جرائم دولة الاحتلال .. عقيدة الاغتيال لتغيير التاريخ


جراسا -

جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية، شيرين أبو عاقلة، برصاصة في الرأس أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها لعملية الاقتحام الإسرائيلي لمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة ـ كشفت عن سياسة القتل المستهدف التي اعتمدتها إسرائيل بشكل مركزي، بحسب تعبير رونين برغمان، القريب من دوائر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، ومؤلف كتاب « أقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل».

الاغتيالات لتغيير التاريخ
ويعترف «برغمان»، بأن القادة الإسرائيليين اعتقدوا منذ بداية الدولة أن العمليات السرية والاغتيالات، كانت أداة مفيدة لتغيير التاريخ أو القيام بشيء ما إلى واقع دون اللجوء إلى الحرب. وكان لديهم هذا التصور قبل وقت طويل من أن تكون للمخابرات الإسرائيلية القدرة على تنفيذ هذه العمليات.

كانت قضية لافون (عملية فاشلة سرية في مصر في عام 1954) محاولة هواة لتغيير التاريخ باستخدام العمليات الخاصة والتخريب والإرهاب. لم يكن لديهم القدرة ولكن كانت لديهم هذه العقلية.
أكثر من 2700 عملية اغتيال منذ 70 عاما
ويرى برغمان ـ مراسل عسكري واستخباراتي سابق في صحيفة «يديعوت أحرونوت»،أن نجاح وفاعلية أكثر من 2700 عملية اغتيال في تاريخ إسرائيل الحديث القائم منذ 70 عاما دفع في بعض الأحيان الساسة الإسرائيليين إلى تجنب القيادة الحقيقية والدبلوماسية. لقد شعروا بأنه في متناول أيديهم «هذه الأداة» التي يمكنهم من خلالها «وقف التاريخ».. ويضيف برغمان: يمكنهم التأكد من تحقيق أهدافهم بالاستخبارات والعمليات الخاصة، وليس بالتوجه إلى الحنكة السياسية والخطاب السياسي!!

سياسة عامة (إسرائيلية)
يؤكد الباحث الإسرائيلي، أن الاغتيالات المستهدفة هي جزء من سياسة عامة (إسرائيلية) للعمليات السرية المستخدمة في محاولة لتوسيع الفجوة بين الحروب، مستعرضا سلسلة طويلة من الاعتيالات داخل فلسطين المحتلة وخارجها، سواء في المغرب او مصر أو دبي، وإن كانت الاغتيالات التي استهدفت الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، هي الأكبر، و لاتفرق بين طفل أو رجل أو إمرأة ، ومن العملية الإرهابية الشيطانية التي استهدفت الطفل الفلسطيني، محمد الدرة، في شهر سبتمبر / أيلول 2000 وحتى اغتيال شيرين أبو عاقلة،ا صباح اليوم 11 مايو / آيار

عقيدة الموساد الإسرائيلي، ضرب أهداف محددة، سواء كانت منشأة أو شخص، (تعتبر أيضا جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية) لمواجهة التهديدات الأمنية الوطنية أو حتى تغيير التاريخ.
تسلسل قوائم الاغتيال
وتتضمن قائمة الاغتيالات (15) عملية اغنيال في حقبة السبعينيات، بدءا من اغتيال غسان كنفاني، ومحمود همشري وحسين البشير في العام 1972 وحتى اغتيال علي حسن سلامة في العام 1979.. و4 عمليات اغتيال في الثمانينيات، ومن خالد نزار، وحتى خليل الوزير «أبو جهاد».. و10 عمليات اغتيال خلال فترة التسعينيات، وبدءا من اغتيال صلاح خلف وهايل عبد الحميد، وحتى اغتيال فتحي الشقاقي ويحيى عياش، والمحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل في الأردن.. و27 عملية اغتيال، خلال الفترة 2000 ـ 2010 وبدءا من اغتيال المسؤول القيادي في فتح حمال عبد الرازق وثابت ثابت، وحتى اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح في دبي، و14 عملية إرهابية خلال الفترة من 2012 وحتى 2019.

اغتيال العلماء العرب
ومن أشهر جرائم الاغتيال التي تنتهجها دولة الاحتلال.. اغتيال العالم المصري علي مصطفى مشرفة عام 1950، وكانت بداية أشهر عمليات الاغتيال لجهاز الموساد، وهو أحد عظماء علماء مصر، ويمثل في وقته واحدًا من 7 علماء على مستوى العالم، في معرفة أسرار الذرة وكيفية تفتيتها، وأول من توصل إلى فكرة تصنيع قنبلة هيدروجينية، وتمنى ألا يتم تصنيعها، ولكن خاب ظنه وصُنعت بعد وفاته بعدة سنوات، ويعود سبب اغتياله إلى إصراره على تطبيق أبحاثه في علم الذرة في وطنه الأم مصر.

والاغتيال هو الثمن الوحيد لكل عالم وطني مخلص، ويحرص جهاز الموساد على اغتيال مثل هؤلاء العلماء، اعتقادًا منه في أن يظل العالم العربي أسيرًا للغرب، ثم توالت العديد من عمليات الاغتيال، من ضمنها اغتيال عالم الذرة المصري الدكتور يحيى المشد (14 يونيو/ حزيران 1980)، والدكتورة سميرة موسى (5 أغسطس/ آب 1952)، التي توصلت لتصنيع القنبلة النووية وتوليد الطاقة النووية من انصهار المعادن الرخيصة.

وكان آخر عملية اغتيال للموساد، اغتيال العالم الشاب الفلسطيني فادي البطش، بزعم أنه مهندس في حركة حماس، وحصل على عدة جوائز علمية من هيئات بحثية رفيعة، واغتالوه في أثناء ذهابه إلى المسجد لصلاة الفجر في العاصمة الماليزية، وتأتي تلك العملية القذرة الأخيرة، ضمن سلسلة الاستهداف المستمر لعلماء وكفاءات فلسطين، مثل الدكتور نبيل فليفل عالم الذرة الفلسطيني، واغتيل عام 1984 وعمره 30 عامًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات