هجمة على القرآن


إستضافت أثيوبيا خلال الشهر الماضي المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم لأول مرة، وبمشاركة 50 دولة إسلامية، وشاركت فيها العديد من الدول العربية، كالسعودية، والإمارات، والأردن، وغيرها.
وفي الوقت ذاته؛ تنظم العديد من الدول مسابقات محلية أو دولية لحفظ القرآن الكريم بشكل سنويّ، تدعو من خلالها الى التمسك بكتاب الله عز وجل وحفظه وتدبُّره، والإطلاع على الدستور الرباني العظيم.
وتقيم تركيا حفلاً سنوياً مهيباً لحَفَظة القرآن الكريم، وتكرّمهم بشكل لائق، وتدعمهم في تعليمهم، بالإضافة الى الجوائز المالية الكبيرة.
ولكن الغريب في الموضوع هو تلك الهجمة الشرسة التي تعرضت لها تلك المسابقات، ووصف المشاركين فيها بالإرهاب، والإنتماء لتنظيمات إرهابية أو محظورة دولياً.
لم تكن أثيوبيا أو غيرها من الدول التي تنظم تلك المسابقات هي المقصودة بتلك التصريحات من قِبل بعض الإعلاميين العلمانيين، ولكن المقصود هو تلك الصحوة الكبيرة تجاه القرآن الكريم، وتمسك الشباب بحفظه وفهمه، في ظل دعوات الى الإنحلال والمثلية والإدمان.
تزامن كل ذلك مع تصريحات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من قبل أعضاء في الحزب الحاكم الهندي، وإعلان بريطانيا عن عرض فيلم يتناول حياة فاطمة الزهراء بنت النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
وفي الوقت ذاته قامت وزارة الأوقاف في الأردن بإصدار نظام جديد لتنظيم عمل أندية الطفل القرآني في البلاد والتي تضم أكثر من 1050 مركزاً، وتعمل منذ 26 سنة، تضمَّن النظام الجديد بنوداً تنص على ألا تزيد مدة الدراسة عن 9 ساعات أسبوعياً، وتفرُغ معلمين متخصصين لتلك المهمة، وإعتبرت جمعية المحافظة على القرآن الكريم تلك البنود هادفة الى التضييق على الجمعية وإيقاف عملها وليس تنظيمها.
وحاولت العديد من الجهات ربط عمل الجمعية بأحزاب مثل الإخوان المسلمين أو غيرهم من الجهات غير المرغوب بها رسمياً، على الرغم من مشاركتهم في الانتخابات البلدية والنيابية، وحصولهم على مراكز قيادية في البلديات، أو تشريعية في مجلس النواب.
من الواضح أن الموضوع لا علاقة له بالمسابقة الدولية في أثيوبيا، أو بجمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن، بقدر ما هي هجمة على رموز الدين الإسلامي المتمثلة بكتاب الله ونبيه الكريم.
لقد تعلمنا في المدارس، وحصلنا على الثانوية، وذهبنا الى الجامعة بعدها، ولكن الحق يقال: لقد كان للمسجد ولجمعية المحافظة على القرآن الكريم الدور الكبير في التنشئة الدينية والأخلاقية الصالحة لنا، ومنهم تعلمنا تفسير القرآن، وحفظنا الأجزاء المتعددة منه، وكان لمسابقاتهم دور كبير في تمسكنا بكتاب الله والحفاظ على الصلاة، وما زلتُ حتى الآن أحتفظ بجائزة حفظ سورة الرحمن منذ عام 1997، وأفتخر بها كثيراً أمام أطفالي، على الرغم من بساطتها. وخلال مدة دراستنا فيه والتي إمتدت لأكثر من عشر سنوات؛ لم يدعنا أحد الى الإنتماء الى تنظيمات سياسية أو أحزاب، بل كان كل همهم هو حفظ القرآن والإلتزام بالصلاة والأخلاق فقط.
إن تنظيم عمل الجمعيات من قِبل الدولة يقتضي دعم تلك الجمعيات، ورفدها بالمقومات المالية والإدارية، ولا مانع من إشراف الوزارات المختصة عليها، ولكن لا يتم التضييق عليها، وربطها بأحزاب أو شخصيات غير مرغوب بها بقصد إغلاقها ومحاربتها.
خلاصة القول:
يتعرض كتاب الله عز وجل، ونبيه الكريم وآل بيته الى هجمة كبيرة، داخلية وخارجية، تهدف الى التشويه والإنتقاص منهم، وإضعاف تمسك الأمة وشبابها بكتاب الله وسنة نبيه الكريم.
لا يزيدنا الهجوم المُعلن صراحة على رموز الدين الإسلامي إلا تمسكاً بهما، والإقبال على حفظ القرآن الكريم وتدبره، ومراجعة السيرة النبوية الشريفة وفهمها.
الرد على العلمانيين الداخليين، والمهاجمين الخارجيين يكون من خلال الإلتزام بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، ومحاولة الإقناع بالحسنى والحجة والبرهان، بعيداً عن الشتم والإهانة، بل مقابلة الإساءة بالإحسان، ولنتذكر دائماً أن هذا الدين ما إنتشر بحسن أخلاق أهله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات