق صحة قولا وفعلا على ابناء الشعب الذين يطالبون بالخير الذي لا يدركه أمثال هؤلاء. إن المتظاهرين الذين يطالبون بالإصلاح السياسي هم أبناء وطن ولا يجوز المزاودة عليهم في الإنتماء والمواطنة، لكن يمكن للسادة النواب ولغيرهم المزاودة عليهم في الموالاة والتي هي حالة مصلحية مع النظام السياسي وتتحرك في ضوء تحرك المصالح لكن ليس لها ارتباط بالمواطنة والإنتماء. هذا ما شاهدناه بل هو أحد الدروس المستفادة من ثورتي تونس ومصر وليبيا . يجب أن يكون معلوما لدى ابناء الوطن أن مصالح قسماً من النواب وطبقة من السياسيين والنفعيين ستضرر حتماً من الإصلاح السياسي لذلك لا تلوموهم فالمصالح عندهم فوق الأوطان. إن الدفاع عن المصالح لا يتم بالأساليب الجاهلية والعنصرية النتنه وبالبلطجة بل يتم بطريقة حضارية وبأحسن القول ، وفي نفس السياق فإننا لم نلحظ أو نشاهد أن المعارضة السياسية خرجت عن أصول اللياقة والأدب وكانت كل شعاراتها سياسية بامتياز و كما يحدث بالدول المتحضرة .

ليس من حق أحد سواء الموالاة أو المعارضة تجريد الآخر من حقه في التعبير أو كيل التهم الحاقدة بربط ما يحدث بجهات خارجية لإن هذه التهم والفزاعات لم تعد تجدي نفعا أو ان تنطلي على أحد فقد أستخدمت من قبل الأنظمة المهترئة أنظمة مبارك وزين العابدين وما زالت تستخدم من قبل القذافي ونظام الحكم في اليمن. إن الكلمات التي تفوه بها الأخوة النواب والتي نربأ أن نذكرها احتراماً لأنفسنا وللقاريء الكريم؛ لا يعول عليها كثيرا لكننا ننذهل من سوء ما وصل اليه المشرع الاردني (السلطة التشريعية) من السماح لنفسه بمخالفة نصوص الدستور في الوقت الذي كنا نأمل منه أن ينتصر للمواطن ومطالبه العادلة لا أن يوجه شتى مفردات الإهانة بحقه. إننا ننأى للسادة النواب أن يتقمصوا مثل هذا الدور ونعتبرها زلة ، أما إذا كانت مقصودة لذاتها فإن ذلك يدل على عدم الوعي السياسي ولا نخال إلا أنه كان بسبب كامن في نفس السادة النواب يمتد إلى التزلف والنفاق وهم أولى الناس بالإبتعاد عنه . إننا نعرف من تجارب التاريخ أن مثل هكذا كلمات وإتهامات تتبدل بناء على تبدل المصالح وتتغير مع تغير الإتجاهات . إن من كانت ديدنهم مصالحهم ونرجسيتهم سيجدون اليوم الذي يحاسبون فيه من الشعوب، إن هؤلاء هم الأكثر ضرراً على الوطن وعلى النظام السياسي نفسه. إن كثيرا من كلمات النواب الافاضل كانت تعني بالهم الوطني وترتقي فوق المصالح الآنية وألأنانيه، لكن الغم والحسرة اللذان أصابا المواطن من كلمات نشاز لا تغتفر ولا يعوض عنها إطلاقا إلا برحيل هذا المجلس وهو راحل بإذن الله بعد صياغة قانون إنتخاب كفيل بأن لا يصل اليه أمثالهم الى مجلس محترم يعد أحد ركائز أعمدة الحكم. وأخيرا اسمحوا لي القول إن الموالاة لاقيمة لها فهي مبتذلة ما لم تستند إلى حقائق مدعومة بالمصلحة الوطنية بعيدا عن المكاسب والمصالح الخاصة، وهذا ما ينطبق أيضاًعلى المعارضة التي ليست لها امتدادات خارج الوطن.

haniomosh@yahoo.com



تعليقات القراء

حسن الحسينات
أصبت يا أبو رامي والكل بعرف أنه هناك تمثيل وتكسب من خلال هذه السلوكيات التي تزداد انتشارا في زمن عدم وضوح الرؤيا، الصادقون لا يحبون المراء
05-03-2011 05:32 PM
عموش
الشعب يريد اسقاط النواب
05-03-2011 06:47 PM
ابن البلد
اجزم ان اكثر من 90 بالمئة من النواب ذهبوا الى متخصصين لكتابة كلماتهم ،وتم تدريبهم عليها وان كثيرا من النواب لم يستطيعوا قراءة كلماتهم بالشكل الصحيح.
05-03-2011 08:04 PM
سليمان نصيرات
ان النائب الذي ينتخب من قبل الشعب ويعطى وكاله عنه يجب ان يحافظ على هذه الثقه التي منحت له ، فالشعب هو الاصيل وهو مانح الثقه وهو من يسحبها ، ولا يحق وليس من الادب ان يقوم اي نائب بعد ان ىيستجدي اصوات الناخبين بتوجيه الاهانه والشتيمه لاي قطاع من الشعب وكان الاولى ان يتم محاسبة من يرتكب هذه الكبيره اولا من قبل زملائه الذين يحترمون قواعدهم فالساكت عن الحق شيطان اخرس كما يقول المثل .لا اعرف ما هو المبرر للتهجم على قطاعات من الشعب تمارس حقها الدستوري ولا يحق لاحد المزاوده عليهم . على النائب ان يحترم من انتخبوه اولا ويحترم حق المواطن الدستوري . اذا كان يعتقد انه انتخب من قبلهم اصلا .اشكر لكم هذا الرد الجميل والمقنع اخي ابو رامي ولو اني كنت انتظر ان اسمع مثل هذا الرد من قبل اي من اعضاء مجلس الشعب الذي يفترض بهم ان يدافعوا عن حقوق الشعب وكرامته .
05-03-2011 10:00 PM
معتصم العتوم
ارحمنا يا ابو رامي كتاباتك رائعة و مش ملحقين عليك. النواب بدها سنين لحد ما يفهمو كيف بتفكر يا سيدي
05-03-2011 10:44 PM
احمد ابو الرب
أخي العزيز ابو رامي هؤلاء من يصدق بهم القول اذا اكرمت الكريم ملكته وان اكرمت×××××تمردا
05-03-2011 11:22 PM
د. هايل عياش
الاستذ هانى العموش المحترم .كلام جميل فى هذا المقال فعلا متى تاتى الساعة التى يحترم فبها كل شخص حرية الراى والراى الاخر من جميع شرائح المجتمع ونكون على قدر اهل العزم فى العمل والقول ونعمل على بناء الوطن الجميل بدون مزايدات على اى شخص كان من ايا كان
06-03-2011 12:44 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات