جراسا -

ذكر بيان للمدعى العام في مدينة ميلانو الإيطالية أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني يخضع في الوقت الراهن لتحقيقات حول الاشتباه في تورّطه في فضيحة جنسية مع فتاة مغربية قاصر، 17 عامًا، وقيامه باستخدام نفوذه وسلطاته كرئيس للوزراء وممارسة ضغوطه على الشرطة الإيطالية بغرض التأثير عليها، للتغاضي عن علاقته مع الفتاة التي تُمارس الدعارة. وقد تصل عقوبة التهمتين معا إلى 15 سنة سجن.
وجاء في بيان المدّعى العام أن بيرلسكوني، الذي لم يُصدر بحقه بعد أي اتهام رسمي، قد تلقّى دعوة رسمية للحضور واستجوابه فيما نسب إليه. وذكر مكتب المدّعي العام أن السلطات القضائية الإيطالية قد أصدرت قرارها الرسمي في 21 كانون الأول/ديسمبر الماضي، باعتبار بيرلسكوني شخصًا مشتبهًا فيه، إلا أن هذا النبأ لم يظهر إلا أمس على موقع جريدة كوريير ديلا سيرا الإيطالية اليومية.
ووصف فريق المحامين الذين عيّنهم بيرلسكوني للدفاع عنه، التحقيقات الراهنة أنها "سخيفة ولا سند لها من القانون" وأن الشخصيات الأساسيية في القضية سبق وأن نفت تلك الإدعاءات كما وصف المحامون هذا الاستجواب بأنه تدخل خطير للغاية في حياة رئيس الوزراء الشخصية.
والمعروف أن التحقيقات التي يخضع لها رئيس الوزراء الإيطالي تتعلق بالفتاة المغربية كريمة المحروق التي في الوسط الفني اسم "روبي فاتنة الرجال" أو "محطمة قلوب الرجال"، والتي كان يبلغ عمرها آنذاك 17 عامًا، وكانت تلك الفتاة قد قالت في التحقيقات التي أُجريت معها العام الماضي إنها سبق وأن حضرت حفلات عدة في الفيلا الخاصة برئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني قرب مدينة ميلانو، وذكرت تقارير صحافية أنها قالت إن إحدى هذه الحفلات كانت قد اختتمت بلعبة جماعية مثيرة للشهوة الجنسية معروفة باسم "بونغا بونغا".
وكانت القضية قد ظهرت في الصحف الإيطالية عند إلقاء القبض على كريمة المحروق خلال شهر أيار/مايو الماضي بتهمة السرقة، وهروبها من أحد بيوت رعاية الأحداث، وبدلاً من إعادتها إلى بيت الرعاية، تمّ تسليمها إلى نيكول مينيتي، وهي صديقة حميمة لرئيس الوزراء الإيطالي. ومينيتي وهي من إصول بريطانية بدأت حياتها كفتاة استعراض ثم أصبحت فيما بعد اختصاصية في صحة أسنان بيرلسكوني، وسرعان ما تحوّلت إلى نائبة في البرلمان عن حزب الشعب الحرّ. وذكرت صحيفة كوريير أن الشرطة اقتحمت مكتبها في ميلان صباح أمس. وهي تخضع الآن للتحقيق بتهم تتعلق بالتواطؤ والمشاركة في أعمال دعارة، كما يخضع للتحقيق كذلك بنفس التهم اثنتان أخريان من المقرّبات لبرلسكوني، وهما مذيعة في قنواته التلفزيونية وأخرى تعمل في مجال كشف المواهب. وذكرت صحيفة كوريير بأن الشرطة كانت قد حاولت تفتيش مكتب آخر لأحد المقرّبين من بيرلسكوني لكنها سرعان ما تراجعت بحجة أنه مكتب يتمتع بالحصانة البرلمانية.
المعروف أن السن المسموح فيه بممارسة الجنس عن قبول ورضا، طبقا للقانون الإيطالي هو 14 سنة، ولكن ممارسة الجنس مع مومس تحت سن 18 سنة مقابل المال يُعتبر جريمة تصل عقوبتها إلى ثلاث سنوات سجن. أما عقوبة استغلال النفوذ والسلطة فهي السجن لمدة تصل إلى 12 عامًا.
ولم يصدر أي تعليق مباشر عن برلسكوني الذي أمضى بعضًا من وقته صباح أمس في التشاور مع محاميه، ولكن وزيرة التعليم الإيطالية مارياستيلا جيلميني قالت إن رئيس الوزراء الإيطالي يتعرّض لاضهاد من قبل بعض الجهات القضائية.