اين العلم الوطني يا معارضة ؟


اذا هي مسيرة احزاب وليس مسيرة شارع اردني موحد ، هذا ما خرج به الانطباع العام عما حدث يوم الجمعة الماضي ، فكل الحديث عن اتفاق موحد على أن يتم رفع العلم الوطني ذهب ادراج الرياح ، وكانت المعارضة واحزابها غير قادرة على الخروج من إطار أعلامها ، ماذا سيقول الشارع الاردني الذي خرج يوم الجمعة التي سبقت هذه الجمعة وهو يحمل العلم الوطني ورغيف الخبز ؟ ، اين ذهب كلامكم الذي سبق يوم الغضب الشعبي ؟ ، والمتابع لتغطية الفضائيات الاخبارية العربية والدولية لمظاهرات يوم الجمعة يجد أن الصورة التي كانت تطغى هي صورة الاعلام الحزبية المختلفة الالوان سواء الاخضر أو الاحمر بدرجاته ، اذا على ماذا تتفق المعارضة والاحزاب الاردنية وعلى ماذا تختلف ؟ ، ولماذا استطاع الشارع الاردني أن يخرج بكل عفوية في الجمعة السابقة لجمعة الاحزاب ؟ ، في حوار سابق مع احد ضيوف برنامجي وكان الحديث حول نقطة واحدة وهي ، لماذا لايوجد عندنا في الاردن مفهوم ( وطني ) نطلقه على طرف أخر غير الحكومة ومن يواليها والمعارضة ومن يواليها ، ولماذا نحن دائما نتخبط ما بين مفهومي المعارضة والموالاة ؟،هل من الصعب أن يكون عندنا مواطن يعلن أنه وطني ويكون خارج موالات الحكومة وبعيدا عن خصوصية العمل الحزبي ، والمتابع لما حدث يومي الجمعة السابقين لوجد أن المواطن الذي يمكن أن نطلق عليه مفهوم ( وطني ) هو المواطن الذي خرج بكل عفوية يوم الجمعة السابقة لخروج احزاب المعارضة ، وهي جمعة الشارع الاردني وليس جمعة الاحزاب ، وهنا لن أطلق عليها أحزاب اردنية لأنني أومن انها لاتملك من مفهوم المواطنة سوى رخصة ممارستها للعمل الحزبي الصادرة عن وزارة الداخلية والخمسون الف دينار المخصصة لها سنويا ، وقد يكون كلامي قاسيا هنا على الاحزاب ولكنه بنفس قسوة كلامي عن الحكومة ومن والاها ، لأن الموالين للحكومة يملكون من الادوات الشيء الكثير للدفاع عن أنفسهم ، وهنا يحضرني كلمة للشيخ حمزة منصور قالها في لقائه مع معالي ايمن الصفدي وهي ( ان رجال الحكومة يتحدثون من تحت عباءة الملك ) ، ولذلك هم يسيرون على قاعدة أن من ليس معهم فهم ليس مع الملك ، ونحن نقول دائما وابدا أن جلالة الملك بعيدا جدا عن مثل هذه المصطلحات لأنه الوحيد الذي يقول أنه وطني بكل جراءة وشفافية بعيدا عن محسوبية الاحزاب ومحسوبية المصلحة الوظيفية للجهاز الحكومي ، وسؤالنا لطرفي المعادلة ( المعارضة والموالاة ) ، وهو لماذا لايوجد مفهوم ( وطني ) نتفق عليه وعلم وطني نرفعه دائما ويكون ملازما لنا في كل مواقفنا بعيدا عن الشخصنة الحزبية أو الوظيفية ، ويكون صالح الوطن هو المقياس لكل ما يصدر عنا ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات