غازي هواش والسينما الأردنية


كتب ووثق تحسين التل:- تُعد صناعة السينما في الأردن من الصناعات المهملة بالرغم من المحاولات الجادة التي قام بها بعض عشاق السينما، فعملوا على إنتاج أفلام (سخيفة) لم يُكتب لها النجاح، وفشلت فشلاً ذريعاً لاعتمادها على خبرات متواضعة، ونصوص ركيكة، وأجهزة قديمة إمكانياتها الفنية والتصويرية مستهلكة، مما أدى الى إنتاج أعمال هابطة، وفاشلة، لكن يمكن أن نقول أنها أسست لسينما أردنية، وزرعت بذور لمحاولات جادة، واستمرت السينما الأردنية مع أنها حاولت استقطاب نجوم من بلدان عربية إلا أنها استمرت بالفشل.
يعتبر فيلم: صراع في جرش عام (1958)؛ أول إنتاج سينمائي قام به بعض الشباب الذين أخذوا على عاتقهم إنتاج أفلام سينمائية أردنية، بتمويل ذاتي، وقد وضع قصة الفيلم والسيناريو: فخري أباظة، وسمير مطاوع، وكان من بطولة غازي هواش، وفائق القبطي، وعلي أبو سمرة، وصبحي النجار.
تكررت التجربة في فيلم كان بعنوان: وطني حبيبي، عام (1964) من تمثيل وبطولة: غازي هواش، ووليد الكردي، وعبد الفتاح جبارة، والمغني فيصل حلمي، وجورج نصراوي، وناديا فؤاد، وجهينة إبراهيم، وتحدث الفيلم عن بطولات الجيش الأردني في فلسطين في إطار قصة حب تحدث بين شاب وفتاة يتركها من أجل الالتحاق بالجيش للدفاع عن الوطن.
... (كما شهدت نهاية الستينيات تحقيق المخرج عبد الوهاب الهندي فيلمين روائيين: الأول بعنوان: الطريق إلى القدس، والثاني بعنوان: كفاح حتى التحرير، شارك فيهما: الممثل الأردني عادل عفانه، وسهام مناع، وغسان مطر، وكان لقدوم بعض المخرجين الأردنيين الدارسين في الخارج والتحاقهم بالتلفزيون الأردني دور في إعادة الحماس لإنتاج أفلام سينمائية أردنية، فقد حقق المخرج جلال طعمه أول عمل درامي طويل بعنوان: وعد بلفور عام (1970)- وقد كتب القصة والحوار: أحمد العناني، ثم حقق فيلمه الروائي الثاني بعنوان: الأفعى الذي شارك فيه الأردن في مهرجان دمشق السينمائي للشباب عام (1972)... مصدر هذا النص: وزارة الثقافة الأردنية).
نبذة عن المرحوم غازي هواش:
يُعد المرحوم غازي هواش من أوائل الذين أسسوا لفكرة قيام سينما أردنية في الخمسينات من القرن الماضي، وهو أردني من أصل فلسطيني؛ كان يسكن هو وعائلته في وسط إربد، ويمتلك والده معمل لصناعة وإنتاج (طوب) البناء.
أما فيما يتعلق بأول فيلم سينمائي أردني، صراع في جرش، نورد الملاحظات التالية عن الفيلم:
عندما دخل غازي هواش ومعه الشباب الذين شاركوه في إنتاج، وتمثيل، وتوزيع فيلم: صراع في جرش عام (1958)، لم يستطيعوا إكمال التصوير بعد نفاذ النقود، فاضطروا الى جمع مبلغ خمسين ديناراً لإكمال الفيلم، بمعدل خمسة دنانير من كل ممثل، وهذا المبلغ كان يشكل ثروة كبيرة في ذلك الزمن، لكن كما قلنا؛ الفيلم فشل بكل المقاييس.
أما أسباب الفشل فقد تمثلت فيما يأتي من أخطاء:
أولاً: معدات التصوير التي اشتروها من إيطاليا، كانت تالفة، ورديئة جداً، وتعطلت عملية التصوير عشرات المرات، وأحياناً كانوا يصورون وهم يعتقدون أن الكاميرا صورت بضعة مشاهد؛ لكن العكس هو الصحيح، تكون الكاميرا معطلة.
ثانياً: ظهرت مشاكل في الصوت، إذ لم يكن يظهر الصوت إلا بعد أن يتحدث الممثل بعدة ثواني، وأحياناً كان صوت تشغيل السيارة، أو إغلاق سماعة التلفون، أو الباب؛ يتم سماعه بعد مرور ثواني على اللقطة...؟
ثالثاً: لم يستطيعوا بيع وتوزيع العمل، وذهبت الأموال التي وضعت كموازنة للفيلم أدراج الرياح، إضافة الى خسارة كل ما جمعوه من مبالغ لإكمال التصوير، ومنتجة الفيلم، وتهيئته للبيع والتوزيع.
استطاع هواش أن يجمع من حوله العديد من الممثلين المصريين والأتراك، وأن يستأجر إحدى صالات العرض السينمائي في إربد، وفيما بعد بعمان حتى يعرض الأفلام المصرية والتركية؛ بحضور العديد من النجوم، أمثال فريد شوقي، ومديحة كامل، وأحمد زكي وغيرهم.
منذ ذلك الحين لم تقدم السينما الأردنية إلا الأفلام البسيطة التي شاركت كأفلام روائية، أو وثائقية، أو ثقافية، أو سياحية، لكنها لم ترتقي الى مستوى صناعة الأفلام المصرية أو الأجنبية، إذ يحتاج الخوض في مثل هذه النوعية من الأفلام الى ملايين الدولارات كي نستطيع أن ننتج فيلماً له مستوى الفيلم المصري، أو الأجنبي على سبيل المثال.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات