هناك الكثير من العادات الاردنية والعبارات التي تتكرر في حياة الاردنيين واصبحت جزء من حياتهم اليومية والتي نفتخر بها اخر مفخرة وكثير منها يدل على اللامبالاة والسلبية , من هذه العبارات او السلوكيات عبارة مش فارقة ومش جاية من ... مع انها سبب في معاناة كثير من الاردنيين , كيف ؟
عندما ترفع الحكومة اسعار المحروقات شهريا البعض يتذمر وهم فئة الطفرانين والذين بالكاد اما اصحاب الوضع المريح الى حد ما ومعهم بعض الطفرانين اللامباليون يقولوا يا زلمة مش فارقة ومش جاية من اكمن قرش او دينار فكها يا زلمة فيبلع لسانه الطرف الآخر ويسكت على مضض , وعندما تخفض المحروقات تعريفة , تعريفة فقط يفرح الاردنيون ايما فرح على الكرم الحكومي , ويأتي احدهم ويقول لو خفضوا المحروقات كمان تعريفة كان الفرح فرحين ويرد آخر معترضا يا زلمة مش فارقة ومش جاية من ...
معظم الأجرة في باصات السرفيس والسيارات تكون اقل من مضاعفات الخمسة او العشرة قروش فيأكلها السائق او الكونترول عينك عينك ولا يعيدوا باقي الفكة وعندما تعترض بقلك جارك يا زلمة سيبك مش فارقة ومش جاية من قرشين .., علما انه عندما تكون فرقية الاجرة قرشين والباص راح جاي طول النهار فل ركاب شوف الحصيلة آخر النهار يأكلها الكونترول والسائق حلالا زلالا ولا يرمش لهم طرف مع انها تدخل في باب الحرام والفساد ويأتي السائق وغيره يطالب بمحاسبة الفاسدين واسترداد الاموال المنهوبة , اما ما سلبه من المواطنين بكميات قليلة تدخل في باب الشطارة والفهلوة ... وتدخل في باب مش فارقة ... على سبيل المثال موظف يوميا يذهب الى عمله ويركب على الاقل سرفيسان رايح وسرفيسان جاي شوف حصيلة ما يدفعه على مدار الشهر او السنة ...
تصدر الحكومة الضرائب المختلفة والرسوم وترفع رسوم جواز السفر من عشرين الى خمسين .. من عشرين الى خمسين , تصور من عشرين الى خمسين دينار ولا يهتز لأحد خاصرة وكأننا نكسب من عدو ( نفسي اعيدها مليون مرة ) وكأن الرسوم اصبحت عقوبة على من يستصدر جواز سفر طبعا مجلس النواب الكريم ( على حساب المواطنين ) صادق عليها وفرضها مع ان الحكومة في وقتها كان طموحها ثلاثين دينار ... وقال هي فارقة مع المواطن والا جاية من .. ما هو الجواز مرة كل عدة سنوات , ولا يعرف ان الطالب عندما ينهي دراسته ويحاول الخروج الى احدى دول الخليج مثلا للبحث عن عمل وقد ينجح وقد يفشل في مهمته ولا يجد ما يحلق به على حد تعبير احد الكتاب فكيف بحصوله على الخمسين دينار ...الحقيقة هنا يوجد حسنة وتتجلى المساواة في ابها صورها والتي كفلها الدستور بين المواطنين حيث تساوى الراعي وشرف البطاينة واللي معهوش يشتري جرابات وصديقنا ابو غزالة المليونير مع الاحترام للجميع وانما على سبيل المثال ...المساواة في الواجبات والضرائب ورسوم جواز السفر اما الحقوق والوظائف والمناصب والمكاسب مش فارقة مع المواطن ولا جاية من ....
قرارات كثيرة سلبية تصدر على المواطن على معيشته وتقيد حريته تقابل بمش فارقة وهناك مصطلح يستخدم عند الطواريء اي وقفت على هون وبس ....
لو تم عمل احصائية للمواضيع التي تدخل تحت باب سيبك مش فارقة ومش جاية من ... في حياة المواطنين الاردنيين لوجدت قائمة كبيرة تتسلى بها في اوقات حظر التجول في جائحة كورونا وتشغل وقتك ....
تذهب الى سوق الخضار او الملابس وتحاول شراء ما يلزمك وتحاول مفاصلة البائع للتخفيف من اثار الخراب الذي سوف يحل بجيبتك وانقاذ ما يمكن انقاذه , فجأة يظهر زبون ويشتري الخضار او قطعة الملابس دون مفاصلة وبدون سؤال فيضعك في موضع الاحراج والاستسلام لمقولة مش فارقة ومش جاية من ... وتذهب جهودك في التخفيف من النازلة ادراج الرياح وتقول في نفسك ما هو صاحبنا اشترى وهو يبتسم ...ومش فارقة معه ليش تا تفرق معك ...بعوض الله ...علما انه لا يوجد صندوق تعويضات لمثل هكذا حالات ....
كثير من التجاوزات في تعيينات الفئات العليا والمناصب المختلفة تذهب الى المحاسيب والاصهار وابناء الذوات وصرف الرواتب الفلكية لبعض الوظائف وعندما تذكر ذلك للجماعة اياهم بيقولوا اي وقفت على هون ما هم عينوا فلان وعينوا علان فيما مضى خليها على الله ...
عندما يصدر تقرير ديوان المحاسبة السنوي وتقرأ حجم التجاوزات او الفساد فيه وتناقش ذلك في الجلسات وتتأسف على ما حصل بطلع واحد من زاوية الجلسة وبقلك يا زلمة مش فارقة والا هي وقفت على هون ما هو تقرير الديوان للأعوام السابقة كان فيه تجاوزات شو صار يعني , مثله مثل غيره , عند عمك طحنا .... مين معه ولعه يا اخوان ...
كاتب محترم ومرموق يكتب مقال يناقش فيه سلبيات التعليم عن بعد ويترك مساحة الى اولياء الامور للمشاركة وابداء رأيهم لغايات التفاعل ولفت نظر المسؤولين واذا ب أثنين فقط يتفاعلوا مع الموضوع الأول كتب لله درك ... معتقدا ان الكاتب سيطير فرحا بهذا الاطراء واعتقادي حصل العكس والثاني كتب اي هي وقفت على هاي ...
منذ فترة طويلة وابو العبد يقول لي اكتب في هذا الموضع وانا اماطل واقله اي هي وقفت على هون ....