تونس الخضراء .. ألم المخاض


تونس الخضراء دُرة الشمال الافريقي,وتونس بورقيبه, هذا البلد اليعربي الذي إحتضن منظمة التحرير الفلسطيني, وبرغم ركاكة عربيتهم هم عرب أشاوس لم يقبلوا الذل ولا الاستكانه, انتحار تونسي تعبيراً عن الكبت والفقر والجوع هو بمثابة الشراره التي انتجت ناراً لا زالت مُشتعله,الهم اليومي لكل مواطن عربي من المحيط الى الخليج هو تأمين كفاف الاطفال,في الوقت ان الغرب الذي نصفه بالكافر هو مهد العدالة والانسانية السمحاء, ضمان للطفل والكهل,آمان اجتماعي وتأمين صحي,وشوارع تسر الناظر ,حدائق في كل اصقاع مدنهم,وقانون وحريات..لماذا تستكثر على شعوبها الحكومات الحياة الكريمه برغم ما يتحمله المواطن من ضرائب ,قد يقول قائل ايضاً هنالك ضرائب عاليه تُدفع في الغرب ,يُجاب بلسان الملايين نعم يدفعون لكن يحصلون على خدمات فُضلى ترقى الى الكمال في جامعاتهم ومدارسهم ومستشفياتهم ,ومجمل حياتهم فيها من الرتابة والنظام ما يجعلنا نقف مبهورين عند العيش بينهم,,كما قالت جوليا بطرس في اغنيتها: إن الثورةُ تولدُ من رحم الأحزان.. حقاً لم تدع الحكومات في بلداننا مجالاً للمواطن سوى الخروج على القانون والنظام بسبب ما يُمارس في حقه من ظلم وتجبّر وافقار وتهميش, لا ابرر الفعل بحق مؤسسات الوطن فهذا نكران للوطن ودوره ولكن الدوله مطالبه بتحقيق الأمن والآمان الاجتماعي للمواطن,,لقد خرج الرئيس التونسي متوعداً الفاعلين بالضرب بيد من حديد متهماً اليسار والاسلاميين في التحريض والملثمين,,لكنه ما ان ازدادت حدة المظاهرات حتى خرج ثانية واعداً بتوفير 350 الف وظيفه في العام الحالي,,لماذا لم يتم توفير ذلك العدد من الوظائف ان كان بالامكان قبل حصول الانفجار؟؟ هنالك خلل في التعاطي مع انساننا في الوطن العربي,,,ليست الحضارة المزيد من تشييد البنيان وناطحات السحاب ,بل المطلوب المزيد من القوانين العصريه الناظمه التي تؤسس لمستقبل واعد للاجيال القادمه,قوانين على سوية عاليه من العداله وتكافىء الفرص,قوانين تجتث الفساد بأكمله والجميع امام القانون سواسيه, قوانين تحاسب المسؤول الفاسد كما في دول الغرب, حيث لم يجد جاك شيراك بيتاً يأويه حتى تفضّل عليه ابناء الحريري بشقه في باريس يقيم فيها, لم تشفع لشيراك انه كان رأس الدوله ليُحاسب عن افعال قام بها عندما كان عمدة باريس,,الشعوب لا تطمح لسكن الفلل والقصور وركوب سيارات الشبح والسفر الدائم,هي بحاجه لعداله وعيش كريم, ومستقبل آمن للابناء وعند الشيخوخه,ودواء اذا ما داهم الانسان مرض,, قد تتغاضى الشعوب عن بعض الممارسات ,لكن ليس مقبولاً البته استمراء كرامات الناس بالمزيد من الضغط والتجويع,,تونس اضحت حمراء بدماء من قُتلوا دفاعاً عن كرامة الشعب, وفي الجزائر ايضاً برغم المليارات من عوائد النفط,,في موريتانيا سمعنا ان التظاهر قد بدأ , في فلسطين ايضاً , ولربما الايام القادمه ستحمل لنا اخباراً عب بلداناً أخرى ,,, هنالك حلقه مفقوده بين الشعب والحكومات هي حلقة الثقه,,الحكومات تُكلّف لتسيير امور العامه لا الركوب على ظهورها بعدما انهكتها بالضرائب,,اين المدارس الحكوميه كما في الغرب حيث لا وجود لمدارس خاصه,,اين المستشفيات العامه التي تقدم الخدمه الفُضلى للمرضى على السواء, اين التأمين الطبي الشامل الذي تعد به الحكومات؟ اين جداول التشكيلات؟ لماذا عنف الجامعات,السبب يعرفه الجميع هو الفرق الطبقي بين الطلاب,منهم من يأتي متأخراً على محاضراته لغياب وسائط نقل محترمه ليصل في موعده وآخرون يركبون السي كي وسيارات الكشف وغيرها,, وغياب العداله ومحابة ابن المسؤول, وضيق ذات اليد والمستقبل المجهول,,بعد سني الجامعه يصبح الخريج رقم في ديوان الخدمه المدنيه,ورقم في نسب البطاله, في الغرب هنالك صناديق وضمان للعاطلين عن العمل ريثما توفر لهم وظيفه يُصرف عليهم ويؤمنون طبياً,, يقولون الاسعار عالمياً في ارتفاع لكن هنالك في الغرب ربط بين الدخل وقيم التضخم,,اليس من حقنا كمواطنين ان ننعم بخير الوطن ونعمائه, نريدُ عنباً لا نريد مقاتلة الناطور .. حمى الله الوطن من الفتنه وحقد الحاقدين وايدي المسؤولين,,في الوقت نفسه نرفض ان يُتجاوز القانون ونرفض العبث بمقدرات الوطن فهو ومؤسساته هي ملك عام لكل منا,, .ارحموا من في الارض ليرحمكم من في السماء وعاش الوطن في ظل قيادته المُظفّره..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات