الجدال مع اليهود عبثي .. لا طائل منه


كتب تحسين التل:- عاشت إسرائيل كلها من شمالها الى جنوبها، المدن، والمستوطنات، قيادات الجيش، والأفراد، والضباط، جميعهم في رعب لم يحدث أن عاشوه منذ معارك القدس، والكرامة، وحروب الإستنزاف، وتجييش الشارع العربي والإسلامي؛ الإعلامي والسياسي والاقتصادي والضغط الذي مارسته الأمة العربية والإسلامية على الغرب واليهود وبريطانيا، عبر عقود طويلة من الصراع مع عدو من أبرز صفاته: الجدال، والتسويف، والمماطلة، وعدم الخضوع لأي منطق سوى منطق القوة والرعب.

مشكلتنا الآن تتمثل في من يخرج علينا إعلامياً، وسياسياً، أنا أطلق عليهم: (شوية حفرتلية)، مثل؛ إيدي كوهين، وأدرعي، وأولمرت، والنتن، وغيرهم من صعاليك اليهود ليطمئنونا بأن العملية العسكرية حققت أهدافها، وبأن القوات اليهودية دمرت عشرات الكيلومترات من الأنفاق، وبأن آلة الردع الإسرائيلية قتلت قيادات المقاومة، وبأن الأهداف المدنية كلها كانت أهداف عسكرية لحماس، وأن الصواريخ التي تملكها المقاومة لم يتبق منها صاروخ واحد.

يخرج علينا بعض الكذبة منهم بالطبع، ليؤكدوا للجمهور العربي أن إسرائيل انتصرت، وحققت كل الأهداف، وأن حماس تقبل الأيادي لوقف إطلاق النار، وأن القبة الحديدية استطاعت أن تدمر (90) بالمئة من صواريخ المقاومة.

وفي وجبة كذب وتهليس اعتدنا عليها من اليهود، يقولون فيها أن حماس كانت تضع الأطفال في المجمعات حتى تقصفهم إسرائيل، وتصبح إسرائيل في نظر الغرب هي الدولة التي تقتل أطفال غزة، وفي صورة أخرى تتهم إسرائيل المقاومة بأنها تضرب صواريخها بشكل عشوائي فتقتل الأطفال اليهود، مع أنه هناك عشرات وربما مئات القتلى من الأطفال والنساء لم يحسب لهم العالم أي حساب لأن إسرائيل دولة لا تكذب...؟

مقابل هذه التصريحات والإشاعات والأوهام والكذب الذي تعودنا عليه من قبل اليهود، هناك زلزال وقع تحت أقدام الدولة العبرية المشوهة، بركان من الحمم انصب فوق رؤوسهم أحد عشر يوماً، دولة لا يعترف بشرعيتها (99) بالمئة من الشعوب العربية؛ راحت تتخبط وتقفز من خندق سياسي الى خندق عسكري، ناشدت أمريكا أن تضغط على السلطة الفلسطينية، والقيادات العربية من أجل إيقاف الحرب على أن تكون إسرائيل هي المنتصرة كالعادة، لكن ولأسباب عنجهية ترفض أمريكا وإسرائيل الطلب بشكل مباشر من القيادة الفلسطينية وقف الحرب، فتضطر الى وقف الحرب من طرف واحد، على نظام: مجبر أخاك لا بطل، مع (دفش) عدد من أبواق اليهود الذي يزينون الباطل، ويقلبون الحق، ويتعاملون مع الكذب على أنه حقائق ونتائج واقعية.

إذا أصر اليهود على أوهامهم التي مللنا من الاستماع إليها، إذا أصروا على تزييف الواقع، أو قلبوا الحقيقة وأوهموا العرب كعادتهم في وسائل الإعلام، علينا أن نتركهم في غيهم، وباطلهم الذي تعودوا عليه، فالواقع يشير إلى أن العرب لديهم القدرة على إدارة دفة الإعلام الذي كانت تتحكم فيه الصهيونية العالمية، عليهم أن يفهموا جيداً أن الإعلام أصبح للجميع، ويمكن للعرب أن يعدوا على اليهود أنفاسهم قبل وبعد أي معركة سابقة أو لاحقة.

لن ننسى ما الذي قالوه بعد معركة الكرامة للغرب، لقد صوروا المشهد إعلامياً بأن اليهود استطاعوا تحقيق أهدافهم من عملية الكرامة، لكن بعد الصور التي ظهرت للعالم تبين لهم كذب اليهود، وبأن معركة الكرامة هي المعركة الوحيدة بعد حرب فلسطين عام (1948) التي انتصر فيها الأردن على إسرائيل.

اليهود يحاولون تصوير أنفسهم للغرب بأنه لديهم القدرة على قيادة الشرق الأوسط، ويشكل سلاح الردع الذي يملكونه الإستثناء الذي يمنحهم التفوق، وأن الديمقراطية التي تتمتع بها الدولة العبرية لا تتوفر عند العرب الذين يقمعون شعوبهم، وأن هذه الدولة لديها كل أسباب البقاء حتى لو كانت تعيش في محيط عربي ملتهب يغلفه إطار من السلام الهش الذي لا يمكن أن يصمد طويلاً.

لا أدري؛ كيف يمكن أن يصدق الغرب كل هذه الترهات، واليهود غير قادرين على مواجهة تنظيم عربي إسلامي محاصر منذ سنوات...

ترى، لو استمرت المعركة الصاروخية لمدة شهر، هل يبقى هناك اتفاقيات سلام، أو علاقات دبلوماسية مع اليهود، أو يبقى هناك تحالف عربي يفكر بإقامة علاقات دبلوماسية، وسياسية، وثقافية، واقتصادية مع كيان لم يستطع أن يصمد أمام صواريخ كان العرب قبل اليهود يطلقون عليها؛ الصواريخ العبثية...؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات