لـلأبــد لـلأبـد .. ؟؟؟


من المفارقات الغريبة إن حكام العرب هم من صاغوا الشعار المشئوم والمعروف لدى الجميع ( للأبد للأبد ؟؟؟؟؟؟) حيث تلقفته الجماهير العربية منذ عشرات السنين وتبنته وقامت بتنظيم المسيرات في معظم العواصم العربية تطالب بأبدية الحاكم وتدعو له بطول العمر وتعبر عن استعدادها للموت في سبيله .

لكن الغريب بالأمر أن الحكام العرب صدقوا شعوبهم وتناسوا أنهم أصحاب هذا الشعار حيث أصبحت الأوطان مزارع أو شركات خاصة لهم ولعائلاتهم واعتبروا أنفسهم مالكي الأوطان وان المواطنين هم مجموعة من العبيد.

إن ما حصل في تونس ومصر وما يحصل ألان في ليبيا وما سوف يحصل في معظم الدول العربية هو نتيجة أسباب عديدة وله تداعيات مريعة وسوف ينتج عنه واقعا سياسيا جديدا بحيث أصبحت الطريق سالكة لعودة ثوابت وطنية وقومية مهمة ظن البعض أنها اندثرت وتقادمت بمرور الزمن .

أما عن الأسباب فأن غياب العدالة والمساواة وكرامة المواطن كانت العنوان الأكبر حيث يندرج بجانبها الكثير الكثير من الأسباب مثل غياب الديمقراطية الحقيقية وتبادل السلطة بواسطة صناديق الاقتراع من خلال اختراع الطرق الجهنمية لتزوير إرادة الناخبين وإتباع سياسة الإقصاء كذلك ظن الحكام العرب إن ضمان استمرارهم بالحكم يكون بواسطة رضاء قوى خارجية أو بمجموعة من الفاسدين تحيطهم أو بالحزب الواحد بالإضافة للأجهزة الأمنية التي لديها القدرة على قمع أي تحرك شعبي بالإضافة إلى تدجين كافة القوى السياسية بكافة الطرق وأهمها الترغيب والترهيب حتى أصبحت معظم الأحزاب العربية سواء كانت الحزب الواحد أو غيرة من أدوات الأنظمة و ضرورة من ضروريات بقائها واستمرارها .

أما عن التداعيات فيعلم الجميع إن الوطن العربي كالجسد الواحد وان هذا الجسد كان قد أصيب بمرض عضال أدت إلى حالة من الهوان لم يشهدها عبر القرون ولكن الغريب بالأمر إن جيل الشباب دون سن الأربعين هم من اكتشفوا الدواء الشافي ولا بد من شفاء كامل الجسد بدون استثناء ومن الملاحظ إن الجسد العربي هو الوحيد اليوم الذي يخضع للعلاج ويرتعد من إرهاصات الدواء .

أما عن النتائج فهي كثيرة ولا يتسع لها مقال وأنا اعتقد إن أهمها سقوط جميع الأحزاب العربية بدون استثناء ( وهنا اقصد جميع القائمين عليها ) ولربما كانت المرحلة المقبلة بحاجة لإعادة النظر بجميع الأفكار السياسية المعروفة سواء كانت ذات مرجعية قومية أو إسلامية أو يسارية بهدف إعادة صياغتها بشكل يتوافق مع العصر الجديد والفجر الجديد, كذلك نتج عنها سقوط جيلا كاملا ممن تجاوزوا سن الخمسين وإنا واحدا منهم فهم المسئولون عن ضياع فلسطين وعن تطبيق اتفاقية سايس بيكو بحذافيرها حيث تمسكوا بالقطرية وبالقرار الوطني المستقل ووووو............الخ... ومن الضروري إن نستقيل من العمل العام ونفسح المجال للشباب للتقدم والقيادة ونعترف بهزيمتنا, كذلك إن حجم المليارات التي أودعها الحكام العرب وحاشيتهم بالخارج في ثلاث دول حتى الآن هي أرقام مهولة وفلكية تكفي لإعادة بناء الوطن العربي من المحيط للخليج بصورة جديدة ومن الغريب بالأمر إن الحكام العرب لم يكونوا واثقين بشعوبهم طيلة السنوات الماضية وكانوا يخدعونهم رغم إن الشعوب كانت تهتف يوميا ( للأبد للأبد ....؟؟؟؟) وكانت تشكرهم على كل مكرمة ولو كانت ضئيلة وتعتبرهم وحدهم مالكي الأوطان والبلاد والعباد حيث تفاجأ الشعب العربي بان حكامه يسرقون أنفسهم وان أنظمتهم اوهن من بيت العنكبوت ..... 



تعليقات القراء

عجيل
(كذلك نتج عنها سقوط جيلا كاملا ممن تجاوزوا سن الخمسين وإنا واحدا منهم فهم المسئولون عن ضياع فلسطين)
نعم وخصوصا بكتاباتك التي تقول بها عن نفسك بأنك لست فلسطيني
ومن لا يحب وطنه يكره أمته
06-03-2011 01:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات