الشعب الباكستاني العظيم يطرد السفير الفرنسي


ما سمح به ودافع عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ما كرون مؤخرا بكل وقاحة واستعداء للعرب والمسلمين وهو يؤيد إعادة نشر الصورة الكريهة ليس بجديد فقد وقع قبل ذلك من بعض الصحف الدنمركية والنرويجية وبإصرار على التطاول والانتقاص لسيد ولد آدم وخاتم الأنبياء والمرسلين وخير الخلق أجمعين والمبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم حين صوره في إشكال مختلفة ففي أحد الرسوم اظهروا رسول الله في صورة آثمة وقحة تمثل وقاحة الكفر وأهله وهو " مرتدياً عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه " وكأنهم يريدون أن يقولوا إنه مجرم وفي أخرى يظهرونه " كإرهابي يلوح بسيفه ومعه سيدات يرتدين البرقع " وصور أخرى غيرها لا تقل بشاعة وشناعة عنها ( أَلا ساء ما يَزِرونَ )

إن هذه الأفعال التي حصلت في الماضي القريب من الدنمرك وأيدتها جارتها النرويج ثم تعاد اليوم في فرنسا بطريقة عنصرية مقيتة وتسكت عنها الدولة الغربية بل وتدافع عنها ضمن حرية الرأي الفاجرة لهي برهان جديد ساطع ودليل قاطع على أنها حرب عدوانية قذرة وغير أخلاقية تشن ضد الإسلام والمسلمين فهل يفهم أولئك الذين يخطبون ود الغرب ليل نهار هذه القضية أم لا يزالون في غيهم يعمهون وهل يدرك المسلمون في كل إرجاء المعمورة انه لا خير في أمة يشتم دينها ونبيها وهي تقف عاجزة عن الدفاع عنه

إن حالة العداء للإسلام والمسلمين في فرنسا تجاوزت كل الخطوط فهناك تعبئة عامة ضد الإسلام على كافة المستويات بدءاً من التصريح الذي نقل على لسان ماكرون والذي قال فيه إن " الإسلام يمثل تهديداً على المستويين العالمي والمحلي " الى حكومته التي أظهرت عدم التسامح تجاه الأقلية المسلمة ومحاصرتها بالقوانين المجحفة والممارسات العنصرية البغيضة مرورا بمواقع الإنترنت التي يطلقها فرنسيون أفراداً ومؤسسات خاصة تحذر من المواطنين المسلمين لأنهم إرهابيون وقتلة وانتهاء بالحملة العامة في الصحف ومحطة التلفاز والفضائيات الرسمية والأهلية التي أعلنت الحرب بشراسة وبلا هوادة ضد الإسلام والمسلمين

النبي الكريم لا يحتاج إلى تزكية أحد ولا يضره تطاول بعض الأقزام عليه لأن الذي زكاه رب العالمين حيث زكاه في أمانته وأداء الرسالة فقال تعالى ﴿ وما ينطِق عَنِ الهوى ﴾ وزكاه في قلبه وعقله فقال ﴿ ما كذَب الْفؤَاد ما رأَى ﴾ وزكاه في خلقه فقال ﴿ وَإِنك لَعلَى خلقٍ عَظيمٍ ﴾ وزكاه في معاملته للناس مؤمنهم وكافرهم فقال ﴿ وما أَرسلناك إِلّا رحمةً للعالمين ﴾ ثم خصه الله تعالى بخصائص دون غيره من الأنبياء والمرسلين ويكفي رسولَ الله شرفا أن الله تعالى قد جمَع له كمال الخَلق والخلق وفضائل الأقوال والأعمال وقد شهِد بذلك بعض المستشرقون المنصفون من أعداء الإسلام ( والحقُّ ما شهِد به الأعداء ) حين اعتَبروه من أعظم الشخصيات تأثيرٍ عالمي في مختلف المجالات عبر التاريخ البشري بل هو الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل اسمي وابرز في المستويين الديني والسياسي وهناك في كل عصر وزمان أعداءً للأنبياء وأهل الحق وهي سنةٌ جارية قال تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون )

ومن بين الشعوب الإسلامية التي أحسنت صنعا بقوة وبأس وثبات في الدفاع والانتصار لخير البرية شعب باكستان العظيم وهم يرسمون أروع لوحة إسلامية اسطورية مشرفة في الانتصار لنبيهم الكريم من خلال الاعتصام المتواصل بحشود مليونية ضاغطة مما جعل الحكومة الباكستانية توافق على طرد السفير ‎الفرنسي المعتمد لديها مارك باريتي وعدم إرسال سفير باكستاني إلى ‎فرنسا بعد إصدار تشريع برلماني بذلك بالإضافة إلى استمرار ‎مقاطعة المنتجات الفرنسية رسميا مقابل قيام جماعة ( لبيك يا رسول الله ) بإنهاء اعتصامها ووقف مسيراتها في العاصمة إسلام آباد الذي بدأ في أعقاب الرسوم المسيئة للرسول في فرنسا في الأيام الأخيرة

وقد انتقد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في خطابه إلى الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يعقد هذا العام افتراضيا على الإنترنت بسبب الجائحة إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد ووصفها بإساءة استخدام حرية التعبير في وقت تنامت فيه بشكل كبير جرائم الكراهية ضد المسلمين في الغرب

وان كل ما تدعيه فرنسا من أسس ومبادئ الثورة الفرنسية من حرية وإخاء وعدالة ومساواة وديمقراطية ودولة قانون ومؤسسات ما هي إلا بضاعة معلبة للتصدير الخارجي بقصد تحسين وتلميع وجهها وإخفاء عيوبها في مجال حرية الرأي واحترام الأخر بناء على المعتقد الديني والايدولوجيا وحقوق الإنسان

وها نحن نرى من وقت إلى آخر أن التطاول يتكرر على رسول الأمة صل الله عليه وسلم ولا عُذر لنا أمام الله إذا خلص إليه شيء وفينا عين تطرِف ونتيجة لضعف المسلمين وهَوانهم على الناس فلا نرى التطاول إلا على مقدّساتهم وثوابتهم ورسلهم او أنبيائهم بسبّهم وانتقاص حقهم والهجوم الشرس الذي تقوده فرنسا الآن ممثلة برئيسها على نبيّنا صل الله عليه وسلم

هدفه الصد عن سبيل الله وإحداث الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد ولكن رب ضارة نافعة وذلك لأنه عند كل تطاول وهجوم يزداد إقبال الناس على الإسلام ونبي الإسلام كي يتعرفوا عليهما أكثر فيدخلوا في الإسلام وكذلك فقد رفَض كثير من العقلاء من غير المسلمين هذا الفعل الشائن وتظاهروا مع المسلمين ضد هذا التطاول فأَولى بنا أن نقاطع منتجات هؤلاء وليس هذا فحسب بل ونقاطع أفكارهم ومبادئهم الباطلة ونذب عنه وعن سنته ولو بذلنا من أجل ذلك أرواحَنا وأموالنا وكل ما نملك فليس عندنا أغلى وأحب إلى قلوبنا بعد الله من رسوله

عذراً يا رسول الله إن تخاذلنا في الدفاع عنك فإن بعضنا مشغول بالأسهم المالية والصفقات التجارية وعذراً يا رسول الله فإن المال أحب إلى قلوب بعضنا منك وعذراً يا رسول الله فإن العطور الفرنسية أحب إلى بعضنا من الدفاع عنك عذراً يا رسول الله فإن مصالحنا الدنيوية مقدمة عند بعضنا عليك وعذراً يا رسول الله فإننا نغضب أشد الغضب إذا اغتصبت أموالنا ولا يغضب بعضنا لك وأنت يُساء إليك علناً بلا حياء ولا خوف ولا وجل

أيها المسلمون آن لنا أن نقفَ وقفةً جادة ونفجر غضبَنا السلمي عليهم بالأفعالِ التي لا يمكن تجاهلها تعالوا لنطعنهم في شريانِهم الرئيسي وفي سِر قوتهِم تعالوا نطعنهم في اقتصادِهم دون أن نخسرَ شيئا ونكون بذلك قد حطمنا جزءاً من كبريائهم أوقفوا كل التعاملات التجارية مع فرنسا حتى يتم الاعتذار علنياً ورسمياً " قاطعوهم قطعهم الله "

أما بالنسبة لحرية الرأي وادعاء فرنسا أنها حاميتها وركيزتها فهي مسالة مزاجية بحته وتطبق بمعايير وموازين مختلة ومختلفة ليس فقط على المسلمين بل حتى على بعض الفرنسيين ففي عام 2019 أدانت محكمة فرنسية رجلين فرنسيين بتهمة الازدراء بعد ان ( احرقا دمية تمثل الرئيس الفرنسي ) ما كرون خلال مظاهرة سلمية في المقابل ان إعادة نشر الصور المسيئة للنبي محمد يجدد دعمه لها لما يراه فيها من حرية للرأي ثم يسعى لتبرير خطيئته وليس الاعتراف به ويرسل وزير خارجيته الى مصر وبعض الدول الإسلامية لإيقاف مقاطعة المنتجات الفرنسية وبعد ان أيقن فشل مهمته رجع الى سيرته الأولى وكرر خطابه الوقح وقال ( ان استياء البعض لن يمنعنا من حرية التعبير ) يذكر ان أول فتوى بوجوب مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية صدرت عام 1898 م عن الشيخ محمد المكي بن عزوز التونسي دعا فيها الى المقاطعة الاقتصادية للمحتل الفرنسي

ولا يسعنا إلا نفخر ونعتز وندعم شعب الباكستاني العظيم لموقفه الشريف والصلب ضد فرنسا فهاهم يكسرون انف رئيسها المفصوم والأرعن وألف تحية وتعظيم لهذا الشعب المؤمن والجبار الذي يمثل أحرار الأمة وهو دائما يلبي الواجب وتجده في الطليعة في الدفاع عن فلسطين وكل القضايا الإسلامية وخصوصا عن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام حيث اثبت الشعب الباكستاني ذي المعدن الأصيل والإرث الحضاري المشرف في نصرة رموز ومقدسات الإسلام أنه شعب حي و ان هناك في هذا البلد المسلم الذي يستحق قيادة العالم الإسلامي حرية وحكم رشيد جاء باختيار الشعب ففرض قراره وكم نتمنى أن نكون في مستواه وان تفيق الشعوب العربية من سباتها وتتأثر بهذا الموقف البطولي النبيل وهذه الصفعة القاسية على وجه ما كرون

على الدول الإسلامية أن تهب لنصرة نبيها وأن تستنكر ذلك أشد الاستنكار وأن ترفع عقيرتها بالتنديد والغضب والمطالبة الجادة في المؤتمرات والمحافل العامة رعاية لحق من أهم حقوقها وعلى المؤسسات أن تقوم بدورها من خلال كتابة بيانات تستنكر فيها هذا الفعل المشين وتطالب بمحاكمة هذه المجلات الساقطة رداً لاعتبار أكثر من مليار ونصف مسلم فمزيداً من التواصل والتعاون على الحق والبر والتقوى ايها المسلمون حتى وقف كل إشكال التحريض والتمييز و الكراهية والعنف ضد نبينا الكريم والإسلام والمسلمين

فو الذي كرم محمداً صل الله عليه وسلم وأعلى مكانته لبطن الأرض أحب إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق وندافع عن رسولنا بارك الله في شعب باكستان وجزآهم عن نبيهم وأمتهم خير جزاء

اللهم كل من أساءوا إلى نبينا ورسولنا الكريم وإخواننا المسلمين خذهم بالصيحة وأرسل عليهم حاصباً اللهم صب عليهم العذاب صباً اللهم اخسف بهم الأرض وأنزل عليهم كسفاً من السماء اللهم اقلب البحر عليهم ناراً والجو شهباً وإعصاراً يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم
mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات