أيضاً بعيداً عن السياسه .. قراءه متواضعه لجرائم القتل


من غير المعقول ما نسمع به يوميا أو نقرأه على صفحات الجرائد من ازدياد في عدد جرائم القتل والانتحار ,فلا بد من دراسه مستفيظه من القائمين على الاجهزه الامنيه واساتذة كليات الدراسات الانسانيه في جامعاتنا ورجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني للوقوف على الاسباب الموجبه والتي ادت الى تفاقم الظاهره مؤخرا.
لكنني كمراقب عن بعد ومن خلال الاطلاع على اسباب معظمها خلصت الى مجموعه من الاسباب الخّصها فيما يلي:
اولا- غياب الوازع الديني عند مرتكبي هذه الجرائم وهذا يندرج عن ضعف مضمون الرساله الدينيه التي يقدمها الأئمه والوعاظ والتشدد غالباً على امور بعيده عن حيثيات واقعنا اليومي المُعاش ,ففي الجُمع والجماعات يجب ان يركز على عظم هذه الجرائم وعقابها دنيوياً وفي الآخره أكثر مما يركز على بديهيات تعلمناها في المدارس والجامعات ونعلمها صباح مساء لابنائنا.
ثانيا- ازدياد تعاطي فئة الشباب للمخدرات والمشروبات الكحوليه مما يقلل من الاحساس بنتاج ما قد تقترفه يداه اثناء وقوعه تحت تأثير المخدرات والمشروبات فيقدم وبدم بارد على اقتراف جريمته, هنا الدوله مطالبه بتقييم الواقع وان استدعى الأمر اغلاف كل المحال المتاجره بما يغضب الله .
ثالثا- الوضع الاقتصادي بمجمله مما نتج عنه من فقرٍ مُتقع وبطاله ظاهره للعيان بين صفوف الشباب وتعاطيهم مع الانترنت والافلام الرخيصه زاد من تفاقم المشكله,يجب العمل على دمج الشباب في معسكرات للخدمه الوطنيه العامه لاكسابهم خبرات اولا والاستفاده من طاقاتهم المهدوره ولو بأجر معقول ما دامت الموازنه تعاني من عجز.
رابعا- غياب لُحمة الأسره في ظل غياب الوالد للعمل لساعات طويله وكذلك الأم مما اضعف التركيبه البنيويه للاسره وغياب الرقابه الفاعله على الابناء مما سهّل سيطره الاصحاب ومنهم السيئين على الجيل الجديد وزجهم في الممنوعات كمسوغات حضاريه يجهلها الأهل ,الوالدين مطالبون ومسؤولون امام الله عن ابنائهم فعلى عاتقهم تربيتهم ووضعهم على الطريق القويم فذلك افضل من توفير الموبايل وثمن علبة سجائر لهم .
خامسا- تنامي ظاهرة السخط لدى الجيل الجديد من ان المستقبل مظلم حتى لو اكمل تعليمه فطوابير البطاله في انتظاره,هذه مقولة الطلبه الفاشلون ممن يبحثون عن المال ولو كان حراماً لتلبية لا اقول احتياجاتهم بل لمجاراة الاصحاب والخلان..
سادسا- تفاقم المشاكل الأسريه كنتاج لتردي الوضع المالي للاسره بالرغم من عمل الاثنين وازدياد تكاليف المعيشه مما ادى الى احداث بيئه خصبه للمشاكل,وازدياد في حالات الطلاق وترك الابناء للشارع او لدور الحضانه مما اسهم في ازدياد المشاكل الناتجه عن الاكتئاب ومنها الانتحار او المحاوله.
سابعا- ضعف الاجراءات العقابيه بحق مرتكبي الجرائم وطول امد المحاكمات مما قد يؤدي بالعامه الى نسيان الجريمه, هذا الموضوع هو من الاسباب الرئيسه من وجهة نظر الكثيرين فما دام المجرم اعترف بجريمته لماذا لا يصار الى تنفيذ الحكم ودم الضحيه ما زال لم يجف ليكون عبرة للجميع وعلى مرأ من العامه كما هو معمول به في الجوار.
ثامنا- تخلخل الهويه الوطنيه وازدياد العماله الوافده ومن كافة الجنسيات اثرى في تنوع الجريمه ورفدها بممارسات كنا لا نعرفها في السابق,فغالبية العماله هم من الفئه المتدنيه ثقافيا ومعرفيا,مما زاد من مشاكل التعدي الجنسي على نساء واطفال وبغاية اخفاء الجرم الاساس يلجأون الى قتل الضحيه ,تشريعاتنا بهذا الخصوص ما زالت عاجزه عن وضع ضوابط لكل غير اردني يعمل على الارض الاردنيه ,وهذه الاجراءات متبعه في الكثير من الدول الخليجيه حفاظاً على امنها ومواطنيها..
تاسعا- غالبية المشاجرات الجامعيه تقوم بخلفية غيره او حسد للتقرب من فتاه ما, او لما هو اتفه من ذلك اذكاءً للقبليه ..الجامعات مطالبه بدراسة هذه الظاهره والتي اتسعت لتشمل العشائر لتجعل منها ظاهرة المشاجرات الجماعيه والتي غالبا ما اتسعت وطالت ابرياء بحجة الثأر, ففي كل يوم اضحينا نسمع عن مثل ذلك لماذا لا تكون الاجراءات العقابيه تنص على حرمان المتسببين والمشاركين من متابعة الدراسه الجامعيه في كل الجامعات الاردنيه العامه والخاصه..
عاشرا- الجهل بعواقب الجريمه حيث ان المتسبب مآله السجن الطويل الأمد او الاعدام مما سيؤدي سلبا الى تشتت اسرة القاتل والمقتول ,وهنا يحضرني الدور السلبي للاعلام في ابراز هذه الظاهره الدخيله على مجتمعنا والاكتفاء بنقل الخبر المجرد دون مناقشة الاسباب والمشاركه في وضع الحلول لمثل هذه الظاهره البشعه..آمل ان اكون قد وفقت في فتح الباب للنقاش الهادف والبنّاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات