جراسا -

خاص- رائده شلالفه - هي ملحمة نضال من نوع جديد، أسست لأحد أشكال الثورات الجديدة في موات الموقف العربي الرسمي على مدّونة الصراع العربي - الصهيوني ، عنوانها الابرز " أن لا لوجود الدنس الصهيوني على الخارطة العربية  والاردنية " .

 لم تحول نسائم تشرين ليل عمان الباردة مساء الخميس الماضي دون تجمع أحرار العروبة "جك" على رصيف مسجد الكالوتي في اعتصامهم الدوري الـ 36 الرافض للوجود الصهيوني على أرض الاردن، والمطالب باغلاق سفارة العدو في منطقة الرابية الاردنية، حيث احتشد الشبان والاطفال، النسوة والرجال، في قزحية يطرزها الوعد والعهد أن لا يطأ بيدرك يا عمان بمن تلّوثت يداه بلون الجبن والغدر لأبناء صهيون وهي لسماتهم أقبح عنوان !

في الاعتصام الـ 36 لفّهم مجددا ليلُ عمان وهتاف شبان آمنوا بعروبة الأرض والحجر ، واستحضروا ودون سابق ترتيب أنفاس ثوار صنعوا التاريخ ، وأصّروا أن الهامة العربية لها حراسها، وأن الغريب الدخيل لا مكان له في مواسم عماننا !!

لا سفارة صهيونية.. على الأرض العربية
لا سفارة صهيونية.. على الأرض الأردنية

وعلى الرغم من برودة الطقس، وعتمة مساءات الأمكنة، واصل المجتمعون حضورهم، وصدحت هتافاتهم الندية في فضاءات مفتوحة لا تعترف باتفاقيات لا تشبه مسمياتها ، فعن أي اتفاقية سلام يتحدثون وطرفها عدو هو ذاته العدو الذي دلف اليه العربي قبل 32 عاما في كامب ديفيد وأتبعها بدخوله الى المستنقع الصهيوني في اتفاقية السلام المزعوم في تشرين الاول 1994 بفارق ثمانية عشرة عاما من الخزي والهوان والتبعية :

كلمة حق صريحة .. وادي عربة فضيحة
كلمة حق صريحة .. كامب ديفيد فضيحة
وجدد المعتصمون دعوتهم الى من يماثلونهم بالحرية والايباء بأن .. وحّد صفك وحّد صفك
 بالعالي سمعني حسك..

 .. إلى .. لا بضائع صهيونية .. لا قواعد أمريكية .. وحدة وحدة وطنية

وحيا المعتصمون أخوتهم في ارض فلسطين حيث مهبط الانبياء، وحضرت مجددا "موطني" في حناجرهم الوفية لأخوة السلاح والمقاومة وليس لمحترفي لعبة القرار العربي والمفاوضات المعيبة :

موطني موطني
الشباب لن يكل عزمه أن يستقل أو يبيد
نستقي من الردى و لن نكون للعداء كالعبيد
لا نريد
ذلنا مؤبد و عيشنا منكد
لا نريد بل نعيد مجدنا التليد
موطني موطني
الحسام و اليراع لا الكلام و النزاع رمزنا
مجدنا و عهدنا و واجب الى الوفاء يهزنا
عزنا
غاية تشرف و راية ترفرف
يا هناك في علاك قاهرا عداك

وفي ترنيمة حزينة ربما، لكنها تحمل روح الصمود والرفض، كما تحمل روح السخرية السوداء لفرضية السلم والسلام مع أعداء الدين وقتلة الانبياء، كانت "اليويا" حاضرة أيضا في الوجع والفرح، في القهر والتمرد، في الامل لا الهزيمة، حيث كانت تشاركية غنائية حد ثورة الوجع لأولاد حارتنا :

يويا يا ولاد حارتنا ..يويا
نصبو طارتنا ..يويا
طارتنا تطير .. يويا
طير العصافير..يويا
تروي الاحزان..يويا
كان يا مكان ..يويا
يوم سبت سبات ..يويا
اجو الخواجات ..يويا
اخدوا حارتنا..يويا
كسروا لعبتنا..يويا
رفضنا نهاجر ..يويا
قال الاوامر ..يويا
قال الي بيقول ..يويا
شده وبتزول..يويا
ولا شده زالت ..يويا
ولا دنيا دارت..يويا
صرنا لاجئين ..يويا
بكرت التموين..يويا
زي طير مهاجر..يويا
في الدنيا مسافر..يويا
يعني الموضوع ..يويا
عيسى الياسوع..يويا رجعو صلبوه ..يويا
وبرصاص طخو..يويا
والأمر الواقع..يويا
قمع ومواجع..يويا
ممنوع تشكي ..يويا
وممنوع تحكي..يويا
طب نسكت ليش..يويا
لقمة العيش..يويايلعن أوها ..يويا
علي جابوها..يويا
ليش السكوت ..يويا
ما كله موت.. يويا

وليس كله موت بالضرورة .. فالارادة الجمعية العربية رغم اختزالاتها راهنة قيد الحلم .. وقيد غدٍ خالٍ من الصهيونية والتبعية والخذلان المحتوم بكل ضرورة !!

يشار الى أن الاعتصام الـ 37 القادم سيكون بذات المكان والزمان من مساء الخميس القادم الساعة السادسة مساء الثاني من كانون الاول 2010
فشاركو معنا ..