حكومات أردنية لم تعمر طويلاً


مرت الحكومات الأردنية السابقة بأحداث غريبة، فقد تشكلت حكومات لعدة أيام، جاءت في ظروف اقتصادية، وسياسية صعبة، طرأت على المنطقة العربية، وكانت نتيجة للسياسة الاستعمارية المتبعة من قبل بريطانيا، ومن المؤكد أننا لن ننسى الحكومة الأولى في عهد الأمير (الملك) عبد الله الأول، وكانت برئاسة الدرزي السوري الأصل رشيد طليع، إذ لم تستمر أكثر من بضعة أشهر، وكان السبب الرئيس لاستقالتها؛ رفض الحكومة البريطانية التعامل مع هذه الحكومة، وعدم دفع رواتب الوزراء، فاستقالت بعد شهران وإثنا عشر يوماً.
علل رشيد طليع سبب استقالة حكومته؛ بعدم قدرة الحكومة على دفع الرواتب لعدم التزام الحكومة البريطانية بالمساعدات التي تعهدت بها، ما جعل الحكومة في ضعف مالي، وحدوث عصيان مدني في منطقة الكورة، بسبب تحصيل وفرض ضرائب جديدة، مع عدم قدرة المتصرف معالجة المشاكل بوجود قوة درك قليلة العدد والعدة.
أما في عهد الراحل الكبير الحسين بن طلال؛ فقد جاءت حكومة الشهيد هزاع المجالي الأولى التي تشكلت في (15 – 12 – 1955)، واستقالت في (20- 12- 1955)، أي أنها لم تستمر سوى خمسة أيام فقط،
وجاءت أيضاً حكومة الزعيم محمد داوود العباسي في السبعينات، وقد تشكلت بتاريخ (16- 9- 1970) واستقالت في (24- 9- 1970)، بقيت حوالي ثمانية أيام، وكان عباسي قدم استقالته للسفير الأردني في القاهرة حازم نسيبة، معللاً سبب الإستقالة أن الحكومة لا تستطيع أن تمنع تدهور الأوضاع السياسية والعسكرية في الأردن، وأن الحرب الأهلية باتت على الأبواب، وينصح بتشكيل حكومة مدنية تعمل على استرجاع هيبة الدولة بسبب الفوضى القائمة في ذلك الحين، وتكليف الحاكم العام بإعادة ضبط الأمور.
لم تأتي حكومات على شاكلة الحكومة العسكرية العبثية بعد هذا التاريخ، لكن جاء وزراء قدموا استقالاتهم بعد يوم واحد من التشكيل؛ لأسباب لا نريد أن نتعمق بالبحث عنها، ونحترم قرارات هؤلاء الوزراء، لكن من حق المواطن أن يعرف بأن هناك حالات حدثت في تاريخ الأردن؛ ذلك التاريخ الذي نحاول استرجاعه كلما توفرت لنا معلومات ذات قيمة تاريخية.
من الشخصيات التي رفضت، أو استقالت من المنصب الوزاري، الوزير حمد الفرحان، والوزير مالك حداد.
الوزير ليوم واحد المرحوم حمد الفرحان الحلالشة: مواليد اربد النعيمة عام (1921)، درس في ثانوية السلط وتخرج فيها هو وخليل السالم ووصفي التل، وقد حصل الثلاثة على أعلى المعدلات التي تؤهلهم للحصول على بعثة في لبنان.
درس حمد الفرحان في الجامعة الأمريكية؛ هو، وخليل السالم، ووصفي التل وتخرج فيها عام (1942).
عمل الفرحان في وزارة المعارف (التربية والتعليم لاحقا) مفتشاً من عام (1944 – 1945).
عمل سكرتيراً في رئاسة الوزراء عام (1947)، ومراقباً للعملة والمطبوعات عام (1949).
عمل مديراً عاماً لدائرة الإحصاءات العامة من (1949 – 1951)، فوكيلاً لوزارة الاقتصاد الوطني، من عام (1951 وحتى عام 1955).
اختاره دولة سعيد المفتي وزيراً، لكنه استقال في اليوم التالي لتشكيل الحكومة، وطلب إعفائه من المنصب الوزاري، وعاد وكيلاً لوزارة الاقتصاد الى أن قدم استقالته من الحكومة ليعمل في القطاع الخاص، بمعنى أنه خدم وزيراً لمدة يوم واحد فقط..
وزير النقل مالك حداد: دخل حكومة الدكتور هاني الملقي الثانية بتاريخ: (28- 9- 2016) بعد أن أقسم اليمين الدستورية أمام الملك، استقال في اليوم التالي لتشكيل الحكومة، أي بتاريخ (29- 9- 2016).
وزير آخر غادر المنصب الوزاري بعد إقالة الحكومة، وذهب الى مكتب وكيل الوزارة، ليعمل بدلاً عنه في ذات الوزارة، سبب حرجاً لوكيل الوزارة الأصيل، وللوزير الجديد، مما استدعى تدخل الرئيس وصفي التل بعد أن أبلغه الوزير بأن الوزير السابق يرفض مغادرة مكتب الوكيل، قال الشهيد التل للوزير؛ أخبر فلان أنه إذا لم يغادر خلال دقائق فإن وصفي سيخرجه بالعقال...
غادر الوزير السابق مسرعاً لأنه يعرف دولة وصفي التل جيداً بأنه إذا قال فعل، ونعتذر من القراء الأعزاء على أننا لن نذكر اسم هذا الوزير احتراماً له، لكننا ربما بعد رحيله سنفتح ملفه بالكامل أو نتركه مغلقاً الى الأبد...
هناك وزارة أطلق عليها وزارة شؤون المرأة لم تستمر أكثر من أربعة وأربعين يوماً، وكأنها جاءت (شُغل مرضوة) للوزيرة، أو لتأمين تقاعد مدى الحياة لهذه السيدة.
وهناك سيدة إعلامية صارت وزيرة أعتقد لمدة شهر واحد، وخرجت بتقاعد وزير.
بلدنا كريم وأهله كرام، وحكوماته أكرم، ومكارم الحكومات لا تنتهي، من يعمل بالدرجة العليا يوماً كأنه عمل الدهر كله، يعني من المؤكد أن تقاعد الوزير مهما كان؛ فإنه لا يقارن بتقاعد موظف عادي خدم ثلاثة عقود على الأقل، وخرج بتقاعد لا يطعمه خبزاً.
من لديه معلومات عن أي وزير ترك منصبه بعد يوم، أو بعد أيام قليلة؛ فليزودنا بهذه المعلومات، مع الشكر الجزيل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات