"إني أرى شجراً" الديوان الثالث للشاعر صلاح ابو لاوي


جراسا -

رائده شلالفه - في تجربة الشاعر صلاح أبو لاوي، صاحب ديوان "ليتني بين يديك حجر" وديوان  "الغيم يرسم سيرتي" وصاحب الديوان الثالث الذي صدر حديثاَ " إني أرى شجراً" تجد نفسك أمام تجربة شعرية تتعدى مساحاتها الجمالية بنية النص وفنيته ورقي صوره، ليجد المتلقي نفسه أمام عملية خلق وابتداء لا متناهية تضعك مجدداّ أمام منطقة شعرية قد تكون خاصة لكنها بالمطلق بلا قيود ، ينطلق منها مغازلاّ ومحاكياً الآخرين فاردا ذاته الشعرية بسلاسة دون إقحام، ودون او أي دعوة باتجاه الأدلجة أمام ما يحمله الديوان الثالث من قصائد ذات مساس بالأرض والوطن.

صلاح أبو لاوي في ديوانه "إني أرى شجراً" يبدو واضحاً – وذلك حقه الطبيعي - بأنه صاحب إشكالية متوترة ومحفّزة بفعل الواقع الراهن المعاش في الشارع العربي، فهو ينغمس في الحرف ململماً لتشظي موضوع القصيدة على أرض واقعها، وكفعل السحر تجده يأخذك من ايقاع لآخر عبر مجموع قصائد الديوان الـ 11 التي حملت عناوين تترجم بصورة ما موضوعات المسكوت عنه او المسلوب في الذائقة الشعرية العربية، في حين حملت عناوين أخرى موضوعات المأمول وربما "المشتهى" نحو حاضر عربي تعلن فسيفسائه جهراً بأن "الليل يمضغني ويجرفني انفلات الطين من حلق الاساطير المدببة الجهات" فصاحب "إني أرى شجراً" يحمل قمره الضبابي وذاكرته التي تضيق حيث البحر يقطر من سلال التين في سقف المسافة مراً كرائحة الكلام على أراجيح العتيق من اللغات، ونحن كلنا الغريق وليس هو وحده كما يورد في قصيدته .

"إني أرى شجراً" فعل شعري أخذ ثوب الديوان الشعري في تجربة شعرية كثيفة للشاعر ابو لاوي، والتي ضمنها عبر قصائد الديوان الذي صدر عن "الزرقاء مدينة الثقافة الاردنية 2010" لقصائد منتقاة حملت عناوين صاخبة بود، وثائرة بقهر، بحميمية لامس خلالها جوانيتنا فكانت قصيدة "ليس الطريق الى ضدها" و" النازفة في الاعالي" و القصيدة التي حمل الديوان اسمها "إني أرى شجراً" و "لا الحرب إلا الحرب" وسيناريو جاهز 2" و"عنان" والصقر" و"بيروت" و"بين ظلي وظلي" و "هكذا" و "قصاصات الكرمة" .
من قصيدة "إني أرى شجَرا"

قمرٌ ضبابيٌّ
وذاكرة ٌ تضيْقُ
والبحرُ يقطـُرُ من سلال التّينِ في سَقْف ِالمسافةِ بيننا
مُرّا ً كرائحة ِالكلام ِعلى أراجيح ِ العتيقِ مِنَ اللغاتْ
وأنا الغريق ُ
لا الرّيح ُ تبسُط ُ كفّها لأيائلي العطشى
ولا غيم ٌ صديقُ

لبلابة ً
أتسلـّقُ السفليَّ ممتلئ المماتْ
في البحر ما يكفي .
لتنكسر النّصال ُ على حواف ِ الزّرع ِ
أو تمضي الأيائل ُ في غَيابته ِ
ويختنقُ الرّحيق ُ

قمرٌ ضبابيّ
وذاكرة ٌ تضيقُ

مِنْ أوّل ِالصّحراءِ
حتى صورتي في الماءِ
تكتملُ المرايا والصِّفاتْ ،
لا شيء ينهضُ من سُباتِ الوقتِ في جَسَديْ سوى
زغـَبِ الظلام على الرّفاتْ ،
الليل ُ يمضُغني ،
ويجرفني انْفِلاتُ الطين مِنْ حَلـْـق ِ الأساطير المدببة الجهاتْ
لكنني
من ضَحْكةٍ نسِيَ الزمان ُ حصارها
أسْرَجْت ُ أشرعتي
لتندملَ الجراح ُ
فقد يكونُ الماءُ ليس الماءَ في دَمْع ِ الفـُراتْ ،
من جثـّتي
سأفرُّ ثانية ً
ليزْرَعَني الغرابُ كما يليقُ.



تعليقات القراء

رائده شلالفه
كائناتك الشعرية ايها النبيل الشفيف لا تشبه غيرها من الكائنات
احسدك مع سبق الاصرار والترصد
ومبارك خطوك !!
08-11-2010 02:53 PM
البقعاوي
بوركت يا شاعرنا والى الامام والى جراسا كل الشكر
08-11-2010 05:10 PM
حسن النعيمي شاعر الامن العام
مبروك يا صاحب الابداع المتدفق والمفرده الهادئه السلسه والمشاعر الفياضة شعرا
09-11-2010 12:19 AM
حنان الدليمي
إني أرى جمالا يعيث في النفوس ابتهاج
بورك النبض.. وصاحبه
09-11-2010 10:10 AM
عبير ناجي
ألف مبروك لصاحب الكلمات السامقة
والحروف التي تنبعث منها رائحة تراب الوطن المعتقة ..
مبارك لا تفيك حقك أيها السامي..
09-11-2010 01:25 PM
عبير ناجي
ألف مبروك لصاحب الكلمات السامقة
والحروف التي تنبعث منها رائحة تراب الوطن المعتقة ..
مبارك لا تفيك حقك أيها السامي..
09-11-2010 01:25 PM
كوثر عرار

قمرٌ ضبابيٌّ
وذاكرة ٌ تضيْقُ
والبحرُ يقطـُرُ من سلال التّينِ في سَقْف ِالمسافةِ بيننا
مُرّا ً كرائحة ِالكلام ِعلى أراجيح ِ العتيقِ مِنَ اللغاتْ
وأنا الغريق ُ
لا الرّيح ُ تبسُط ُ كفّها لأيائلي العطشى
ولا غيم ٌ صديقُ

العزيز صلاح لا يوجد صور ابلغ من هذه.... لك كل الود ومليار مبروك
11-11-2010 05:39 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات