موقع خربة اسكندر بالوالة معلم حضاري يؤرخ للعصر البرونزي


جراسا -

تعد خربة إسكندر الواقعة في منطقة وادي الوالة بلواء ذيبان من أهم المعالم الأثرية الواقعة على الطريق التجاري القديم التي تؤرخ إلى العصر البرونزي المبكر 3500 - 2000 قبل الميلاد والتي تشكل فترة نشوء المدن الحضارية.

وتبلغ مساحة خربة إسكندر نحو 29 دونما، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى القائد اليوناني الإسكندر المقدوني، ونسبة الى جسر روماني قريب من الموقع يعتقد السكان المحليون أنه بني زمن الإسكندر المقدوني.

وقال مدير مديرية آثار محافظة مادبا خالد الهواري إن أعمال التنقيبات التي نظمتها جامعة غانون الأميركية برئاسة الدكتورة سوزان ريتشارد في خربة إسكندر وبالتعاون مع دائرة الآثار العامة منذ عام 1981، عرضت أدلة جديدة لدعم وجهة نظر استمرت بطرحها لسنوات عديدة، وهي أن هناك درجة عالية من الغموض والتراجع الحضاري في المرحلة الرابعة من العصر البرونزي المبكر "2300 قبل الميلاد".

وبين أن نتائج الحفريات أظهرت أن هناك استمرارا للحياة الزراعية المستقرة بهذا الموقع، واستمرارا للمدينة في ضوء التراجع الواضح للمدن الأخرى في جنوبي بلاد الشام.

وأثبتت الدكتورة ريتشارد ذلك بتنقيباتها من خلال اكتشاف معالم التحضر والتمدن في تلك المدينة من بوابات وتحصينات دفاعية والكثير من الأدوات الفخارية وتسلسل طبقي يوضح مدى استمرارية الاستيطان وهذه الأدلة الأثرية تدل على وجود مدينة مستقرة منتظمة كثيرة السكان في المرحلة الرابعة من العصر البرونزي المبكر 2300 ق. م.

ولفت الهواري إلى أن هذا الاكتشاف يدحض مصطلح (الرعوية الرحل) كنموذج لهذه الفترة حسب دراسة المواقع الأخرى.

وأوضح أن خربة إسكندر تعد البلدة الوحيدة المسورة من المرحلة الرابعة والمباني السكنية في الموقع تتكون من غرف تحيط بساحة.

وتتميز خربة إسكندر بأنها قرية زراعية لاعتماد السكان المحليين على الزراعة لقربها من وادي الوالة الذي تتوفر فيه المياه شبه الدائمة، وما يدل على ذلك اكتشاف المناجل التي صنعت من حجر الصوان وأحجار الرحى وكذلك العثور على مخازن لتخزين الحبوب.

واعتمد سكان خربة إسكندر -وفق الهواري- على صيد الحيوانات البرية التي توجد في المناطق المحيطة بالموقع حيث عثر على عظام كثير من الحيوانات البرية في الخربة من خلال التنقيبات ومن خلال دراسة للمكتشفات الأثرية تبين أن سكان خربة إسكندر عاشوا على تربية الحيوانات الأليفة كالأغنام والأبقار.

وأكد الهواري أن دائرة الآثار العامة وبالتعاون مع البعثة الأجنبية العاملة هناك ستقوم بتأهيل الموقع سياحيا بعد إجراء أعمال الترميم والصيانة والحماية اللازمة.

ووفق خطط دائرة الآثار العامة لتطوير الموقع، بين الهواري أن مديرية آثار محافظة مادبا تسعى بالتعاون مع مجلس محافظة مادبا الى رصد المخصصات اللازمة لتطوير هذا الموقع، ووضعه على الخريطة السياحية خاصة أنه يقع بالقرب من سيل وادي الوالة دائم الجريان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات