التطبيع والعالم الافتراضي ..



العالم هذه الفترة يعيش حياة غير منطقية وغير واقعية بزمن الكورونا، وهناك دول كبيرة باتت تسقط إلى الهاوية ودول جديدة أصبحت تظهر إلى العلن، منها روسيا مثلاً وهيمنتها على العالم، وأمريكا وبداية انهيارها كما يبدو من عدم تحقيق أهداف ترنو إليها لتبقى متربعة على العرش، وفشل النتنياهو في إدارة الأزمة الإسرائيلية الداخلية والخلافات التي تعصف به.
ظهر في هذه الفترة ما يسمى بالتطبيع مع دول الخليج، هذا التطبيع جاء بضغط أمريكي، ليثبت ترامب بأن إستراتيجيته الخارجية ما زلت تحقق نجاحات، بعدما فشله في تحقيق استقرار داخلي من خلال الاضطرابات الداخلية الأمريكية المتعلقة بالعنصرية، فقام بالضغط على دول الخليج كي يكون التطبيع بشكل علني على اعتبار أن إدارته تحقق نجاحات خارجية (وهي في الواقع وهمية).
فإستراتيجية الشعوب العربية حتى لو تعارضت مع حكامها ترفض الوجود الكيان الإسرائيلي المحتل لأرض عربية (فلسطين)، هذا ما أُعلن في بعض دول الخليج العربي وتحديداً من نواب الأمة في حرق العلم الإسرائيلي داخل هذه البرلمانات، وكثيرة هي مواقف الشعوب العربية للتطبيع، فالأردن مثلاً موقع مع الكيان معاهدة سلام لكن الشعب يرفض التطبيع معه، والجمهورية العربية المصرية أيضاً هناك معاهدة سلام مع هذا الكيان بدون تطبيع من الشعب المصري.
العالم الافتراضي الذي يقوم به هذا الكيان مع الولايات المتحدة الأمريكية عبارة عن فقاعات انتخابية فقط، لرفض الشعب الأمريكي وجود ترامب في الحكم، وهذا أيضاً ينطبق على الكيان الإسرائيلي برفض وجود نتنياهو في الحكم، فالشعوب العربية أصيله بطبعها وتسير وفق عقيدة إسلاميه وهي تحرير أي دولة مغتصبة من أي عدو، فكيف إن كان هذا العدو أزلي وديني وعقائدي ويجب القضاء عليه.
كثيرة هي مقاطع الفيديو التي تظهر منذ سنوات طويلة وتحديداً -بالكاميرا الخفية- تظهر إستراتيجية المواطن العربي ورفضه للكيان الإسرائيلي أو التعامل معه بأي شكل من الأشكال، هذه رسالة لهذا الكيان بأنه لا يمكن له التطبيع مع الشعوب العربية ما دام هو المحتل لدولة عربية وتحديداً فلسطين.
التطبيع برأي هو هروب من واقع ودخول عالم افتراضي يسمى التطبيع، فوعي الشعوب العربية للقضية الفلسطينية اكبر من أي تطبيع يمكن أن يحصل، فهي عبارة عن دعاية انتخابية إسرائيلية أمريكية صهيونية لكي يبقوا على سدة الحكم، كما قال ترامب مؤخراً "أنا أو الفوضى في أمريكا". فالتغني بشخصين أو اثنين أو مجموعة بالتطبيع مع هذا الكيان لا يعني رأي الشعوب العربية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات