"عزيز عليه"


يقول الله عز وجل في محكم كتابه: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة، 128].
لقد أعطى الله عز وجل لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام مكانة رفيعة، فهو صاحب الشفاعة، وصاحب الحوض يوم الحشر، وهو أول من يُفتح له باب الجنة، وهو خاتم المرسلين، وسيد البشر أجمعين.
وقد ذكر الإمام المحدّث شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله خبراً في كتاب: "الصارم المسلول على شاتم الرسول" يقول فيه: حدثني كثيرٌ من الثقات والعلماء الغزاة الذين كانوا يحاصرون بني الأصفر (الروم)؛ أنهم كانوا يحاصرون المدينة شهراً وشهرين وأكثر، وأهل المدينة يتحصنون بالحصون وعندهم الأكل والشرب، قال أحدهم: كنا نحاصرهم شهراً وشهرين وأربعة حتى كدنا أن نيأس في غزوهم، وإذا هم قد سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم، ففتحنا الحصن بعد يومين. فقال هؤلاء العلماء: كنا نتباشر بسب النبي صلى الله عليه وسلم مع إمتلاء قلوبنا غيظاً من ذلك، يتباشرون أي: يستبشرون، فإذا سمعوا أهل الحصن يسبونه عرفوا أن الفتح قادم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة، 61].
إن شانئه وسابه عليه الصلاة والسلام لا يموت بخير، وهو مهزوم، فكأنهم فعلوا ذلك بشارة، مثلما كانت بشرى لأسلافنا أنهم لم يستطيعوا فتح الحصن إلا بعد أن سبوه، فأسلمهم الله عز وجل لهم، وفتحوا الحصن بعد يومين.
والله لو إجتمع المُسيؤون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه وآل بيته من الدنماركيين والهولنديين والفرنسيين والهنود والبريطانيين وغيرهم على صعيد واحد، ما أثر ذلك على النبي في شيء، وما غبروا نعله عليه الصلاة والسلام، ففرق كبير بين الثراء والثريا، وما ينول القمر من عِواء كلب، وما يُضير السحاب خنخنة خنزير.
لقد أغاضهم إنتشار الإسلام في بلدانهم، فمن المتوقع أن تُصبح فرنسا دولة ذات غالبية إسلامية في غضون عشرين عاماً، وأعداد المسلمين في الهند في إزدياد مضطرد، ولن ينقضي القرن الحادي والعشرين؛ إلا وتعود الى ماضيها الإسلامي العريق إن شاء الله.
إن ما يقومون به من تصريحات، أو رسومات، أو أفلام ومسلسلات؛ لا تضر النبي الكريم في شيء، ولكننا نستبشر بها إن شاء الله، في أن تكون مقدمة لفتح تلك البلاد، وغلبة الإسلام على عبادة البقر والفئران.
لقد بدأتْ بالفعل العديد من المبادرات لمقاطعة المنتجات الهندية، تماماً كما فعل المسلمون من قبل في مقاطعة المنتجات الفرنسية والدنماركية، والتي دفعت حكومات تلك الدول وإقتصاديها الى تقديم إعتذار للمسلمين، وأعلنوا براءتهم من تلك الإساءات.
إن نصرتنا لنبينا وسيدنا عليه الصلاة والسلام لا تقتصر فقط على الشجب والإستنكار، وإنما يجب أن تصل الى مقاطعة تلك الدول ومنتجاتها وتكنولوجيتها، وإيصال رسالة حازمة من كافة المستويات؛ الشعبية والرسمية، برفضنا لتك الإساءات المتكررة.
لقد أثبتت بعض الدول على صِغر حجمها غيرتها على نبيها الكريم، بينما تغاضت دول أخرى عن الإساءات للنبي الكريم، وفضلوا مصالحهم الاقتصادية على الإنتصار لنبيهم.

خلاصة القول:
بغض النظر عن الإساءات وأصحابها وأنواعها؛ تذكر بأنها لا تتعدى البشارة للإسلام والمسلمين بقُرب الفرج من الله عز وجل علينا.
وتذكر بأنك عضو فعَّال في نُصرة الرسول الكريم، من خلال مقاطعتك لتلك الدول ومنتجاتها.
ولا تنسى أن تكون ملتزماً بتعاليم الإسلام السمحة، مقتدياً بالسنة النبوية، فهو نوع من أنواع الإنتصار للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات