مطلوب رئيس


لم أتوقع أن أعيش الى اليوم الذي أرى فيه مصر وهي تنتفض على نفسها و لم أتوقع ابدا ان يرى جيلي تونس و هي تلفظ دكتاتورها و زوجته الذين ظلموا البلاد والعباد. و مع اني قد فقدت الامل منذ زمن في التغير و تبديل الوجوه التي كانت هناك قبل ولادتي لكني اليوم اقف حائرا لا ا دري اين انظر, هل استمر في متابعة ما يجري في تونس حتى أطمأن على الياسمين المنتفض؟ ام ارحل الى ميدان التحرير لأصرخ مع الجميع "خلي عندك دم.....ارحل بقه يا عم" و اشارك الجموع في صد اولئك الذين دفع بهم النظام ليستعيدوا له شرعية فقدها كباءعة هوى لعذريتها التي باعتها لأول مشتري؟ أم أبقى في بلدي الأردن و أطرب الى ثورة السوسنة السوداء؟

ياألله ما أجمل ما يجري في الأردن من حراك, اربع مسيرات خلعت سمير, غيرت الوزارة, أخرجت مدعي الأصلاح من أحلامهم و كشفت عن قوة الشارع و ضعف من
أدعى انه يملك ان يحرك ذلك الشارع. حراك على الأرض, اعلام أردني غزى الشبكة العنكبوتية و دك حصون اولئك الذين لبسوا عباءة الأمن ليحتكروا الرأي و الرأي الأخر, اولئك الذين تسابقوا لوضع مواثيق شرف و قوانين و تعليمات ليسلبونا ابسط الحقوق في التعبير, تلك الحقوق التي داسها بن علي و أغتصبها زبانية فرعون.

لم اعد ابحث عن الخبر في الجزيرة او ال س ن ن, او حتى في الجرائد المحلية و لا أذكر حتى اخر مرة شاهدت فيها القناة الأولى فكل تلك الوسائط ذابت امام الكم الهائل من المعلومات التي توفرها المواقع الألكترونية الأردنية, تلك المواقع التي اثبتت جدارة و مهنية عالية, مارست حرية عالمية سقفها و صل لدرب التبانة, مواقع قدمت لي الكاتب و المبدع الأردني في ابهى صورة و حلة و جعلت من تصفحي للشبكة العنكبوتية رحلة في رحاب هذا الوطن الكبير. لم يكن التلفزيون الأردني او الجزيرة من اعلمني برحيل سمير,بل كانت المواقع الأردنية على الشبكة. وهي نفسها التي دفعتني لأكتب و أوصل صوتي. و اليوم الجأ اليها لتساعدني في البحث عن رئيس.

نعم فأنا كالملايين من الشباب العربي يبحث عن رئيس يخرج من نبض الشارع, يتكلم بلغة مفهومة, لغة بعيدة عن مفردات العصور الوسطى,لغة لا تجعلني اسأل نفسي: هل فسر الرئيس سكوتي بأني من اصحاب الأجندات الخاصة؟ لااريد رئيسا يرجوني ان اصمت لأعيش, بل رئيسا يدعوني للكلام حتى لا أموت, ابحث عن رئيس يحترم عقلي و انسانيتي. لا اريد رئيسا يخفض لي سعر اللحمة و البنزين, بل رئيسا يترجل من سيارته الفارهة ليقود "البسكليت", و يعلمني فوائد "مقلاية البندورة". أبحث عن رئيس يصلي الى جانبي لا رئيسا يفتح لي ملفا لأني أصلي, اريد رئيسا يوفر لي فرصة لأعمل لا رئيسا يتبنى "الواسطة" كمذهب. اريد رئيسا يضعني على "سيبة" اولوياته لا رئيسا يراني كدرجة في سلم. اريد رئيسا يبادلني الثقة, لا رئيسا يفقدني الثقة. اريد رئيسا كمواقع الأنترنت الأردنية, توسع افاقي, تصدقني الخبر, وتخيط لي ميثاق شرف من ذهب. اريد رئيسا احزن لرحيله لا رئيسا يدفعني لكسر الجرار وراءه.

صدقني يا دولة البخيت, بحثي هذا عن ذلك الرئيس بدأ في نظرتي لأبي, تعاملي مع معلمي و استاذي, في اصغائي لمتسلقي المنابر و حتى في شرطي الأمن الذي يقف صيفا و شتاء لأعبر بسلام. فأنا ارى في كلا منهم رئيسا و سلطة. هم يطالبون برئيس لجمهورياتهم و انا ارنوا لرئيس وزراء يأخذ بيدي و يكون قدوتي. سيدي رئيس الوزراء معروف, لا أريد رئيسا "يفحمني" بأجاباته بل رئيسا "تطربني" أسألته, فهل اطلب الكثير؟ و فقك الله لتكون عند حسن ظننا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات