ترددت كثيراً قبل ان احمل قلمي لأكتب هذه الكلمات ودار بخلدي قضايا كثيرة مطلبية مهنية ووطنية وقومية مروراً بما يجري على كل الساحات العربية، ولماذا أكتب لرئيس حكومتنا وهناك مطالب متتالية برحيل حكومته ولكن بعد هدوء طويل وتفكير عميق لم استطع مقاومة قلمي فأمسكت به ووجدت ان اخاطب دولة الرئيس في جملة من القضايا الهامة خاصة انني اقف مع المحافظة على هيبة المؤسسات الوطنية وفي نفس الوقت محاسبتها في حال التقصير وهي:
1- لماذا أعلنت يا دولة الرئيس موافقتك على علاوة التقاعد للأطباء في نهاية أيلول 2010 ولم تحرك بعدها شيئاً فهل الأمر يحتاج الى كل هذا الوقت، ان عدم اقرارها كما أعلنتها في مستشفى الأمير حمزة يفقد الحكومة مصداقيتها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بل يجعل حديث رؤساء الحكومات مجرد تسلية وتقطيع وقت والجواب عندكم فهل من جواب.
2- لقد زرت يا دولة الرئيس مستشفى البشير صباحاً ويرافقكم الزميل الفاضل وزير صحتنا د.محمود الشياب ولم تكلفوا خاطركم لقاء اطباء البشير والعاملين فيه حتى ولا رؤساء الأقسام لتسمعوا الحقيقة الغائبة عنكم او التي يحجبها اصحاب الأجندة، وأقول لدولتكم لم يعد البروتوكول يجدي والزيارات الميدانية واللقاء مع الناس هو المجدي فالأساليب التقليدية البروتوكولية شاخت وهرمت ونحن بحاجة لآليات جديدة.
3- حاولت يا دولة الرئيس ان افهم مبدأ الترشيحات لامين عام المجلس الطبي والأسس التي يقرر بها المجلس التنسيب لمجلس الوزراء لتعيين الأمين العام فوجدت غياب الأسس ومن ليس له أحد من الجالسين على الطاولة فسوف لا يناقش حتى لو كان عبقري زمانه ولماذا البحث عن امناء عامين خارج اطباء وزارة الصحة (الأربعة آلاف طبيب) وأقول للزميل الوزير الذي نحترمه وبكل معنى الكلمة لماذا يرشح البعض وهم لا يزالوا اغراراً مقارنة بالآخرين فالمجلس الطبي يحتاج الى خبرات واسعة وكفاءات عالية لتسير أموره وايصاله الى مستوى نبحث عنه جميعاً، مع احترامي لجيل الشباب وحقه في التنافس الموضوعي ولكن لقد رأينا أين وصلت الأمور مع وزراء الديجيتل.
4- هناك يا دولة الرئيس حديث في الأروقة أنكم ترغبون أو بعض أعضاء حكومتكم بالغاء المجلس الصحي العالي فهل الذين أعدوا قانونه ثم منحوه هذا الدور كان فهمهم قاصر أم ماذا يجري، أو الهوى هو سيد الموقف.
5- موضوع النظام الخاص لأطباء وزارة الصحة أصبح اسطوانة يرددها الأطباء ومنذ اكثر من عقدين وهناك وعد هاشمي قطعه المرحوم الأمير زيد بن شاكر لتنفيذ هذا الوعد ونحن ننتظر منذ ذلك الحين فهل نستمر في الانتظار ام ان الشمس قد اشرقت والنظام الخاص لأطباء القطاع العام قادم قادم قادم.

6- حملة الشهادات يأنون ويصرخون ويشرحون اوضاعهم ولكن يماطلون ويعرب كل وزير صحة يأتي عن قناعته بعدالة القضية ثم يذهب وتبقى القضية وأتمنى أن تحل هذه القضية حلاً قانونياً يعطي الزملاء حقهم وينصفهم خاصة انهم اصبحوا على ابواب الستين وبعضهم تجاوزها فما العمل.
7- هيئة تنظيم قطاع التأمين عاجزة وقاصرة عن أداء رسالتها ويعتقد الناس انها أسيرة لبعض شركات التأمين فهل من حل يعيد الأمور الى نصابها وتطبيق لوائح أجور الأطباء نصاً وروحاً ويمنع التغول عليهم، فمطلوب من نقابة الأطباء ان تعاقب من يخالف الأجور ويتجاوز عليها ولكن هل نسكت على ظلم الأطباء.
8- تشريعات نقابة الأطباء المرسلة للتعديل تحتاج الى وقفة جادة فنقابة الأطباء ارسلت مشروع لتعديل قانون النقابة عام 1998 ولا زال التعديل الذي اصبح بحاجة الى تعديل يقبع في الادراج وأي ادراج لا نعلم هل في ادراج الرئاسة امام وزارة الصحة ام ديوان التشريع ونحن لا نؤمن بالفتح بالمندل لنستدل على مكان وجودها فهل ترى النور قريباً.
9- نظام اللجان الطبية لعام 1977 يحتاج الى تعديل يا دولة الرئيس وخاطبنا كل من له علاقة ولم نرى حراكاً يذكر لقد خاطبنا وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية ورئيس مجلس الاعيان ورئيس مجلس النواب، لكن لا حياة لمن تنادي.
10- لقد طلبنا في الهيئة الادارية لجمعية الثلاسيميا والهيموفيليا الأردنية لقاء وزيرة التنمية منذ ستة شهور ولكن لا حياة لمن تنادي فهل الوزراء يترفعون عن لقاء الشعب ومؤسساته أما آن لبعض الوزراء ان ينزلوا من برجهم العاجي قبل ان يرحلوا ويكسبوا غضب الله ورسوله والناس أجمعين ولن اطلب من معاليها اللقاء بعد اليوم وتحت اي ظرف او مسمى بل اقول لدولتكم لماذا لا تحاسبون الوزراء ولا تقيلون من لا يعرف هموم الناس.
11- الأسعار وما أدراك ما الأسعار ومن المسؤول يا دولة رئيس الوزراء سوى الحكومة وأنتم على رأسها، نعرف الوضع المالي والبنك الدولي وكل المسلسلات ولكن هناك اجراءات حقيقية لم يقم بها احد حتى الآن فلماذا لا تتخذ.
12- قضايا كثيرة ينتظرها الموظف في وزارة الصحة مثل صندوق ادخار وصندوق اسكان وغيرها.
13- استثناءات الجامعات جعلت من القاعدة استثناءً ومن الاستثناء قاعدة في قبول الطلبة مما أدى الى احقاد بين الطلبة ومن المتضرر غير الوطن فغياب العدالة يعني الكراهية والحسد.
قضايا كثيرة يا دولة الرئيس لست مسؤولاً عنها اليوم لوحدك بل المسؤولية تقع على عاتق الحكومات المتعاقبة حتى وصلت اليك ولكنها وصلت والشعب يشعر بالاحباط والملل والحاجة فهل تستجيبون لنبض الشارع ام انكم تنظرون كتاب جلالة الملك بتوجيه الشكر لكم لتصبحوا كالحكومات السابقة لا نذكرها الا ونشعر بالألم، ليس لي اجندة خاصة، واقول انني جندي يقاتل عن كل ذرة رمل وتراب في هذا الوطن ان لزم الأمر، وأعشق عمان كما القدس وأعشق ان اكون ممن يقولون الحقيقة كما هي فلا خير فينا ان لم نقلها ولا خير فيكم ان لم تسمعوها.
والله من وراء القصد.