عبد الله التل يرفض السماح لليهود بزيارة حائط المبكى


كتب ووثق تحسين التل

بعد إعلان الهدنة في فلسطين، وبتاريخ (19 - 6 - 1948)، أرسل الشنقيطي رسالة الى القائد عبد الله التل يبلغه فيها موافقة الحكومة الأردنية، وجلالة الملك عبد الله على السماح لليهود بزيارة حائط المبكى يومياً تحت إشراف وحماية الكتيبة السادس المسيطرة على القدس القديمة، ويطلب الشنقيطي؛ وكان وزيراً للمعارف، وقاضياً للقضاة الرد الفوري بالموافقة، وتنفيذ أمر قائد الفرقة الأمامية، وهو من الضباط الإنجليز.
عندما استلم الرسالة وكانت صادرة من قائد الفرقة الأمامية، كتب عليها كلمة يُحفظ، وأهمل تنفيذ الأمر الصادر، ولم يكتفي؛ بل اتصل بالملك عبد الله وأخبره باتصال الشنقيطي به، وتوجيه الأمر له بضرورة السماح لليهود بزيارة حائط المبكى مقابل خمسون ألف جنيه تدفعها الحكومة البريطانية للأردن، فرد الملك على القائد التل بما يلي:
عبد الله بيك؛ أنا ربطت موافقتي بموافقتك، فإن وافقت على الطلب أنا موافق، وسأوقع بعد توقيعك.
جاءت هذه المكالمة كالبلسم الشافي، لأنها اتفقت مع ما يخطط له من رفض مطلق لأي تغيير في منطقة القدس التي تسيطر عليها الكتيبة السادسة، وتحيط بها إحاطة السوار بالمعصم.
وقد أكد القائد المجاهد عبد الله التل في مذكراته على حقيقة أن اليهود دفعوا فيما بعد؛ مليون جنية إنجليزي له لكي يوافق على بيع أو تأجير الحائط، عندما كان حاكماً للمدينة المقدسة عام (48)، وقال (رحمه الله)؛ أنا لا أملك ما يسمح لي بالبيع أو التأجير، إنها للشعب الفلسطيني، وهو الأحق بالرفض أو القبول، وأنا مجرد مؤتمن على القدس حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
المليون جنيه تعتبر ثروة طائلة في تلك الأيام، إذ كانت موازنة الأردن في بداية القرن الماضي لا تتجاوز مليون جنيه إسترليني.
هذا جزء بسيط من سيرة القائد العظيم عبد الله التل في فلسطين، وكيف رفض كل المغريات من أجل المحافظة على القدس الشريف، وأنا دائماً أذكر في تقاريري الإخبارية عن معركة القدس، بأن عبد الله التل له الفضل في منع اليهود من احتلالها حوالي تسعة عشر عاماً إلى أن سقطت عام (1967) في الحرب التي أطلق عليها؛ حرب الأيام الستة.
رحم الله أبا المنتصر، وجعلنا وإياه في جنات النعيم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات