الارهاب الصهيوأمريكي في ستوكهلم !! أمل الكسواني


جراسا -

في آخر السيناريوهات المعادية للاسلام والتي تقف خلفها جهات صهيوأمريكية، جاءت العملية الانتحارية "الملفّقة" التي زج بها الشاب العراقي تيمور عبد الوهاب في الحادثة الانتحارية التي شهدتها دولة السويد مؤخرا، والتي جاءت عنوان عريضا  وإضافيا لإلصاق تهمة الارهاب بالاسلام كما جرت عليه العادة في السنوات الاخيرة وتحديدا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر في العام 2001 في الولايات المتحدة، حيث منذ ذلك التاريخ تحولت خارطة العالم السياسية الى مساحة واحدة تنادي بالعداء للاسلام والصاق تهمة الارهاب به !

  وفي ذات السياق، بدأت الجهات المعادية للاسلام بالبحث عن آخر المعاقل التي لم تتأثر بالدعاية الصهيوأمريكية ضد الاسلام، ومن ضمنها دولة السويد التي تعد إحدى أهم وأكبر الدول التي وقفت ولا تزال تقف الى جوار القضايا العربية والاسلامية، الامر الذي جعل الجهات المشار اليها تنقل نشاطها وخططها السوداء لضرب صورة الاسلام والمسلمين  في قلب السويد التي احتضنت مئات الالاف من العرب والمسلمين على أراضيها.

ما يهمنا في ذلك الصدد أن ننظر بعين الدقة والشمولية لقضية التزامن التي وقعت بها الحادثة الانتحارية مع جملة من المستجدات السياسية التي شهدتها السويد وأبرزها صعود حزب عنصري بجذور نازية ومعادي للأجانب عامة والمسلمين بوجه خاص وهو الحزب ( السويدي الديمقراطي)، هذا الى جانب سيناريو قضية ناشر موقع "ويكيليكس" الذي أثار من جانبه ضجة اعلامية وسياسية مفتعلة بدى واضحا انها تريد الفتنة بين الشارع العربي والغربي، واللافت في القضية ان يزج بدولة السويد فيها والتي طالبت باعتقال ناشر موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج بعد تلفيق تعمة الاغتصاب بحقه على الرغم من ان وثائقه التي تم تسريبها لا علاقة بالسويد بها وإنما للسياسة الامريكية وتورط بعض الانظمة العربية معها، في محاولة مكشوفة للاساءة لدولة السويد وجرها في معركة لا تخصها .

  وعلى ما يبدو ان سيناريو العملية الانتحارية للشاب العراقي تيمور عبد الوهاب تجيئ أيضا في سياق جر دولة السويد لتكتّل الدول المعادية للاسلام ، حيث العملية الانتحارية غير المحكمة السيناريو والإخراج، فالبطل هنا شاب في مقتبل العمر يفجر نفسه في زقاق خلفي فارغ، وبعد عملية التفجير يصاب بشظية ما يموت إثرها وليبقى جسده كاملاً متكاملاً وليس أشلاء كما يفترض بعد عملية التفجير !!
 

  للحقيقة الصاعقة، نجد انفسنا أمام واقع غريب لا يقبله عقل أو منطق، ولم يعد غريبا وخافياً إثره أن تصبح دولة السويد مطمعاً للأهداف الامريكية والصهيونية في مشروعها المنادي بالتطهير العرقي من كل ما هو إسلامي وعربي، وهنا نتساءل هل اصبحت السياسة السويدية في يد الولايات المتحدة وحليفتها دولة الكيان الصهيوني ؟؟ وإلا ما هو تفسير العملية الانتحارية للشاب تيمور التي هدفها كما أشيع من الجانب السويدي من أنها جاءت احتجاجاً على وجود قوات سويدية في افغانستان، فقد كان الاجدى بمنفذ العملية  أن يقوم بتفجير نفسه في افغانستان وليس بالدولة الهادئة الوادعة الآمنة التي احتضنته وأسرته كما احتضنت مئات الالاف من العرب والمسلمين .


لقد اصبح معلوماً لكل العالم تعاطف الشعب السويدي مع الاسلام والقضية الفلسطينية وهذا بالطبع لايرضي الولايات المتحدة واسرائيل ، ما دفعهما للّعب السياسي في الساحة بقصد الضغط على السويد من خلال الحزب السويدي الديمقراطي العنصري والهدف واضح تماما وهو محاصرة الوجود العربي والاسلامي بدولة السويد وإلصاق تهمة الارهاب به رسميا، وقبل ذلك سيناريو إلصاق تهمة الاغتصاب لناشر موقع ويكيليكس بعد نشر فضائح الساسة الاميركيين والعرب والاوروبيين، في عنوان واضح وموجع يقول بدخول دولة السويد الى المستنقع الامريكي والامتثال إلى أوامره وأجنداته الخاصة وذلك للأسف على حساب التاريخ السياسي المشّرف لدولة السويد والذي نخشى أن يتلوث بالتعاون السويدي الامريكي تحت حجة واهية ومكشوفة وهي محاربة الارهاب، فهل هناك من دولة إرهاب سوى الولايات المتحدة التي بطش طيرانها العسكري بأرواح المدنيين الابرياء الشهر الماضي في احدى ضواحي كابول، وهل من دولة ارهاب تقبل أن تنتهك حقوق الانسان في السجون التي تقع تحت سيطرتها مثل سجن ابو غريب في العراق وسجن غوانتنمو ذائع الصيت بالفضائح الامريكية وومارسة الشذوذ على السجناء؟؟ هل الدولة الامريكية بعيدة عن جذور ومنابت الارهاب وهي من تضخه يوميا على أرصفة وشوارع بغداد بالعمليات الارهابية المأجورة التي يدفع ثمنها البنتاغون الامريكي ؟؟ هل من دولة إرهاب أيضا غير دولة الكيان الصهيوني التي تقوم بالجرائم الانسانية على مدار الساعة في استخدام الاسلحة المحرمة دوليا كالفسفور الابيض الحارق على أطفال فلسطين ؟؟

  الموجع في المشهد الساخن الذي تشهده السويد في ردود الفعل إزاء العملية الانتحارية هو خروج ممثلو المراكز والجاليات الاسلامية لشجب العملية والتنصل من منفذها، حيث خرجت الجاليات العربية والاسلامية لشجب العملية وكأنها تؤكد بأننا كعرب ومسلمين حقيقة من نقف وراءها وأننا نحن الارهاب بحد ذاته، تماما كما أراده مخطط وصانع سيناريو إلصاق تهمة الارهاب بنا وبديننا الاسلامي الحنيف، على الرغم من عدم اعلان اي جهة عن وقوفها خلف العملية ، حتى لو طان تنظيم "القاعدة" وراءها ، هل سيهمّه رأي العالم مثلاً ؟؟ بل أصبحنا إزاء هذه العملية المفتعلة اميريكيا وكأنم كل العرب والمسلمين ارهابيين وهم اللي صنعوا الارهاب في العالم !
 

 ما يؤلمنا حقيقة كعرب ومسلمين نحمل جنسية دولة السويد أن تتحول دولتنا الى مرتع للأخطبوط الامريكوصهيوني، وان تتحول اكبر وأهم دولة حامية وحافظة لحقوق الانسان الى أداة بيد الشياطين، فمن الخسارة ان تفقد السويد نموذجيتها ، فليست هذه السويد التي نعرفها ويعرفها العالم، دولة السويد حامية الانسانية والاديان تتحول الى لعبة بيد الشيطان ، شيطان سياسة القطب الاوحد في حكم العالم وتسخيره عبدا لها ،  ولا ندري كيف ينساق الحزب السويدي الديمقراطي خلف الشيطان الامريكي والاسرائيلي ويضحّي بتاريخ دولته بالمجّان ؟

* الكاتبة أمل عطا رمضان الكسواني / كاتبة وباحثة في الشأن الفلسطيني
مقيمة في دولة السويد / مالمو
ناشرة موقع ( أراب نهيتر ) الناطق بالعربي وعنه اخذ هذا المقال
http://www.arabnyheter.com/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=7050&Itemid=0

صدر لها كتاب ( إن شاء الله ) وهو ترجمة لمجموعة مقالات للقضية الفلسطينية في عيون سويدية مع الكاتب والصحفي السويدي دونالد بوستورم الذي أحدثت مقالاته عن تجارة الصهاينة بأعضاء الفلسطينيين أزمة بين دولة السويد ودولة الكيان الصهيوني.
لها كتاب تحت الطبع بعناون ( بيت إكسا .. محراب الذاكرة ) .



تعليقات القراء

عربية فلسطينية مسلمة
أمام انجازات الكاتبة الكسواني في الشأن العربي والفلسطيني نجد انفسنا أمام سؤال ما هو دور الجاليات العربية في المهجر في تسليط الضوء على قضايانا العربية وعرض تفاصيلها للرأي العام الغربي وذلك إزاء ما يقوم به الاعلام الغربي من تضليل وتعتيم يقصد منه قلب المعادلة السياسية ضد العرب والاسلام .. هنيئا لنا كعرب ومسلمين بنموذج الكاتبة ومباركة خطواتها .
21-12-2010 03:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات