أبكيك يا وطني أم أنت تُبكيني .. !!؟؟



في وطني خصخصوا كل شيء .. وباعوا كل شيء ..
إغتالوا الثقافة والصحافة وحتى العزف على الربابة ...
اغتالوا السهول والوديان وحتى ابتسامة الغلمان ...
في وطني ينهك المساكين من أجل علبة سردين ...
وينام الجوعى وهم يحلمون بالرغيف الاخير .....
كل الباعة في وطني مستهدفون إلا باعة الاوطان فهم بالامن والترف ينعمون ...
تستقيم أمورنا عندما لا تتعامل الحكومات مع الشعب على انه مسرحية لان المشاهدين ماتوا ولا زال عرضها مستمر .
عندما تسال اليوم أي مواطن بسيط عن الاوضاع التي تعيشها البلد يقول لك (الاوضاع مثل الزفت) أو (ماكله روح الخل) ويبدأ يشتم الحكومات التي جوعت الشعب ، ونقول لاصحاب الدراسات والاقلام البراقة انظروا الى منصات التواصل الاجتماعي وشاهدوا ما يكتبه الناس منذ عشرات السنين عن أداء الحكومات الاردنية ، والناس يقولون هناك ( ثار) بين الحكومات والشعب لان الحكومة التي تأتي برنامجها وخطتها الوحيدة ( سلخ جلد المواطن عن عظمه) .
أيها الكتاب .. أتقوا الله في أقلامكم وخطاباتكم ( اوضاع الناس لا تسر عدو ولا صديق) ولو فتحت الدولة الهجرة للشباب اجزم صادقا لن يظل في البلد الا تجار النكبات والنكسات والازمات ، والذين تعاقبوا على كراسي الدوار الرابع والحيتان والقطط السمان والمتنفذين والذين اكلوا خير البلاد والعباد والذين ينظرون الى الوطن مجرد ( شنطة سامسونيات) وتذكرة سفر .


ولكن يبقى دائما هناك سؤال وهناك أيضا اجابة... ولكن الإجابة تبقى غير واضحة المعالم طالما كان السؤال لا يدركه العقل البشري ولا يستوعبه... ولكن يبقى السؤال الأهم: متى تستقيم الأمور فيك يا وطني ..؟

عندما نعي معنى الدولة التي بناها المخلصين الانقياء.... وتغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والوساطة... ويتم معاملة أبناء الذوات والمعالي بابناء الحراثين والمسخمين , ويتم رصف الطرق بعد انهاء مشروع الصرف الصحي وليس قبله... ونهتم بنظافة كل الطرق وليست فقط الطرق الخاصة بالمسؤولين... ونهتم بالجوهر والمضمون مثلما نهتم بالمظاهر... ونحقق انجازات حقيقية على الواقع وليس في الأغاني والاحتفالات ... وتعطل احدى لمبات الإنارة في الطريق ويكون رد الفعل سريعا في اصلاحها...... وتنتهي سياسة الترقيع وسد العيوب في اصلاح الأشياء... ونستطيع أن نختار من يتحدث ومن يقرأ ومن يرد ومن يسمع ومن يكمل الصورة... عندما يبدي كل منا اعتراضه بأسلوب حضاري... وينتهي الفساد والبلطجة... وتتجمل وتتزين... الطرقات وأعمدة الإنارة وواجهات المنازل... ونقضي على ظاهرة أطفال الشوارع... ويكون الكل واحداً... ويقوم كل منا بدوره خير قيام... وننصت ونعي ونفهم لما يقوله الآخرون... ويكون هناك صندوق زجاجي أثناء الانتخابات بشرط ألا ينكسر... ويصبح سلوكنا سلوكا عالميا في كل الأشياء... ويكون للوقت قيمة... ويكون هناك هدف نؤمن به ونسعى الى تحقيقه... ويطبق القانون على الكل سواء... ونتوقف عن استخدام أسلوب الخياط «القص والرتق والترقيع» في سن القوانين... وتصل الباصات في مواعيدها... ولا يتم استغلال الفرص وتصبح الحياة كلها سوق سوداء... ويعترف المسؤول بأخطائه... وتتم مناقشة المشاكل بصورة ايجابية... ولا نتصيد الأخطاء لبعضنا البعض بل نعالجها بطريقة صحية... ولا نتصدى لحل المشكلات بمسؤولين محترفين في المراوغة والفصاحة بل في الإيجابية في حلها... ونقف جميعا الى جانب الموهبة الحقيقية ونساندها... وندعم من يستحق في كل المجالات... ونتصدى للعشوائيات الموجودة في (الطرق، المستشفيات، المدارس، الضمائر، تطبيق القانون... ويحترم كل منا عمله ولا يستغل طبيعة عمله في أموره الحياتية (شرطة، اعلام، صحافة)... عندما يكون هناك ايجابية في شغل أوقات فراغ الشباب وتوجيههم ولو في الاعمال التطوعية... ويتم طرح المشكلات وحلها بدون محاذير أو خوف... ولا يكون هناك سقف للحريات الإيجابية في سلوكها وآرائها وطرحها... ونكرم من يعطي ونقدره ونجله فهذا مدعاة الى أن يجتهد الجيل الثاني ويدرك أن هناك قدوة يستطيع بالمثابرة والعمل أن يصل الى ما وصل اليه... ويكون هناك قدوة في كل المجالات (الحضانة، المدرسة، الجامعة، الأسرة، النادي)... ويقدم كل منا عمله ويكون ضميره هو الرقيب الأول عليه... ويكون احترام الانسان شيء مقدس لإنسانيته وليس لوضعه ومكانته...

عندما تنتهي البيروقراطية في التعامل... وينتهي استغلال المناصب والنفوذ... ويكون المجتهد على رأس العمل وليست المحسوبية... ويسير التعليم للأمام وليس للوراء... وتنتهي الرشوة في التعاملات... وحتى تتم هذه الامور المرجوه .. لك الله يا وطني ، والطامة الكبرى عندما يتحول الوطن من مكان مقدس بالنصوص, ومكدس باللصوص ، نعم يا سادة الكل يبكي على الوطن ولا أحد يزرع في رصيفه وردة ..!!!



تعليقات القراء

لك الله يا مواطن
أقسم بالله لو يتم فتح باب الهجره كما ذكرت في مقالك فلن تجد مواطن أردني على أرض الوطن
10-11-2021 06:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات