موسم الانتخابات موسم العجائب والغرائب، موسم السخاء المادي والعاطفي للمرشحين حيث يتدافعون لتقديم الواجب بأياد سخية بالافراح ودموع غزيرة في المآتم فلا تستغربوا انها معركة كما يسمونها فلا ضير من استخدام كافة انواع الاسلحة بما فيها العاطفية.

الكل مشغول في المعركة فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة الانتخابية يحاصروننا في كل مكان وفي كل اتجاه بصورهم وشعاراتهم والوانهم الكالحة، يعزفون على اعصابنا بخطبهم الرنانة فلا مجال للاستراحة حتى في بيوتنا امام التلفاز يخرجون علينا بذات الوجوه يقفزون من صورهم في الشوارع ويقتحمون خلواتنا - يا سبحان الله - ما الذي غير الاحوال فذات الوجوه كانت في المجلس السابق يذبحوننا بسكين القوانين التي يفصلونها على مقاسهم دون ان يكترثوا بنا او يحترموا صمتنا واليوم يطلبون منا ان نصرخ بأعلى صوتنا فهو واجب وطني ولن يبخلوا علينا في موسم الانتخابات فقط حتى يكسبوا معركتهم ونسلمهم ذات السكين ليقطعونا بها على المفاصل.

يا الله نحن عبادك المقهورين المسحوقين الصابرين نستحق الحياة دائماً وفي كل الاوقات لا في مواسمهم فقط، فقد ارهقتنا معركتهم لانها تدار حسب قانونهم فليدعونا نتمتع ونسعد في موسم زيتوننا بمتعة القطاف وشرب الشاي على الحطب والتمرغ في احضان الطبيعة ونستقبل شتائنا بفرح وامل فقد حرمنا صخب وضجيج معاركهم حتى من همس الغزل مع نسائنا ومداعبة اطفالنا.