جراسا -

اكثم الخريشة - جرت العادة ان يحتفي احدهم بتكريمه من قبل جهة ما، لجهده او موقفه او ماشابه في حال قيامه بالواجبات الموكولة اليه، الى هنا هذا تقوله لنا الطبيعة، ولكن، للورقة وجه اخر كما للحقيقة ايضا، وجه لا يحب احدهم الظهور به، رداء مليء بالسواد اعمال مليئة بالبؤس والخوف جراء اعمال مبنية على مصالح ذاتية ليس لها فوائد الا لفئة محدودة، وجه اصبح اليوم مرتجفا وخائفا لايقوى على الصمود امام المرآة لبضع ثوان خشية ورود اسمه في شبهة او قضية ما.

وبعيدا عن العموميات، وبالاقتراب رويدا رويدا نحو الاوتار التي تصدر اصواتا تئن منها القلوب، فان هناك الكثير الكثير من الشخصيات التي تستحق التجريم، والاتهام وربما يجب الوصول لزجهم داخل سجون يعرفون من خلالها معان ما كان ليعلموها لولا وجود مثل هذه الاماكن التي تستحق احتضانهم.

شخصيات مجرمة بحكم الطبيعة، وبحكم الاداء، ارتجاف وخوف وتردد واضاعة الفرص وهدر المال العام واستغلال الوظيفة والعبث باستخدام السلطة بمصير شعب وصل المقام به جراء مواقفه ان يكون امة باكملها، ولكنه يصغير بعين اولئك الذين سولت لهم انفسهم العبث باستقرارهم وامنهم ورزقهم ووصل الحد للتحكم بمصيرهم ومستقبلهم الى ان آلت الامور الى اوضاع لا تسر الصديق ولا العدى، واصبخت تدق ناقوس الانفجار اتجاههم. 

عجبا من السكوت عليهم، لا بل ويزيد  الامر غرابة ان هناك من يدللهم ويسهل طريقهم ويمنحهم صكوك الغفران من خلال خططهم المكشوفة بتوزيع السلطة بينهم وتقسيمها على فئة محددة ضاربين بعرض الحائط مستقبل بلد بأكمله وشعب تسلقوا على اكتافه حتى وصلوا الى ما هم عليه الان، فبعض الشخصيات لا تستحق سوي التجريم على ما اقترفته افعالهم بحق هذا البلد المعطاء، وهنا لا بد من ان تقف الاجهزة الرقابية وتهب بوحههم لتوقف تماديهم وتجفف عليهم منابع استغلال السلطة لهدر المال العام وبذلك تسمو الدولة تزامنا مع اصلاحاتها السياسية والادارية وتفتح الباب بمئويتها الثانية لتكون اكثر انفتاحا واستقرارا مما سبق.