في ذكرى مولد نبي الهدى



يحتفل المسلمون في كل عام بمناسبة عظيمة وعزيزة على قلوبهم ليس باعتباره عيدًا بل فرحة بولادة نبيهم رسول الله محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام ففي مثل هذا الشهر المبارك قبل أكثر من 1400 سنة في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل الذي نجى الله تعالى بيته الحرام من شر أبرهة وجيشه بمعجزة الطيور الأبابيل التي مزقت فرق المعتدين وغيرها من المعجزات والبراهين الحية التي ايدت الله بها نبيه وجاءت مصدقة على بعثه رسولا للناس كافة يدعوهم إلى الدين الأكمل والشرع الأتم الذي فبه ختمت الرسالات والديانات السماوية

ولد فخر المرسلين بمكة المكرمة فاستنار الكون بنور طلعته الميمونة صلى الله عليه وسلم وأشرقت الأرض بهذا النور الوهاج حتى انقشعت الظلمات المتراكمة على هذا العالم التي كانت متوارثة من قرون الهمجية المتوغلة في التخلف والجهل والطائفية الكفر والوثنية والشرك وقد كانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم بمكة فرحة عارمة لكل بنو هاشم

مولد النبوي الشريف فخر الوجود وإحدى المناسبات العظيمة الفارقة في تاريخ البشرية جمعاء لها قدسية كبيرة لا مثيل لها وهو ميلاد للخير والحق ولد فيه سيد البشرية جمعاء النبي الهادي للأمة الذي جاء برسالة الإسلام السمحة بعد ظلمة متراكمة وزيغ متواصل وضلال ليس فوقه ضلال حتى تبدلت الأرض غير الأرض بنور هدايته صلى الله عليه وسلم كسيد الخلق وأعظم شخصيات التاريخ وخاتم الأنبياء وأشرف المرسلين خير البرية الذي بعثه الله تعالى رحمةً للعالمين

لقد كانت ولادته الشريفة مشعل للهداية والنور للعالم بأسره حيث جاء عليه الصلاة والسلام ليرسم للبشر طريق الفلاح والنجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة ولم يكن تأثير النبي الكريم مقتصرًا على الزمان الذي بعث فيه فقط وقد كانت أخلاقه الحميدة وسيرته القويمة السبب المباشر فب محبة النا له ودخول الكثير من الصحابة في الإسلام حين صدقوه وآمنوا بدعوته والتفوا حوله يساندونه في الحق والتغلب على المشاق والصعوبات في سبيل نشر رسالة الإسلام

ولهذا اعتبر مولد النبي سيد ولد آدم وخاتم الأنبياء وأشرف المرسلين إيذاناً ببدء عهدٍ جديد وتمهيداً لنزول الرسالة السماوية الخالدة إلى كافة الناس وهي رسالة الإسلام حيث ختم الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل جميعاً بنبيه محمد وبرسالة الإسلام التي جاءت بالدعوة الخالدة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وعدم الشرك به
مولد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مقَدِم الشفاعة مانح الرحمة عظيم العطاء كريم الطبع بشوش الوجه ذو القلب الرؤوف والحكم المنصف العدل السمح نبينا ورسولنا الأمين الكريم الرحمة المهداة لجميع البرايا

مناسبة وفرصة ليزداد تمسك الناس بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإكثار من الصلاة عليه وأن يسعى كلّ مسلم إلى السير على نهج النبوة كما على كل أب مسلم في هذا الزمان العصيب أن يعلم أطفاله سيرة رسول الله وأخلاقه وأن يروي لهم سجاياه ومكارمه العظيمة منذ بداية ظهور ملامح الإسلام الأولى وحتى قامت الحضارة الإسلاميّة في جميع أنحاء الأرض وكيف اخرجت العباد من متاهات الكفر والضلالة بالوصول إلى الطريق القويم الصحيح كما حاربت الطبقية والعبودية وأرست قواعد الحرية وقبول الآخر المختلف معه ودعت البشرية إلى العيش المشترك على مبادئ العدل والتكافؤ والاحترام ليحل العدل وتسمو الأنفس ويعم الخير وينتهي الظلم والشر بين الخلائق

إذاً فإن المولد النبوي الشريف مولداً للبشرية جمعاء، إذ أن فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وسعت كل شيءٍ وشمائله اللانهائية التي علمتنا كل خلقٍ فله علينا كل الفضل بكوننا مسلمين آمنين

سيظل يوم المولد النبوي الشريف عهدا شاهداً على أعظم ذكرى في تاريخ الأمة الإسلامية وهو يمنحنا العبر والدروس ويحيي فينا الشوق لنبينا العظيم وحبيبنا الكريم فيه تنعم نفوس المسلمين بالأيمان والطاعة والعبادة والذكر والصلاة على صاحب الذكرى العطرة والعمل بسنته والاقتداء بهديه القويم وبما يرقع درجة العبد ويوجب شفاعة النبي يوم القيامة وأثناء المرور على الصراط فصلوات ربي عليك يا حبيبي يا رسول الله

وفِي هذه المناسبة العظيمة الغالية على قلوبنا جميعاً فإنه يطيب لنا أن نتوجه الى عموم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها والى الاردنيين والمسلمين والعرب في اردننا الغالي على وجه الخصوص بأصدق التهاني وأجمل التبريكات راجين الله العلي القدير أن يتولاهم برحمته وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يعيد إليهم لحمتهم ووحدتهم

كما ونرجو الله تعالى أن يعيد هذه الذكرى الغالية علينا جميعا وعلى البشرية جمعاء بكل خير واستقرار وسلام وأن يصلح حال الأمة الإسلامية والعربية وأن يمنّ علينا وعلى مجتمعنا بالأمن والسلام والهداية وخير ختام لهذه الذكرى المباركة ان الحمد لله الذي من على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم يتلو آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وذلك من نعمه العظمى التي تستوجب أن شكره عليها ما حيينا وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وكل عامٍ وأنتم وكل عام وأنتم بألف ألف خير
mahdimubarak@gmail.com

.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات