خطة الاحتلال لـتشجير النقب والهدف تهجير الفلسطينيين


جراسا -

بعد أيام من المواجهات والاعتصامات التي تخللها عمليات قمع شنتها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في النقب، أصدرت حكومة الاحتلال قرارا بوقف عمليات التجريف و التشجير بشكل مؤقت في القرى منزوعة الاعتراف بالنقب لحين التوصل إلى اتفاق مع الأهالي.

وتصدرت القرى منزوعة الاعتراف في النقب عناوين الأخبار خلال الأيام الماضية إثر الحملة التي تشنها سلطات الاحتلال الاسرائيلي، والتي تستهدف السيطرة على أراضيها وتحويلها إلى محمية طبيعية لتمنع بذلك التمدد العمراني لهذه القرى ولتحرم المواطنين البدو من مراعيهم في وقت تسمع إسرائيل بإقامة المشاريع الزراعية و الصناعية الضخمة لليهود في تلك المناطق.

وتفجرت الأوضاع في النقب والذي تبلغ مساحته 14 ألف كم مربع بعد قرار ما يسمى دائرة أراضي إسرائيل الشروع بتنفيذ مشروع تشجير أراضي النقب وخاصة في قرية الأطرش و قرية سعوة البدويتين حيث التهمت الجرافات مساحات واسعة من الأراضي بحجة تشجيرها أو تحويلها إلى محمية طبيعية الأمر الذي رفضه السكان الأصليين، ونظموا احتجاجات سلمية واجهتها قوات الاحتلال بقمع غير مسبوق واعتقلت العشرات من المواطنين البدو من بينهم فتيات وأطفال.

ما هي القرى منزوعة الاعتراف في النقب
تضم منطقة النقب قرابة 40 قرية منزوعة الاعتراف من قبل السلطات الإسرائيلية تضم قرابة 40 ألف فلسطيني، وتعتبر القرى العربيّة منزوعة الاعتراف في النقب الأكثر تعرضًا للعنصريّة والتهميش في كافة المجالات الصحية و التعليمية و الاجتماعية، وتفتقر إلى التخطيط والبنى التحتية، ومن أشهر هذه القرى قرية العراقيب التي تعرضت للهدم وتهجير أكثر من 190 مرة منذ عام 2000 وفي الغالب تتكون هذه القرى من بيوت من الخشب والبيوت والصفيح، وتغيب عنها الشوارع المعبدة و الكهرباء و المياه حيث يستخدم الأهالي مولدات الكهرباء و الواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء إضافة إلى نقص واضح في المدارس والعيادات الصحية و المطاردة المستمرة للرعاة ومصادرة أغنامهم.

وتقول المعلمة ميساء منصور في شهادتها لمركز عدالة بحكم عملي في مدرسةٍ في بلدة غير معترفٍ بها، منذ سنواتٍ خمس، فقد كنت شاهدةً على نقص أبسط الحاجات الأساسيّة.

فبناء المدرسة هو عبارة عن بناء متنقّل (كرفان)، ومنذ سنتين فقط جرى تزويد الصفوف بمكيّفات رغم الحر الشديد في الصّيف والبرودة الشّديدة في الشّتاء، وثمّة آلة طباعة واحدة وإنترنت موصول فقط بغرفة الإدارة والسكرتاريّة، وجرى توفير حواسيب لغرفة الحاسوب من خلال متبرعين وميزانيات من برامج ليست تابعة للوزارة.

الساحات في المدرسة ليست معبّدة ولا تملك المدارس ملعبًا ولو صغيرًا لكرة القدم وللرياضة، كما عدد الطّلاب المتسربين من الدراسة عالٍ جدًا.

تشجير أم تهجير
بدأ مشروع تشجير النقب قبل عدة سنوات، وتركز على أطراف النقب شمالا وجنوبا ومؤخرا ضاعف “الصندوق الدائم لـ(إسرائيل) “كاكال” عمليات التشجير في قرى النقب العربية، واخترق ما تبقّى من الأراضي الزراعية في القرى مسلوبة الاعتراف، وقامت عناصره بزراعة الأشجار فيها تحت عنوان محاربة التصحر و هي الصورة التي تحاول سلطات الاحتلال رسمها من خلال الترويج لهذا الموضوع أما أهالي النقب فقد اعتبروا أن عمليات التشجير تهدف للاستيلاء على 40 ألف في المرحلة الاولى التي تصنفها إسرائيل بأراضي غائبين تم تهجير أصحابها إبان النكبة من أنّ عائلات أخرى أو أقرباء لأصحاب الأرض سكنوها وزرعوها حتى اليوم، أما المناطق المستهدفة من هذا المشروع فهي خربة الوطن، والتضحية، وضواحي بلدة تل السبع وشقيب السلام والمناطق الشمالية والجنوبية من مدينة رهط، بالإضافة إلى صواوين وبير المشاش والغراء وأبو تلول وقرية الاطرش حيث رصدت له ميزانيّة تصل إلى 3 مليارات شيكل لتنظيم ما اسموه بالاستيطان البدوي و يعمل صندوق اسرائيل على إغلاق المساحات الزراعية في القرى العربية بالأشجار، لمنع توسع العرب وقتل الطابع الزراعي للحياة .

وكانت صحيفة هآرتس ذكرت في مقال لها العام الماضي، أن “سلطة الأراضي في إسرائيل ستوافق على اقتلاع أشجار تقوم بغرسها بصورة منهجية لإبعاد السكان البدو عن أراض في منطقة النقب، في حال تم اتخاذ قرار بتخصيص هذه الأراضي لغرض تسوية القرى البدوية غير المعترف بها”.

وذكرت أن “الحديث يدور عن مناطق تمتد على عشرات آلاف الدونمات التي قامت السلطات الإسرائيلية بزراعتها، إضافة إلى أراضي تنوي زراعتها قريبا”.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء محليين ومنظمات حقوق إنسان أن زراعة الأشجار التي تقوم بها سلطات الأراضي، تأتي بهدف “إضعاف العلاقة بين البدو وأراضيهم التي لديهم مطالبات بأجزاء منها، وبعضها يستخدمونها للزراعة”، موضحة أن “سكان المنطقة يناضلون ضد المخطط” مشيرة إلى أن إسرائيل تستغل قوتها لتقليص الفضاء الذي يعيش فيه السكان .



حل الائتلاف الحكومي
محافل سياسية إسرائيلية أعربت عن خشيتها في أن تتسبب المواجهات العنيفة التي وقعت في النقب بانفراط عقد الحكومة الإسرائيلية والذهاب نحو انتخابات مبكرة.

فعلى الصعيد الحزبي دعت القائمة العربية المشتركة في الكنيست الاسرائيلي الجماهير العربية إلى التصدي لعمليات التشجير والتهجير في النقب والتواجد الدائم في القرى منزوعة الاعتراف، كما دعت القائمة الموحدة وهي الكتلة العربية الوحيدة التي تدعم الائتلاف الحاكم في إسرائيل الى الوقوف بجانب أبناء شعبهم والانسحاب من الائتلاف الحكومي.

فيما دعا زعيم القائمة العربية الموحدة عضو الكنيست منصور عباس الحكومة الإسرائيلية إلى وقف مشروع “تشجير”مناطق خاصة بالبدو في النقب لصالح الصندوق القومي الإسرائيلي، كما قرر حزب عباس عدم المشاركة في التصويت لصالح الائتلاف في جلسة الكنيست الأمر الذي يهدد بإسقاط قوانين سيطرحها الائتلاف أما رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو فطالب بمواصلة المشروع ووضع اليد على أراضي النقب لصالح “إسرائيل”، متهماً الحكومة الجديدة بالرضوخ لتهديدات فلسطينيي النقب في وقت دعا وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد إلى وقف المشروع في الوقت الحالي واللجوء إلى الحوار مع بدو النقب بهذا الخصوص.

قيادة النقب تصعد
لجنة التوجيه العليا لعرب النقب عقدت اجتماعا موسعا في قرية الأطرش ناقشت استمرار جرائم التجريف والتحريش لأراضي نقع بئر السبع، والاعتداءات الإجرامية والاعتقالات التعسفية التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية حيث طالت 36 معتقلا بينهم ٧ قاصرين وفتاتين وقد تعرض عدد منهم لاعتداءات تم احالتهم للعلاج الطبي.

وقد قررت لجنة التوجية تصعيد الخطوات النضالية ودعت الجماهير النقباوية التواجد في ارض نقع بئر السبع صباح يوم الأربعاء والمشاركة في المظاهرة الجماهيرية الحاشدة وذلك يوم الخميس الموافق 13/1 الساعة 15:00 على مفرق سعوة / الأطرش.

كما قررت لجنة التوجية رفع سقف مطالبها بحيث تجاوزت وقف التحريش الى الاعتراف الفوري بقرى نقع بئر السبع غير المعترف بها وهي: خربة الوطن، الرويس، بير الحمام، بير المشاش والزرنوق والتي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة وكذلك تجميد هدم البيوت العربية في النقب .

من جانبه أكد أسامة العقبي عضو لجنة التوجيه العليا في النقب، أن النقباويين لن يسمحوا للقوات الإسرائيلية بتمرير مخطط اقتلاع أهالي النقب وزراعة الأشجار مكانهم.



اللجنة القطرية للرؤساء تدعم
من جانبها أعربت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في اسرائيل عن دعمها وتأييدها لنضال الجماهير العربية في النقب، في مواجهة مشاريع التهجير والاقتلاع والترحيل.

وقالت اللجنة في بيان حصلت الغد على نسخة منه أنه “في أعقاب تصعيد المُؤسَّسَة الإسرائيلية، وحكومتها، خلال الأسابيع والأيام الأخيرة، من مشاريع ومُخطَّطات قديمة – جديدة ضد أبناء شعبنا في منطقة النقب، والتي تهدِف إلى تهجيرهم وترحيلهم واقتلاعهم من أرضهم ووطنهم، بحججٍ واهية وذرائع مُضلِّلَة، كالتطوير وتحريش الأراضي وغيرها، والتي تستهدف في جوهرها وفي أبعادها المسّ بالوجود العربي الفلسطيني في منطقة النقب، كما تجلّى مُؤخرا في أراضي الأطرش ونقع وغيرها من قرى وأراضي النقب، فإن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد تُؤكد، مرة أُخرى، على رفضها لهذه المشاريع والمخططات والتنديد الشديد بها، وتؤكد أيضا على دعمها وتأْييدها لنضال الجماهير العربية الفلسطينية في النقب في مواجهة هذه السياسات والتحدِّيات الوُجودية، وأن الجماهير العربية ومُؤسساتها وهيئاتها الوطنية الوحدوية التمثيلية والقطرية لن تترك أبناء شعبنا في النقب لوحدهم في هذه المواجهة المصيرية، وتدعو إلى دعم وتعزيز صمودهم وبقائهم وتطورهم في وطنهم، ورفد نضالهم بكل وسائل ومُقوِّمات الصمود والمواجهة والتحدِّي”.

ودعت اللجنة القطرية الجماهير العربية في منطقة النقب، بكل فئاتها ومُؤسّساتها وحركاتها وأحزابها، إلى “تعزيز وترسيخ وتطوير وحدتهم الوطنية والكفاحية، لا سيِّما أنهم الأساس ورأْس الحَرْبَة في مواجهة هذه التحدِّيات الوجودية، التي لا تستثني أحدا”.

وطالبت اللجنة الحكومة الإسرائيلية “إيقاف مشاريعها ومخططاتها وعُدوانها على الجماهير العربية وأراضيها وبيوتها وإنسانها في النقب”، وأكدت أن “الحكومة الإسرائيلية تتحمَّل كامل مسؤولية وتبِعات هذا التصعيد الخطير”.

مواقف الفصائل الفلسطينية
أيدت الفصائل الفلسطينية المختلفة نضال فلسطيني النقب وعبرت عن رفضها لعمليات التهجير التي تمارسها سلطات الاحتلال، وقال منير الجاغوب مدير دائرة الإعلام في مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة فتح أن الاعتداءات الإسرائيلية في النقب تستهدف الوجود الفلسطيني داعيا الشعب الفلسطيني للوحدة لصد جرائم الاحتلال في كل مكان.

بدورها أكدت حركة الجهاد الاسلامي على لسان الناطق باسمها طارق عزالدين أن ما يجري في النقب هو سلسلة متكاملة من إجراءات الاحتلال لتهجير أهلنا هناك والاستيلاء على أراضيهم، وشعبنا وفصائله يجب عليها تصعيد المقاومة بأشكالها والالتفاف حول قضية النقب وعدم تركه للاحتلال ليستفرد به.

في حين أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن ما يجري في النقب يأتي في سياق اشتباك الوجود الفلسطيني مع الاحتلال، كما وجهت لأهالي النقب مؤكدة على وقوفها معهم كما دعتهم للتشبث بأرضهم حتى كنس الاحتلال.

وقال الناطق باسم حركة حماس، عبداللطيف القانوع لن نترك أهلنا في النقب وحدهم، وعلى شعبنا الالتحام مع كل منطقة تتعرض لجرائم الاحتلال”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات