الملك في الرصيفة .. يمسح المعاناة .. وينتصر للشباب!!


واخيرا يضع الملك يده على الوجع في الرصيفة التي يزيد عدد سكانها عن (700) الف نسمة وقد اهملت بما يكفي من كثير من الخدمات والمرافق حتى اصبحت مضرب المثل، واعتقد ان نوابها في السنوات العشر الماضية يتحملون جزء من هذا حين انصرفوا للشعارات على حساب خدمة المواطن مباشرة ...
كانت الرصيفة التي عشت فيها شبابي في الستينات أجمل الاماكن الاردنية واكثرها ماء وخضرة فقد كانت بساتينها المترامية على السيل القادم من عمان ليقسمها مضرب المثل في انتاج المشمش واشهر انواع الفاكهة والخضراوات وكان يحلو للامير المؤسس عبد الله بن الحسين أن يقصدها للاستجمام وان يلتقي الوجهاء والشعراء والزوار فيها وقد تبارى كثير منهم في وصفها وما تتمتع به .... ثم جاءت مرحلة التعدين عن الفوسفات فعرفت بقدرتها على استقطاب العمال واشتهرت مناجمها التي كانت مبكرة قبل الوصول الى الفوسفات في الجنوب ولكن ذلك المجد أورثها مشاكل كثيرة من التلوث الذي اصاب هوائها وماءها وقضى على بساتينها التي ماتت من الماء الملوث بالمصانع والخميرة مما اضطر الحكومة في الثمانينات الى حرقها واقتلاع انتاجها وحظره وراحت مدينة العمال تكبر وتصبح شاحبة وقد زادتها نكسة عام 1967 ازدحاما حين تجمع فيها الالاف الذين حطوا في مخيم حطين وفي الرصيفة نفسها حتى توسعت الى ما بلغه اليوم ...
اذكر هدوءها في الستينات ورؤساء بلدتها من الشراكسة حيث كانت الرصيفة احدى محطات نزولهم لما فيها من ماء الى جانب الازرق ووادي السير والسخنه في الزرقاء واذكرر اننا طالبنا رئيس المجلس القروي فيها الراحل "عز الدين شعيب" رحمه الله وقد كنا طلابا بفتح مكتبة عامة حين كان مأمولا ان يتحول المجلس القروي الى بلدية فطالبنا باحضار الكتب وجمعها، حتى تخصيص لنا غرفة ...
لم تتطور الرصيفة كثيرا ولم تنل حقها من العناية والرعاية واعتبرت حلقة وصل بين عمان العاصمة والزرقاء كمحافظة وقد اتبعت بها كمتصرفية ومازالت رغم ان عددها يصل الى ثلاثة ارباع المليون ...
اخيرا جاء للرصيفة من ينصفها فقد ادركها جلالة الملك وتفقد نبضها وحرارتها وضغطها وهي التي احبته واخلصت له وهتفت باسمه في احيائها وملاعبها المهملة التي اشتقها المواطنون بين بقايا تلال الفوسفات التي تجمدت وتحولت الى جبال مازالت بقايا التعدين ماثلة تلوث المكان وما زالت مقبرتها تختلط بأنفاق الفوسفات ومغاوره...ما زالت الرصيفة بحاجة إلى الكثير لخدمتها فقد غاب اسمها عن السنة ممثليها ولكنها لم تغب عن عقل ووجدان القائد الذي لا يفرق بين أولاده..
الرصيفة اليوم تحت المجهر وقد دهنت في شوارعها الأطاريف بعد أكثر من ثلاثين سنة إذ دهنت حين احتفلت المملكة بعيد اليوبيل عام 1977..
الرصيفة التي حط فيها الركاب الملكي أمس استقبلته بالمحبة والأمل وهتفت بإسم القائد الذي لا ينسى جزء من أرض الوطن..وها هو يراها ويأمر لها أن تنهض لتكون بسوية كل المواقع خاصة وأنها في قلب الأردن وإلى شمال العاصمة في الرصيفة نسبة كبيرة من الشباب الذين يتطلعون لمزيد من الملاعب والأندية والمكتبات ومراكز الشباب ويتطلع مواطنوها إلى توسعة مستشفاها الوحيد مستشفى الأمير فيصل وتزويده بوحدات علاجية حديثة حيث أمر الملك فوراً لها بوحدات علاج للكلى بثماني أسرة..
أما جسرها الواصل بين جنوبها التاريخي وشمالها الجديد فقد تآكل كثيراً ولم يعد يصلح لعبور السيارات عليه ولذا جاء التوجيه الملكي للحكومة أن يتجدد فوراً وأن يليق بالمكان وموقعه وبالحمولة العالية التي من المقرر أن تعبره..
مدارس الرصيفة مكتظة وهي ممن حملت نظام الفترتين لسنوات طوال وافتقرت إلى الساحات والملاعب والمرافق الأساسية والمختبرات ولذا لم تتجاوزها عيون الملك حين أمر لها بمدارس اضافية وغرف صفية في العديد من مدارسها داعياً فيها وهو يتحدث إلى نوابها ومستشاريها ووجهائها إلى الإهتمام بالشباب وضرورة إبعادهم عن الفراغ ومخاطره من بطالة ومخدرات وجرائم وما يرتب ذلك على بلدنا كله من كلف أمنية وصحية حين لا يجري حل المشاكل أولاً بأول..
الملك رأى الحال وأمر فوراً ببدء ورش التنفيذ واسناد الواقع في المدينة المترامية ووضع سقفا زمنياً لزيارته التقيمية التالية لما جرى انجازه بعد (6) أشهر..
الملك كعادته لا يؤمن بالجاهز من القول وإنما يطرح الأسئلة على المواطنين لإستكشاف طلباتهم وأن يوفروا هم التصورات ويشاركوا في الحلول..وقد سمع ممن التقاهم ضرورة ان يكون للرصيفة مدينة رياضية وأن يكون لها مقاعد في الجامعات أسوة المحافظات والألوية هذا يوم تاريخي للرصيفة التي وضع الملك يده على نبضها ليجدها تلهج بإسمه!!
alhattabsultan@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات