ولأحرار العرب قولُ الفَصْل .. إضاءة على المشهد العربي


في حربٍ شموليَّةٍ مُشرَعةٍ على أمّة العرب وكلِّ مَواطِنِها الصغرى ، إستخدم مؤخرا ، بعضُ بَلاعيطِ المال في ممالك الرمل (صغار الضفادع ) ، فلسطينَ قميصَ عثمانٍ مُعاصِرٍ ، لِتَسوُّلِ مَناصبَ مِنْ قلقٍ . بِوَقاحةٍ لا يُحسدون عليها ، قايضوا شيئا من أوهامِهُم جَهارا نَهارا ، بِترابِها وتاريخها ودمِ أهلها ووجعهم وآمالهم . ظنًّا منهم أنَّ القرارَ الفلسطيني باتَ بِتخاذُلِ الأوسلويين وغيرهم من عرب ، مُلكَ يَمينِهم . وأنَّ سقفَ العُنفوانِ العربي الفلسطيني العام ، باتَ مُتدنِّياً .
بَلاعيطُ مالِ السُّحتِ ، وهُمْ يزوِّرون التاريخ العربي المعاصر ، يُحاولون تزويرَ عقول السُّذَّجِ مِنّا ، بالقول : نُوَقِّعُ مُعاهدات السلام والتَّطبيعِ معَ " إسرائيل " حَقْناً للدِّماء .
للتّكرار نَصفعُ وجوهَ الواهمينَ مِنْهُم ، بالقولِ : أنَّ معاهداتِ السَّلام لا تكون إلا بينَ دُوَلٍ مُتحارِبَة ، وأنتُم لستُم مِنْ دُوَلِ الطَّوقِ ، ولا على أيِّ تَماسٍّ جغرافي مع العدو الوجودي للأمة ، ولا في حالة حرب أو إستنزاف معه . وعلى سبيلِ الفَرضِ الساقِطِ نَسألكم : بأيِّ صفةٍ تُوَقِّعون ، وتُقايِضون ؟!
أنصَحُكُم وأمثالَكم مِنَ المنتظِرينَ في الخليج أو وادي النيل ، أنْ لا يَغرنَّكُم هدوءُ الظاهرِ الفلسطيني . فالرَّسمِيُّ منه ، مُختلفٌ تماما عمَّا يَمورُ في أرحامِ أحرارِ أمَّةِ العرب . وفي مقدمتهم الجبارون في كل فلسطين ، يَستذكرُون اليوم ، عنفوانَ عيِّنَةٍ مِمَّن مضى من إخوتهم ، وقادَتِهم ورفاقهم ، كأبي علي إياد ، ووديع حداد ، وصلاح خلف ، وجورج حبش ، وخليل الوزير ، و أحمد جبريل ، وأبو العباس ، وأبو نضال ، وأبو داوود ، واكوموتو ، وجيفارا غزه ، وليلى خالد ، ودلال المغربي ، وتيريز هلسه وسناء محيدلي ، وسمير القنطار ، وعهد التميمي ، ورامبو ، وآلاف الشهداء والاسرى والمعتقلين من أسود ونمور وجباري النضال العربي الفلسطيني المعاصر ، وغيرهم كثير كثير .
مَنْ لا يُحسِن قراءةَ تاريخ أحرارِ العرب والعالم في فلسطين ، مِمَّنْ طارَدوا عدوَّهُم في كلِّ مَكانٍ ، يَرتكبُ حماقاتَ الظنِّ والوَهمِ والكَذِبِ على النَّفسِ ، وتلك والله حماقاتٌ قاتلة . حُدودُ الأوطان كحدود الله لا تَهاوُنَ فيها . فالسارق ولو حبة تراب مِنْ فلسطين ، عاجلا أمْ آجلا ستُقطَعْ يَدُه .
نصيحةٌ بِلا مُقابلٍ لِكلابِ الصَّيدِ المُتَصَهْيِنَة ، لا تَستَوْطوا حيطانَ فلسطين او أيِّ منْ مواطن العرب الأخرى . ولا تَتطاولوا على حقوقها . ولا تَدْخُلوا في مواجهةٍ معَ أحرارها . فمَهما اختلفوا فيما بينهم ، يَدُهم طويلةٌ وطائِلةٌ ، أكثر مما قد يخطر ببالكم ،أو قد يُوَشْوِشْ به مُستشاروكم أو خَدَمُكم .
دَعْكُم مِنْ أوسلو وعَشائرَها ، فصاحبُ القرار الفعلي في فلسطين العربية ، ما زالَ باقٍ في يدِ جِنرالٍ عربي طفلٍ ، يُواجهُ المِيركافا هناك وال إف 15 والوَنّانات ، بِحجرٍ وصَدرٍعارٍ ، إلاّ مِنْ إيمانٍ بحتمية النّصر ، أو الشهاده واقفا غيرَ راكع .
نَصيحةُ بِجَملٍ ، قبلَ فواتِ الأوان ، فَلْيَقرأ كلٌّ مِنكم درسَهُ بِعنايةٍ ، ولا يَلْعَبَنَّ بنارِ فلسطين ، فَوَرَبُّ العِزَّةِ نارُها مُحرِقَةٌ . ولا تَسْتَقووا بالصهاينة ولا بالأمريكان ولا بأيٍّ كانَ عَلَيها ، فأنتم ساعتها كالمستجيرِ منَ الرَّمضاءِ بالنارِ ، والتاريخ مُضْطَرٌّ لأن يعيدَ نفسَهُ ولو بَمَهْزَلَةٍ .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات