جراسا -

خاص - الطفيلة لا بواكي لها .. عبارة قصيرة الكلمات غزيرة المعنى تلخص المشهد المأساوي الذي تعيشه المحافظة على صعيد البطالة وفرص العمل.

وقبل التعمق في صميم الموضوع يجدر أن نهمس في أذن الحكومة أن الطفيلة التي ولد من رحمها رجالات وطنيون سطروا بأحرف من ذهب تاريخ الدولة الأردنية ، لا يجوز بكل المقاييس أن تهمش وتحرم من فرص الاستثمار ، ومن المعيب أن تبقى هي المحافظة الأعلى في نسبة الفقر والبطالة .

رغم كل ما ذكرناه آنفا إلا أن ذلك لم يشفع للطفيلة في خطط الحكومة ، بل تعمقت المأساة عقب انهاء عقود قرابة 900 شخص من كفاءات الطفيلة ، يعيلون عائلاتهم ، والآن يخوضون معارك قاسية مع الجوع والفقر ، حيث تم انهاء عقود 520 شخصا من مهندسين وفنيين كانوا يعملون في مشاريع لإنشاء 9 مدارس عن طريق مجلس محافظة الطفيلة "اللامركزية" ، وفق ما أكده نائب رئيس المجلس إياد الحجوج لـ"جراسا" ، الذي أوضح أن المجلس رفع كتابا لوزارة الأشغال بشأنهم ، والى الان بانتظار أن تفي الوزارة بوعودها بإعادة النظر في ملفهم والتمديد لهم.

أضف الى ذلك ، إنهاء عقود 220 شخصا عملوا في مشاريع طاقة الرياح، وآخرون أعدادهم بالمئات كانوا يعملون بمشاريع لسلطة المياه ، وجميعهم الان أيديهم على أكفهم ، تخنقهم العبرات ، ويزفرون بالحسرات ، والحكومة أذن من طين وأخرى من عجين.

الطفيلة راقدة على بركان بطالة لا نعلم متى سينفجر ، وخطط الحكومة لا زالت تغيب هذه المحافظة ، التي هي الأحق في توجيه بوصلة المستثمرين والمشاريع اليها ، ناهيك عن وجود مئات الشواغر في القطاع الحكومي بذات المحافظة ، التي تنادي أبناءها صباح مساء لكن الإهمال الحكومي يقف حجر عثرة دون ذلك.

الفقر والجوع لا يرحم يا حكومة بشر الخصاونة ، واستمرار التجاهل للمحافظة الأولى بتاريخ الوطن ، ينذر بفشل حكومي ذريع ستدفع حكومتك تبعاته غدا إن استمر تناسي هذه المحافظة من فتح الفرص أمام أبنائها ، فتدارك الأمر يا دولة الرئيس .