ان كان ثمن بناء القصر مصدره مال حلال, فحلال على بائع القصر ماله وجهده, وإذا كان مصدره صفقات نتيجة استغلال وظيفة عامة فهو حرام, ولن نقول "حلال على الشاطر", كما يقول المثل الشعبي. ولكن سنقول, قولا واحدا "نار وسعار, ومحل ما يسري يهري" مع صرف كل دينار على حساب شقاء الأردنيين.

أبارك لمن اشترى القصر بالمبلغ ذاته, 12 مليون دينار أو دولار السعر المقبوص, كما قيل, قل أو كثر. الفرق عند القارئ و السامع ولأكثر من 99.999% من المواطنين في بلدنا سواء ! برغم الحسرة ورغم العجب لمن أمضى عمره في العمل جاهدا في توفير قوت عياله, يؤويه بيت مستأجر بسيط, ولا يملك حطب منقل, ولا ثمن كاز لمدفئة في بيت متواضع, يأوي إليه منهك تعب, في مساء يوم بارد طويل. فعندما يصبح أثمان بيع بعض البيوت مبالغ مليونية من الدنانير, فالنصيحة أن نتعامل معها كما الأرقام الفلكية في أبعاد النجوم بالأفاق, التي يتم حسابها بالسنوات الضوئية. فلا تبالي أيها السائل, فبائع القصر "البهلوان", صاحب معالي, وزير سابق, وكان أكثر من ذلك ! وهو وزعيم للديجيتاليين في غير حكومة, منها حكومة بروفيسور Professor . وصف نفسه ذات ليلة حيث قال, بأنه متميز جدا وكبير على بلد مثل الأردن, لا بل كبير على الإقليم برمته, وقال كذلك بأنه طاقة غير مكررة, تعرفه كل منتديات الأرض في دافوس وغير دافوس. تضيق به عاصمتنا عمان لأنها عاصمة شعب محافظ ومدينة صغيرة, ولا تتسع له إلا لندن, عاصمة الروليت والضباب ! باع قصره ليرحل إلى مكان بعيد, عله يجد المكان الواسع لمخططاته, فكان الله في حفظه وغيره من المليونيرات الأردنيين في حلهم ورحالهم.

وهنا, لدي سؤال برئ كمواطن وهو, كم استهلك القصر ويستهلك من الماء, وكم يستهلك من الكهرباء ومن العمالة الوافدة ! فالأمر لا يهم غيري كثير, ولكنه فضول مواطن, أجهد نفسه بالمعادلات والحسابات البسيطة, برغم علمه بأن دأبه غير محسوب فكل شيء مرصود بعناية, كيف لا, انه تاج محل الأردن, بدون عشاق ! والقصر مباع لكونه متاع أو متعة لمن رآه, وسر من رأى المدخل والرواق والأشجار "والباربكيو" وقناديل الكريستال وكذلك الحدائق الغناء. فهل يتسنى لي ولغيري المقاربة بين ما يرصد لقرية منسية في الشمال أو الجنوب من ماء..., مع ما يستهلكه القصر المهيب. اللهم لا حسد ولا غيبة ولا شغب, ولكنه خبر قيل عنه وكتب فيه, أن ثروة من باع القصر تتجاوز 400 مليون دينار أو دولار, على ذمة من روى, وهو معالي شاعر الناس, والقصر والبلاط الذي نعرفه أجمعين !