طُهرةٌ للصائم


الصيام من أعظم العبادات التي فرضها الله على الإنسان، لدرجة أن أجرها تكفل به الله عز وجل، ففي الحديث القدسي يقول الخالق جل وتبارك: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به"، وذلك لأنه عبادة سرية متميزة عن باقي العبادات، فقد يراك الناس تروح الى المسجد للصلاة فيشهدوا لك بالإيمان، وقد يطّلع البعض على زكاتك وحجك وعمرتك، ولكن صومك هو العبادة التي تبقى بينك وبين خالقك عز وجل.
مع إنتهاء شهر رمضان المبارك بحمد الله وفضله، نسأل الله عز وجل أن يتقبل صلاتنا وصيامنا وقيامنا وقراءتنا للقرآن، وأن يجعلنا من عتقاءه من النار.
ولكن كما تعلمون أنه من الممكن أن يقوم الصائم ببعض الأخطاء التي قد تعيب صومه، أو بعض التقصير في سائر العبادات، وحتى يكون العمل كاملاً يليق بأن نقدمه للخالق عز وجل لا بد جبر لتلك الأخطاء والنقص في العبادات.
ومن رحمة الله عز وجل بنا أن كفِل لنا صيامنا، ووضح لنا الطريقة التي نضمن من خلالها الثواب الكامل منه عز وجل وذلك من خلال صدقة الفطر.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "فَرَضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الفطر، أو قال رمضان على الذَّكر والأنثى والحُرِّ والمملوك، صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة"، أي صلاة عيد الفطر المبارك. وقال عبد الله ابن عباس رضي الله عنه: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطُعمة للمساكين".
إن صدقة الفطر تحمل معاني جليلة وأهداف سامية، فرضها الرسول الكريم لتضمن للصائم تعويض النقص في صيامه من اللغو والرفث، وكذلك لتكون طعمة للمساكين، وحتى لا يسألوا الناس خلال ذلك اليوم المبارك.
أما عن مقدار صدقة الفطر وكيفية إخراجها ووقتها ولمن تجب؛ فهنالك الشروحات والفتاوى التي قدمها الصحابة والتابعين وأصحاب العلم من بعدهم، ولكن يهمنا هنا أن نقوم بها بالطريقة الشرعية الصحيحة لتحقيق الأهداف التي فرضت من أجلها.

خلاصة القول:
إبحثوا عن المساكين الذين ذكرهم الرسول الكريم في حديثه، تفقدوا أرحامكم الفقراء مع إقتراب عيد الفطر، أدخلوا البهجة الى قلوب الأطفال الذين يصومون خلال النهار تقرباً لله، ويصومون خلال الليل لضيق ذات اليد. يا الله ما أروع هذا الدين، تخيل أن وجبة طعام لمسكين تكفل لك كمال صيامك طوال هذا الشهر الفضيل، فاحرص عليها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات