القائد المجاهد عبدالله التل


 يُعد القائد المجاهد عبد الله اليوسف التل؛ أحد أهم قادة الجيش العربي، منذ تأسيس القوات المسلحة؛ ولغاية كتابتي لهذه السطور التي تضيء كلما ذكر إسم هذا العملاق، هو عملاق في زمن انقطعت فيه البطولات التي سطرها الجيش الأردني الكبير على أرض فلسطين الخالدة، وغيرها من ساحات القتال، إذ كان الجيش الأردني له الكلمة العليا في كثير من البطولات التي ترجمها هذا الجيش العظيم بأحرف من نور، وكان للقائد عبد الله التل الكلمة الفصل عندما سيطرت كتيبته السادسة على القدس العربية، أو ما يُطلق عليها الآن؛ القدس الشرقية.
سيطرت القوات الأردنية بقيادة رجل شهد له العدو قبل الصديق والشقيق، بأنه استطاع بخبرته القتالية، وحنكته العسكرية، ودعم القيادة الأردنية، استطاع طرد قطعان اليهود، وتدمير العصابات الصهيونية في واحدة من أهم معارك التاريخ العربي الإسرائيلي، ولن أبالغ عندما أؤكد على أن الكولونيل عبد الله التل هو الشخص الثاني بعد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي استعاد القدس من أيدي الصليبيين، وكنت ذكرت ذلك في أحد تقاريري الصحفية عن معركة القدس الخالدة عام (1948).
الأمر الملفت للانتباه أن القدس بقيت بفضل الله، وقيادة الضابط عبد الله التل تحت حكم الأردن مدة تسعة عشر عاماً، عربية، إسلامية خالصة، لم يستطع اليهود الدخول إليها، وتدنيسها إلا عام (1967)؛ بعد احتلالها وسقوطها مع بقية مدن، وقرى الضفة الغربية، وضياع سيناء، والأغوار الأردنية، والجولان، وجزء كبير من الجنوب اللبناني، بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء.
كل هذه المقدمة جاءت لتوجيه رسالة واضحة، وقوية لبلدية إربد، نذكرهم كعادتنا؛ بضرورة تسمية شارع، وميدان محترم، وحديقة، أو منطقة باسم القائد عبد الله التل الذي احترمه وقدره الأعداء قبل الأهل والأصدقاء والأشقاء، وكان له تكريم كبير عند بعض الدول العربية الشقيقة، والإسلامية الصديقة، فالجزائر، وليبيا، والباكستان، والسعودية، وغيرها من الدول العربية والإسلامية؛ كرمته بوضع اسمه على شوارع، وميادين، ومدرجات، وقاعات في العديد من المعاهد والجامعات، وما زالت بلدية إربد أو حتى بلديات عمان، والسلط، والكرك، ومعان، والطفيلة، والعقبة، وغيرها من المدن الأردنية تنسى تاريخ هذا العملاق العسكري الذي صنع من خلال الكتيبة السادسة؛ بطولات يذكرها التاريخ الأردني، والفلسطيني بأحرف من نور.
عتبي أيضاً على السلطة الفلسطينية في رام الله، عتب كبير، عتب الأخ على إخوته في الدين والعروبة، كيف يغفلون عن تسمية شوارع، وميادين، وساحات، وحدائق باسم أهم شخصية عسكرية، استطاعت أن تحافظ على القدس تسعة عشر عاماً، دون أن يدنسها اليهود بكفرهم، وضلالهم، واحتلالهم.
نداء الى من يهمه الأمر، ليس فقط في بلدية إربد، بل في كل بلديات المملكة، لأن القائد المجاهد عبد الله التل ليس من أبناء إربد فقط، إنه من أبناء الوطن، وأحد أبرز الشخصيات العسكرية في تاريخ الأردن؛ الموضوع يحتاج الى حياء، وخجل، وإعادة تفكير بتسمية الكثير مما يجب تغييره ليحمل أسماء العظماء، ذلك أفضل من أن نقرأ عن شوارع باسم: الورود، والربابة، والمجداف، وشوارع باسم الخوارج، أو حتى من الممثلين العرب كما يحدث في شوارع عمان للأسف.
والله ولي التوفيق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات