وصفي التل وموقفه من الإتحاد الوطني عام (1971)


 بادىء ذي بدء؛ حدد الملك الراحل الحسين بن طلال خطابه الذي ألقاه أمام اللجنة التحضيرية في شهر (9 – 1971)، الإطار العام للاتحاد الوطني، وأعلن عن رغبته في قيام تنظيم عام يجمع أبناء الشعب، ويوجههم نحو أهداف واضحة للعمل السياسي، وأكد الملك الراحل في خطابه على أن الإتحاد الوطني جاء لمعالجة الكثير من الثغرات والأخطاء التي أفرزتها أحداث أيلول، وأن الوطن بحاجة الى وجود حزب للسلطة يفرز أعضاء يشاركون في الحكم.

بمعنى؛ أن هناك إعادة صياغة للمجتمع الأردني، ودمج مواطنيه في الحياة العامة، ضمن إطار الإتحاد الذي يعمل على إبراز هوية الدولة، وتعزيز المبادىء الأساسية التي تقوم عليها الدولة الأردنية من خلال التأكيد على الأمور التالية:

الإسلام دين الدولة وذروة سنامها.

اللغة العربية هي اللغة الرسمية وأداته الحضارية والإنسانية.

احترام العبادات، وحرية التفكير، والقول، والعمل لكل مواطن، ومنع اعتقاله على حرية الرأي، إلا وفق القانون.

بالمقابل كانت حركة القوميين العرب؛ تحرض الشعب الأردني على مقاطعة الانتخابات التي كانت تجريها حكومة الشهيد وصفي التل من أجل حرمانها من تحقيق أي مكاسب يمكن تحقيقها في علاقة الأردن مع الدول العربية.

في ذات الآن؛ انعقد في شهر (4 - 1971)، اجتماع حزبي من البعثيين، والشيوعيين، وغيرهم مع دولة وصفي التل، وسليمان النابلسي، وكان النابلسي وقتها يرحب بفكرة الإتحاد الوطني؛ معتقداً بأن وصفي التل وراء تنفيذ مشروع الإتحاد، لكنه عندما اكتشف أن وصفي التل لم يكن وراء هذا التحرك، انسحب وراح ينتقد الفكرة، مما تسبب بانسحاب الكثيرين من اللجنة التحضيرية لهذا العمل، وبالتالي فشلت الفكرة التي كان هدفها الخروج من المأزق الذي كان يمر به العمل السياسي في الأردن.

مع أن دولة وصفي التل لم يكن مقتنعاً بفكرة الاتحاد؛ إلا أنه قرر أن يعطي هذا الجهد فرصة، وبادر بنفسه إلى دعوة مجموعة من السياسيين والحزبيين، ضمت قواعد العمل السياسي في الأردن، لكن المشكلة أن وصفي التل استشهد في القاهرة قبل أن تأخذ الفكرة شكلها القانوني.

واصلت حكومة أحمد اللوزي ترتيبات الاتحاد الوطني ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف؛ تشكلت لجنة تحضيرية للاتحاد الوطني، وكانت الفكرة تصب في وضع البلاد على الطريق الصحيح، وإعادة العلاقات الأردنية العربية الطبيعية - على المستوى العربي، والعمل على بناء المؤسسات الديمقراطية، ورفع كفاءة أجهزة الدولة الأردنية، وملء الفراغ بعد أحداث أيلول - على المستوى المحلي.

أما على الجانب الآخر؛ كان هناك ردود أفعال من قبل بعض الأحزاب، ونظرتها للإتحاد الوطني الأردني على أنه نوع من أنواع التغيير المكشوف، وذر الرماد في العيون، وكلمة حق يراد بها باطل، وأن عملية إفساح المجال أمام الشباب للانخراط في العمل السياسي لا تتم بهذا الشكل، بسبب الخوف من سيطرة الأسماء الكبيرة، وتهميش الجيل الصاعد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات