"تعميم ثقافة مواجهة الأزمات" (2)


طلعنا من كل التحديات التي واجهتنا منذ قيام الدولة الأردنية الحديثة قبل مئة عام وعام.

ستشهد دول العالم ارتفاعات فاحشة على الأسعار، ونحن لسنا استثناء.

وستشهد شوارع العالم احتجاجات على رفع الاسعار، متفاوتة في حدتها وشدتها، ونحن لسنا استثناء.

هذا هو التحدي الكبير الذي علينا كلنا، حكومة ومجلس أمة وإعلاما وكُتّابا وأحزابا ونقابات ومنظمات مجتمع مدني ومواقع إلكترونية ومنصات تواصل وجامعات وأندية وأجهزة أمن، التعامل معه، على قاعدة نبذ ومواجهة الباحثين عن شعبوية ومستغلي المآسي ومنتهزي الظروف القاسية للناس.

ودائما يسقط زعمُ أو رهانُ الموتورين السوداويين، و ينكشف الدّسُ الخارجي الذي يحاول ان يكرس مقولة "البلد واقعة"، تلك الجملة الهشّة التي اسمعها قبل أن تخط شواربي، وما أزال اسمعها !!

الأردن والتحديات "شِق توم"، غير أن الفساد والسوداودية والعدمية، ليست قدرا سياميا، ولا وشما مدقوقا على جباهنا.

الحوار والانفتاح والانفراج والشفافية والمحاسبة الصارمة، والتوقف عن هندسة الإنتخابات والأحزاب والهيئات والجمعيات والنقابات والاتحادات والروابط والأندية، توقفا تاما.

واستذكر قول الحسين يرحمه الله، "اللي في القدر بتطوله المغرفة". وحين يحدث الشطط والانحراف عن الدستور ونمط العيش والوحدة الوطنية، ويطلع لنا بالمغرفة ما يثير القلق -و ما هو بطالع- فنحن كلنا له بالمرصاد، بلا تردد أو هوادة.

وفي باب الحوار الضروري فقد ذكرت وكالة الأنباء المصرية في بيان لها أن أولى جلسات الحوار الوطني الأول، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "لكل المفكرين والنقابات والمثقفين والقوى السياسية"، ستعقد اليوم الثلاثاء !!

لقد تبين أن النخبة التي "على المقاس" تخذل النظام والشعب والكيان، فهي تعبر عن مصالحها فحسب، ولا تعبر عن هموم الناس الكثيرة.

ولن يحقق المطلوب، تركيبُ أرجل من جبصين، لأصدقاء شخصيين لبعض المسؤولين، أو قرايب ونسايب وحبايب، وإطلاقهم في سباق 100 متر موانع، مع الإيطالي الصاروخ جاكوبس والجامايكي الأسطورة بولت.

الأصعب والمُلِح الآن، هو استرداد الثقة، التي يجدر مقاربتها بكل شفافية وشجاعة، فالقادم خطير جدا، وارتداداته قاسية جدا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات