القمح لم يعد قمحنا .. عالبال بعدك يا سهل حوران .. !!؟؟




الجيل القديم ، جيل الزمن الجميل يتذكرون أغنية المطرب الراحل فهد بلان الذي تغنى بجماليات سهل حوران سلة الغذاء للاردن وسوريا والتي مطلعها

عالبال بعدك يا سهل حوران...
شرشف قصب ومطرز بنيسان ....
عرسك صبايا، ولمّتك خلان.....
واني غريب أسأل عن الرفقة
عالبال بعدك يا جبل حوران...
يحرم عليّ أبدلك بالغير
ريحة هلي منك يا سهل الخير
بالله لو رحت المسا يا طير
مسي عليهم ... طالت الفرقة

حوران عبارة عن إقليم جغرافي متكامل يضم الهضبة الواقعة بين حوض دمشق في الشمال ومنخفض وادي اليرموك وجبال عجلون ومنخفض وادي الأزرق ووادي السرحان في الجنوب والجنوب الشرقي كما تمتد بين جبل الشيخ وهضبة الجولان في الغرب والجنوب الغربي والبادية من الشرق ولقد كانت حوران تضم جبل العرب وجبل الجادور وجبال اللجاه وجبال الجولان وعجلون وسهل عجلون وسهل حوران وسهل النقرة .
ومن المأكولات التي اشتهرت بها منطقة حوران الأردنية: مناسف البرغل، والمطبق والكعاكيل والمكامير، والمردد، والمبصل، وما يتعلق بالعجين والبصل وجميعها من خيرات الارض حتى شوربة الجعدة مع الحمص واللبن، وكلها تعتمد على القمح كمادة رئيسية لإعداد هذه الثقافات المتنوعة، فالقمح، واللحوم، والألبان هي المواد الأساسية في عملية تأمين الغذاء الكامل لمئات آلاف البشر؛ الذين سكنوا سهول حوران وما حولها .

اليوم نرثي حالنا واحوالنا عندما كان القمح قمحنا ، والفرن من صنع جداتنا من تراب بلدنا مش مستورد ومن حقنا اليوم ان نبكي على حال الوطن وحالنا ،حيث شحنات القمح المستورد المفأرن والمسرطن والمديدن الذي جلبته لنا الحكومات الفاسدة .
منذ استشهاد وصفي التل أصبحت الحكومات تحارب القطاع الزراعي من خلال فتح التنظيم على الأراضي وبدلا من التوسع إلى الشرق بتنا نتوسع على حساب الأراضي الزراعية المعطاء وبالتحديد غرب عمان وسهل حوران في اربد والرمثا .
والسؤال الذي يضع خلفه مئات علامات الاستفهام من اجهض مشروع وصفي القائم على عدم التوسع العمراني في المناطق الزراعية الخصبة ؟؟ أليست الحكومات الفاسدة التي بلانا الله بها ، اليس نواب ووزراء البزنس والعطاءات والتلزيمات وراء مصائب البلد .
ألم يضع الشهيد وصفي التل رحمه الله مخططا لتوسعة عمان باتجاه الشرق وترك غرب عمان وسهول حوران في الشمال للزراعة وكذلك تنظيم الاراضي شرق وغرب السكة .


إلى جانب ذلك، فقد وجهت الدولة جهودها منذ السبعينيات نحو توظيف أبناء الريف والبادية في مؤسساتها بالقطاع العام ( راتب المعاش) بدأ أبناء الريف بهجرة الأرض ( يعني الثروة الزراعية) وكذلك البدو ( يعني الثروة الحيوانية) لصالح الوظيفة الحكومية، وزاد عدد الساعيين لها واتجهوا للدراسة الجامعية فتم بيع الاراضي والمواشي من اجل الكرتونة الجامعية واليوم ديوان الخدمة المدنية تحول الى بنك للعاطلين عن العمل ، في مؤشر على تحول شكل الاقتصاد من إنتاجي إلى خدمي، وتزاحم أبناء الريف والبادية إما للالتحاق بالجيش والامن أو الوظيفة في القطاعات الحكومية وهجروا وباعوا اراضيهم الزراعية.

الزحف العمراني او الكتل الخرسانية او البناء العشوائي او الباطون والاسمنت تعددت الاسماء والمصيبة واحدة ، وحش اسمنتي تمدد على الرقع الزراعية التي كانت تمثل أمننا الغذائي والمعيشي واكتفائنا الذاتي بالنسبة للفرد والدولة خاصة في سهل حوران جنة الله في الارض وحواكير عمان الغربية ، وبيادر وادي السير وغيرها وسط غياب قوانين منظمة وصارمه وضعف اداء جهات حكومية كانت هي السبب في هذا الغول الاسمنتي الذي ابتلع جميع اراضينا الزراعية وترك لنا الاراضي الصحراوية خاوية على عروشها مثل صحراء الربع الخالي .
تمدد ربما مقصود ومتعمد ومدروس أنهى حياة أخصب الاراضي الزراعية في العديد من محافظات المملكة لنرى اليوم الكتل الاسمنتية والاسكانات العشوائية التي زرعت على حساب اشجار الزيتون القابعه في الاراضي منذ عهد الرومان وكروم العنب والحقول الذهبية من سنابل القمح والشعير التي كان لها شأن كبير، لو خرج الشاعر عرار من قبره وشاهد الكتل الاسمنتية في الاراضي الزراعية الخصبة هل سيغير قصيدته التي قالها في الاربعينيات :
القمح قمحي والبلاد بلادي ... ربما ..!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات