مجلس النواب السادس عشر : تفصيل


دائماً ما تعودنا على كُثرة التهم والتحليلات والإنتقادات التي ترافق تشكيل أي مجلس نواب وبعد إنتهاء الانتخابات النيابية المؤدية اليه , عناوينها الأبرز دائما هي : التزوير, تدخل الحكومة, عدم الشفافية , قوة المال , تصفية الحسابات , المقاطعة ...., ولكن الإضافة الجديدة التي تميز بها مجلس النواب 16, كلمة قوية نوعاً ما حيث سمي بمجلس النواب التفصيل ( عكس الجاهز عند شراء الملابس او الاثاث ) , ولان التفصيل دائما أفضل من ناحية القياسات لأنه يعطي النتائج المطلوبة والشكل المراد الوصول اليه بدقة أفضل من الجاهز , وبالتالي هذا ما رُمي به المجلس 16 , بمعنى أنهم لم ينتظروا من سيصل لمجلس النواب ومن ثم التعامل معه كل على حسب وضعه , بل عملوا على إيصال من يُريدون إليه ومنع من لا يريدونه الجلوس فيه , وهكذا فُصل المجلس على القياسات المطلوبة ليأتي مزبوط FIT , ولكن لا بد من الاشارة أنه مهما كانت دقة الاتقان في العمل والتفصيل فإن القاعدة الاساسية أنه لابد من وجود بعض العيوب والأخطاء أمراً لا يمكن إنكاره وهو ما يُسمى بنسبة التالف أو الإنحرافات , ومع مرور الايام ستظهر هذه الإنحرافات أو العيوب المصنعية على أن يتم التعامل معها في حينه , الدليل القوي الواضح على قوة هذا الطرح وهذا الرأي هي العملية التي تم بها تزكية دولة الفايز رئيسا للمجلس , مع عدم نسيان أنه منذ أكثر من ثمانية شهور والكل يتوقع هذه النتيجة لدولة الفايز , ولكن بالتزكية هي التي جعلت مقولة أن مجلس النواب السادس عشر هو تفصيل , أما الإتقان بالتفصيل والبراعة فهي موضوع سيتم الإجابة عليه لاحقا مع بدء العمل النيابي التشريعي الفعلي.
دخول + خروج + بقاء شخصيات من الوزن الثقيل
لعل التعامل مع قضية الدخول سيكون صعبا جدا لان أكثر من نصف الداخلين الى مجلس النواب من الجدد FIRST TIME , وبالتالي نظرا لعدم وجود أية خبرات تشريعية سابقة فسيكون الحكم عليهم غير منصفا حاليا , أما الحكم على كيفية دخولهم ونجاحهم , فهذا ايضا أمر مُتربط بالتهم المرافقة لجميع المجالس النيابية المشكلة جميعا من تزوير او قوة المال او رغبة الحكومة ...الخ , وبالطبع فمن غير المنطقي عدم تناول رغبات الشعب من الناحية الفكرية او العشائرية ( الاقوى ) , فمنهم من نجح بهذه الاسباب دون تدخل الحكومة او استخدام قوة المال .
أما الخارجون فهم نوعان : الاول الخارجون بعدم ترشحهم , والثاني الخارجون بعدم نجاحهم , ولعل كل من معالي عبدالهادي المجالي و دولة عبدالرؤوف الروابدة هما الإسمين الأبرز بعدم ترشحهم ( خروجا ) , أما الغير ناجحين فهم كُثر : العكايلة و الدباس والجازي , والاقوى بينهم هو معالي سعد هايل السرور , المنافس الاقوى على رئاسة مجلس النواب بإستمرار , ورئيسه لعديد الدورات , وبخروج معالي السرور بعدم النجاح فإن غالبية الاراء انحصرت بين إتجاهين : الاول أنه مُتعمد مقصود من قبل الحكومة لان وجود السرور في مجلس النواب لن يكون موافقا ومناسبا لعملية تفصيل المجلس , حيث ان السرور لم يكون ليقبل ان لا يُرشح نفسه الى رئاسة المجلس وفق أي صيغة أو إتفاقية , , فإذا كان الباشا المجالي الأكثر رئاسة يبقى السرور الأكثر والأشد منافسة له ويليه بالتنصيف من حيث عدد مرات تولي الرئاسة , وبالتالي فإن أهم خطوط وشكل تفصيل المجلس بكون دولة الفايز رئيسا له لن تتم بسهولة إن تمت أساسا بوجود السرور, أما الرأي الأخر في عدم نجاح معالي السرور هو القائل بوجود خطأ , وأن خروجه لم يكن مقصودا وأنه أساسا كان ضمن عملية التفصيل , ولكنه من الاخطاء التي ظهرت أثناء عملية التفصيل ولم يُنتبه لها , ونعم تم لاحقا تصويب أو تعديل أو ايا ما كان التعامل مع وضعية معالي السرور بإشراكه وزيرا للداخلية في الحكومة الجديدة , لانه ليس من المنطقي شخصية بحجم وتاريخ معالي السرور ان لا تكون مشتركة في الحياة السياسية في الاردن , أوعلى الاقل ضمان عدم وجوده في أي جهة اخرى غير جهة السلطة التنفيذية , لأنه ايضا مجرد فكرة إنتقال السرور الى صف المعارضة أو الصفوف الغاضبة فكرة مرعبة لا تريد تجربتها اية حكومة مشكلة او معدلة .
بقاء شخصيات من الوزن الثقيل
قد يعترض البعض على تصنيف الوزن , ولذلك أقول ذهبت للوزن الاقوى تاركاً لكم حرية التنقل بين الأوزان , ولكن بقائهم في حقيقة الامر أتى من جميع الطرق السابق ذكرها أعلاه , فهم لم يكونوا من المصنفين خروجا , و وجودهم لن يؤثر سلبا او إيجابا في موديل التفصيل للمجلس , لا أقول انه و عدمهم واحد , ابدا ليس هذا ما قصدته , إن ما قصدته أنهم مجرد لم يكونوا ليؤثروا في النتائج المتوقعة والمنتظرة , ولا بد الاشارة الى أن بعضهم سيُعتبر لاحقا من العيوب المصنعية لعملية التفصيل , وقد يكونوا من الذين سيضربون مدويل هذا التفصيل وإفشاله , فالكثيرين يراهنون على أنه هنالك مجموعة من النواب الجدد أو العتاقى سيكونون كالحصان الاسود , وهذه فرصتهم لإثبات قوتهم وأحقيتهم بمكانتهم في المجلس كنواب شعب .
تعديل حكومي= حكومة جديدة
عملية الرهان على بقاء او ذهاب دولة الرفاعي كانت بين شد ومد , والكل كان مقتنع برايه, الذين أكدوا ذهابه والذين أكدوا بقائه , النتيجة بقائه .... والسؤال هل بقي الرفاعي الذي عرفناه سابقا , و انتصر الذين أكدوا بقائه ؟؟؟؟, لا أعلم المعالم غير واضحة , قد يكون الرفاعي بفكره السابق قد ذهب , والرفاعي الحالي بفكر وحلة جديدة , ونعم بالتاكيد بوجود مجلس نواب جديد ( مفصل), وقد يكون بقي الرفاعي بفكره كما بجسده , إذاً الإحتمالات مفتوحة , ولكن المتفق عليه فعليا أن هنالك إنسجام واضح وقوي بين المجلس والحكومة , وبالتالي الثقة أمر مفروغ منه , وبالتاكيد أيضا لن تمر الثقة بسهولة إستنادا الى خطابات ومواقف بعض النواب , ولا أستبعد هجوم قوي وشرس على حكومة الرفاعي السابقة والمشكلة حاليا , ولكنه بالنهاية موثوق به وبحكومته , خروج وزراء ودخول وزراء وبقاء وزراء !!!!!!
ترى هل أيضا تم تشكيل الحكومة الجديدة بالجاهز أم بالتفصيل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟, نعم لقد أُدخل السرور الى الدوار الرابع , والسؤال الفارض نفسه , هل سيبقى السرور في الدوار الرابع ( أو قصر الضيافة الخاص بدولة الرئيس) , هل سيخرج ضمن صفقة , ام ان رجل بحجم السرور وتاريخه لا يمكن وضعه في أي تفصيل وبقائه ضمن جوقة منظمة !!!!!!, قادم الايام و واقع الاحداث الاتية هي التي ستفصل في هذه الامور.
منطقية الطرح و وسطية التعامل ( الفكر الحسني)
لأننا يجب أن نلتزم بالموضوعية والمنطقية في الطرح , وإعتمادا على الفكر الحسني الداعي الى الوسطية والتعامل العلمي المنطقي مع الامور , وجبت الإشارة هنا الى ان كل ما سبق ذكره أعلاه , ليس حكما على نتائج الأعمال قبل ظهورها وبدئها , هي مجرد تحليلات وتوقعات لما حصل أو سيحصل , ولكن لنحكم عليهم من باب النجاح والفشل , فهذا أمر يستلزم الإنتظار والمراقبة , لان نتائج أعمالهم وسياساتهم هي التي تُحدد التقييم أو الحكم عليهم , فلننتظر السادة النواب ماذا سيفلعون , ولننتظر دولة الرفاعي بفريقه المتنوع ماذا سيفعلون , والخارجون بعدم النجاح او بعدم الترشح ماذا سيفعلون, ولننتظر رئاسة الفايز ما ستفعل , وبعد ذلك أو على الأقل أثناء ذلك نحكم ونقيم , ولا نفترض سوء النية , أو نتنبأ بالفشل مُقدما , بل نمد لهم الآيادي ونُعلن راية التعاون والتكامل , فكما لنا عليهم حقوق لهم علينا , لن نكون طابورا خامساً , او شوكة في الحلوق , بل سنكون سنداً وعونا دائما وأبدا , وإذا ظهر التقصير وبدأت نتائج الفشل بالظهور سنكون مرشدين ( مقرعين ) , من أجل المصلحة العامة , وهذه هي السياسة الفارضة نفسها : النجاح لنا جميعا والفشل لمن وقع فقط .

Hazmaj1@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات