الانتخاب المتعدد


لم يعد الصوت الواحد مرحبًا به منذ مجيئه، ودليل ذلك نسبة المشاركة في الانتخابات، وعلاوة على ذلك خطورته على الوطن، إذ يعمل على زرع الفرقة والإنقسام بين الانتماءات المتعددة والمتنوعة، فالحال لم تستقر منذ مجيئه فعمل على تفتيت المجتمع الأردني، فهو لا يلبي تطلعات الشعب الأردني والدولة الأردنية الهاشمية؛ لأنّه لا يساعد على النمو الحزبي، ولا يعمل على التمكين الديمقراطي، ويُبقي على حالة العزلة السياسية لدى معظم فئات الشعب الأردني، وهذا يجعل الدائرة السياسية في أضيق حدودها، في حين تتسع دائرة العزلة السياسية التي تُحيّد بالصوت الواحد.
ومن يخشى على وطنه ويسعى لخدمته بشكل أفضل وأقوى وأشمل يتوجب علية أنْ ينادي بالانتخاب المتعدد من أجل مصلحة الوطن والدولة الأردنية الهاشمية، فمصلحة الدولة تتقدم على جميع المصالح بأنواعها ومسمياتها وألوانها وأشكلها ونواياها، فالدولة أحوج إلى تمتين اللحمة الداخلية وصهر جميع الانتماءات من شتى المنابت والأصول في دائرة الحكم والمشاركة السياسية القوية، التي تعمل على لم الشمل ، والوصول إلى الكفاءات المؤهلة التي تصبو إليها أنظار الشعب الأردني وطموحاته؛ لكي تشكل حكوماتٍ لديها برامج مستدامة ورؤية سديدة، وتتحمل المسؤولية، وتحمي الوطن من التردي والفساد وغزو اللصوص ومن يطعن في خاصرة الوطن، وهذا لا يتأتى إلا بالانتخاب المتعدد.
فسيد البلاد الملك عبدالله الثاني – حفظه الله ورعاه- وبتوجيهات عديدة، وبخطاباته المتكررة يشير ويؤكد بإلحاح على أهمية التمكين الديمقراطي وأهميته في عجلة التنمية في جميع جوانبها، فالنعمل في ضوء رؤية قائد الوطن تطبيقًا وتنفيذا، يكفينا سنوات عجاف، فالنبدأ بزرعٍ جديد، وبنيةٍ صادقةٍ وفيّةٍ للوطن وقائده، ولا تأخذنا الهواجس والتكهنات والتأويلات.
لا نريد أنْ نبقى في أسْرِ النوايا، ولا نبقى في أسْر رؤية محدودة تفرض رأيًا بحوار محدود في العدد والفكر والهدف ، بل نطلق العنان لرؤية الشعب، نريد أن نعيد ثقة الشارع، ولا نبقى في دائرة فقدان الأمل، لا نريد أن نتعب الملك ونرهقه بقضايا جزئية هنا وهناك، وهي من واجبات المسؤولين، فالملك لدية مسؤوليات جسام كثيرة وطنية وعربية ودولية، نريد تمكينًا ديقراطيًا ممثًلا واسع النطاق يصيب كل جزئية في ووطننا الحبيب يتحمل مسوؤليته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية .
علينا البدء بمرحلة جديدة شامله لتعزيز مكونات الدولة الأردنية الهاشمية، علينا أن ننظر إلى الوطن بصورة شمولية، ولا تبقى حواراتنا وخلواتنا تدور حول المربع الأول، وحول الهدف المرصود ( الصوت الواحد) الذي عزل المشاركة الشعبية عن معترك الحياة السياسية، فالدائرة الضيقة لا تنهض بالوطن كما ينبغي، وتنمية الأوطان لا تتأتي إلا بالتمكين السياسي الشامل العادل بمشاركة الشعب بأكمله( إجمعْ تسدْ) .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات