رمضان والفقراء


ضيف لطال بنا الانتظار لاستقباله وكم تشوقت الأنفس لأيامه التي هي أولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار ..

ها هو الشهر الفضيل يطرق الأبواب وقد شارف على الدخول والمسلمون في استقباله فرحون ..

ومما لا شك فيه أن الفرحة تغمر الفقراء والمحتاجين أكثر لأنهم يعلمون أن الأغنياء لن يبخلوا عليهم وإنهم سينعمون بالخير الكثير لأن شهر رمضان هو شهر تراحم بين المسلمين .

وكما نعلم أن شهر رمضان .. هو شهر المسارعة إلى الخير، وفعل الطاعات، والإنفاق في سبيل الله.

ولكن !! هناك أسئلة كثيرة تحتاج لمن يجيب عليها .. واسردها هنا في عدة نقاط :

1- هل يقتصر الإنفاق على الفقراء والمحتاجين فقط في شهر رمضان المبارك ؟؟ حتى يتمنى الفقير والمحتاج أن يكون العام كله شهر رمضان ؟؟

2- هل فقرائنا هم بحاجة فقط لطعام وشراب في شهر رمضان وغيره من الأشهر أم أن هناك مستلزمات أخرى وكثيرة هم بأمس الحاجة إليها أيضًا وهي من أساسيات الحياة كــ تامين المسكن المناسب و الملبس و تأمين العلاج والدواء لمرضاهم و حتى تعليم أبنائهم وغيرها من الأمور الكثيرة ؟

3- موائد الرحمن التي تنصب في شهر رمضان المبارك للفقراء والمحتاجين : هل هي مقتصرة فقط في هذا الشهر الكريم ؟ لينتهي بعدها ابرز مظاهر التكافل الاجتماعي ؟ أم بإمكان المقتدرين بالتواصل خلال أشهر السنة وعمل موائد مماثلة بين الحين والآخر ؟


4- هل يحاسب الفقير والمحتاج قبل دخوله إلى بعض تلك الموائد الرحمانية مما سيتناوله من طعام أو شراب جراء ممن يصنعون تلك الموائد لمصالحهم وأهدافهم الشخصية ويستغلوا حاجة الفقير والمحتاج ؟؟

5- هل ينتظر الغني قدوم الفقراء والمحتاجين لطرق بابه للسؤال عن حاجتهم أم من الواجب أن يذهب الغني للسؤال عن الفقراء والمحتاجين وتلبية كل احتياجاتهم ومتطلباتهم ؟

6- ماذا لو ذهب الغني إلى منزل الفقير أو المحتاج وشاركه طعامه وشرابه حتى يستشعر بمعاناته ؟ وأن يدرك مدى ألم الجوع والفقر ؟ ومدى حاجة الفقير إلى الرأفة والرحمة ؟ هل هو عيب أم حرام ؟

7- ماذا لو تم الاتفاق بين سكان الحي وجمع بعض النقود وشراء بعض المستلزمات والحاجيات لفقراء الحي وتقديم يد العون والمساعدة لهم أو حتى توزيع وجبات الإفطار على غير القادرين للعودة لمنازلهم كحراس العمارات أو حتى لأفراد الشرطة أو ممن يتطلب طبيعة عملهم البقاء وقت الإفطار ؟؟

8- ماذا اعد التجار لهذا الشهر الكريم ؟ هل اعدوا لزيادة الأسعار ومضاعفة أرباحهم التي سيسألون عنها من أين أتت وكيف أنفقت وما هي طرق اكتسابها ؟ أم أنهم سيخفضون الأسعار لتخفيف الأعباء على الفقراء والمحتاجين ؟ والشعور بمعاناتهم وآلامهم ؟؟

9- هذه الأسئلة وغيرها الكثير تحتاج لمن يصغي إليها ومن يجيب عليها .. ففقرائنا أصبحوا مع انتشار الأزمة الاقتصادية بحاجة أكثر من العام الذي قبله لمن يمد لهم يد العون والمساعدة بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وانتشار الوباء . فأصبحوا في هم وغم ولكن رحمة الله وسعة كل شيء .. فهم بانتظار عطفنا والصدقة ليس فقط في شهر رمضان بل في كل لحظة ..

وأخيراً وليس آخرًا .. لا ننكر هنا بأن شهر رمضان المبارك يزداد فيه فعل الخير طلباً وطمعاً في رضوان الله سبحانه وتعالى .. ففيه تتضاعف الحسنات .. ولكن يجب علينا وعلى المقتدرين متابعة الفقراء والمحتاجين في كل وقت لنتقرب ونطمع أكثر وأكثر في رضوان الله عز وجل ..

اللهم كن للفقراء والمحتاجين والمساكين عونًا، اللهم أطعمهم من جوع، وأمنهم من خوف، وأسترهم بسترك وأحفظهم بحفظك.. ووسع عليهم وأدخل الفرح لقلوبهم يا حنان يا منان يا رب العالمين .. اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلغنا رمضان ونحن مقبلين على الطاعات وفعل الخيرات ..

اللهم آمين يا رب العالمين .

كل عام وأنتم بألف خير ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات